اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
بيروت - أحمد منصور
تعيش منطقة اقليم الخروب، حالة من الترقب والانتظار، لما ستؤول اليه التطورات والأوضاع، بناء لدعوة قائمقام الشوف رؤساء بلديات اقليم الخروب الشمالي، لانتخاب رئيس للاتحاد ونائبه، الذي يضم 17 بلدة، وهي: شحيم وبرجا وكترمايا ومزبود ودلهون والمغيرية وبعاصير وضهر المغارة والرميلة والجية والوردانية وسبلين وعانوت وداريا وعلمان والبرجين وجدرا.
وبحسب العرف المتبع، فإن رئيس الاتحاد ينتخب عادة من الطائفة الإسلامية السنية، وبتوافق القوى السياسية الأساسية في المنطقة المتمثلة بالحزب «التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل» و«الجماعة الإسلامية»، فيما ينتخب نائب الرئيس من الطائفة المارونية، وبالتوافق مسيحيا بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر».
وسط ذلك، تتجه الأنظار إلى هذا الموعد والاستحقاق، في ظل غياب التوافق، وبعد بروز مرشحين لهذا المنصب، الأول رئيس بلدية برجا المهندس ماجد ترو، شقيق النائب والوزير السابق علاء الدين ترو المدعوم من الحزب «التقدمي الاشتراكي»، والثاني عضو بلدية شحيم المهندس محمد سعيد عويدات المدعوم من «تيار المستقبل».
وفيما تحرص القوى السياسية المعنية بهذا الاستحقاق، على أهمية وضرورة التوافق على تسمية الرئيس، إلا أن الإشكالية الحاصلة، هي على مدة الرئاسة، التي يصر «الاشتراكي» على أن تكون ولاية كاملة لست سنوات برئاسة ترو، بينما يطالب «المستقبل» بالمداورة بين ترو وعويدات.
في مقابل ذلك، اتفق رؤساء البلديات «المسيحية»، خلال لقاء عقد في بلدية جدرا، على مداورة نيابة رئاسة الاتحاد بين رئيسي بلديتي ضهر المغارة طلعت داغر والجية وسام القزي.
مصدر مسؤول في الحزب «التقدمي الاشتراكي»، أكد على «دعم ترو ووضع مصلحة المنطقة فوق كل اعتبار»، وأشار إلى «استمرار التنسيق والتحالف والتعاون بين الحزب والتيار لتعميم الوئام والمحبة والإرتياح لدى أبناء المنطقة، والتي نضع مصلحتها فوق كل إعتبار»، معربا عن أمله في «أن يتمكن رئيس الاتحاد من القيام بمسؤولياته ومهامه على أكمل وجه، معتبرا «ان عوامل عدة، دخلت في لعبة انتخاب رئيس الاتحاد».
منسق «تيار المستقبل» في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال شدد على «ضرورة التوافق مع الحزب التقدمي الاشتراكي على تسمية رئيس الاتحاد، كما جرت العادة في المرات السابقة».
وأكد لـ «الأنباء» على «العلاقة الجيدة بين المستقبل والتقدمي، والذي يحكمه التحالف الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع وليد بك جنبلاط».
وقال: «نحن دعمنا وصول المهندس ماجد ترو إلى رئاسة البلدية، ونحرص على ان تكون ولاية الاتحاد مداورة بين ترو وعويدات»، معتبرا ان دعم عويدات لا يؤثر على العلاقة مع التقدمي.
بدوره، قال عويدات لـ الأنباء»:«سنبقى نسعى إلى التوافق حتى آخر لحظة، لأن يكون الاتحاد مداورة، 3 سنوات لشحيم وثلاث أخرى لبرجا»، مؤكدا «ان الظروف لا تحتمل معركة انتخابية جديدة وانقسامات أخرى»، آملا من «القوى السياسية ايجاد حل توافقي، لتجنيب المنطقة خضات المعارك الانتخابية».
وإذ شدد على «أن برجا تستحق»، أكد عويدات على «انه ينظر إلى الجميع من منظار واحد بعيدا عن المناطقية والفئوية»، متمسكا بالوحدة الوطنية الجامعة.
في هذا الوقت، تتحضر منطقة اقليم الخروب الجنوبية، لمعركة أخرى لانتخاب رئيس لاتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي، والذي يضم 6 بلديات: جون والمطلة ومزرعة الضهر وحصروت والزعرورية وبسابا (الشوف).
وبحسب العرف أيضا، فإن رئاسة الاتحاد في هذه المنطقة هي من حصة الطائفة الكاثوليكية، التي تترأس أيضا بلدية جون، على أن يكون نائب الرئيس من الطائفة السنية.
لكن يبدو أن المعطيات غير مكتملة لعملية الانتخاب في منطقة اقليم الخروب الجنوبية، حيث تتسارع الاتصالات على أكثر من صعيد داخل الطائفة الكاثوليكية، في ضوء ما أفرزته الانتخابات البلدية الأخيرة، حيث وصل إلى سدة رئاسة البلدية إبن الطائفة، المنافس للشخص الذي كانت تدعمه مطرانية صيدا الكاثوليكية لرئاسة بلدية جون، ولم يحالفه الحظ في الانتخابات البلدية الأخيرة.
أمام هذه المستجدات، تبقى الأوضاع مرهونة بآخر الاتصالات والمساعي المتسارعة والهادفة إلى وحدة الصف والحفاظ على الاستقرار وإبعاد التشنج والقلق عن المنطقة، التي تتميز بتنوعها الطائفي والمذهبي والسياسي.