اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحارة حريك، ألقى خلالها عظة بعنوان 'الكلمة وتأثيرها في المجتمع'، تخلّلها نقاش مفتوح أجاب فيه عن أسئلة واستفسارات الحاضرين.
وأوضح المطران عودة أن الكلمة إذا خرجت عن سياقها الطبيعي كأداة للإصلاح وبثّ الوعي ونشر المحبّة والتآلف بين الناس، فإنها قد تتحوّل إلى وسيلة لنشر الفتن والأحقاد، مشيرًا إلى أن تطور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي جعل للكلمة تأثيرًا أوسع على الأفراد والمجتمعات، ما يستدعي الحرص على اختيارها بعناية.
وبيّن أن النقد والاختلاف في الرأي أمر طبيعي في أي مجتمع، لكن يجب أن يكون ضمن إطار أخلاقي وموضوعي، بعيدًا عن التدليس أو بتر الكلام، داعيًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ قنوات الحوار بين جميع الأطراف، وإزالة عناصر الفتنة من واقع المجتمع.
وأشار المطران عودة إلى أهمية تخلي الإنسان عن تعلقه بالغنى والأموال والمراكز والمنافع الزائلة، مؤكّدًا أن الخلاص ليس مجرد حفظ الوصايا، بل اتباع المسيح بكل القلب والكيان، مستشهدًا بالإنجيل الذي يروي قصة الشاب الغني ودعوة المسيح له للتخلي عن أمواله واتباعه. وأوضح أن التخلي عن أي رباط يعيق القلب عن محبة الله هو الطريق نحو الملكوت والخلاص، وأن المستحيل عند البشر يصبح ممكنًا بنعمة الله.
كما شدد على أن الغنى والمراكز والسلطة ليست شرًّا بحد ذاتها، لكن الخطر يكمن في أن تصبح هذه الأمور إلهاً آخر في حياة الإنسان، مشيرًا إلى ضرورة استخدام النعم والمواهب الممنوحة من الله في سبيل الخير، لتصبح وسيلة للخلاص لا عقبة أمامه.
وفي ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، استذكر المطران عودة دوره الوحدوي والوطني والإسلامي، مؤكدًا أن تغييب الإمام شكّل خسارة كبرى للمجتمع اللبناني، ومشيرًا إلى العلاقة الأخوية التي كانت تربطه بالمرجع السيد محمد حسين فضل الله في تعزيز الحوار والتقارب بين الطوائف، ونقل رسالة الوحدة والمحبة لكل اللبنانيين.
وأكد المطران أن الهدف الأسمى هو أن تكون الكلمة أداة لزيادة المحبة، وترسيخ الأخوة، ورفع التوترات والضغائن، داعيًا المؤمنين إلى جعل محبة الله محور حياتهم، والاعتماد عليه وحده في كل الأمور، ليصبح المستحيل ممكنًا بنعمته، وليحفظ الإنسان كنزه الحقيقي في السماء حيث لا يفسد ولا يزول.