اخبار لبنان
موقع كل يوم -النهضة نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ أذار ٢٠٢٤
على الرغم من أن العملية القيصرية، وهي إجراء جراحي يستخدم لولادة طفل من خلال إجراء جرح في بطن الأم ورحمها، غالباً ما تكون ضرورية ومنقذة للحياة، إلا أنها لا تخلو من الآثار طويلة المدى.
ومن المثير للاهتمام أن عدداً كبيراً من النساء اللاتي يخضعن لعمليات قيصرية يعانين من أعراض دائمة، والتي كانت حتى وقت قريب تفتقر إلى اسم محدد أو فهم واضح بين المجتمع الطبي.
أكثر من 30% من النساء اللاتي يلدن عبر العملية القيصرية يعانين من مشاكل طويلة الأمد مثل آلام البطن، أو النزيف الشديد، أو صعوبات في الحمل في المستقبل، وغالباً ما تأتي هذه المضاعفات بسبب ندبة في الرحم لا تلتئم بشكل جيد.
وجدت الأبحاث الدقيقة في هولندا أن حوالي 60% من النساء اللاتي يعانين من ندبة الولادة القيصرية، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية أكثر خطورة، وتم إنشاء مصطلح اضطراب الندبة القيصرية CSDi لإعطاء اسم لمجموعة من المشاكل بعد العملية القيصرية.
ويأتي هذا التصنيف الجديد نتيجة لدراسة دولية شاملة بقيادة جامعة أمستردام الطبية، بهدف توفير إطار أكثر وضوحاً لتشخيص وعلاج هذه المضاعفات بعد العمليات الجراحية.
يمثل إدخال CSDi كمصطلح طبي خطوة مهمة إلى الأمام في الاعتراف بالتحديات التي تواجهها العديد من النساء ومعالجتهن بعد خضوعهن لعملية قيصرية.
كانت الدراسة هي ثمرة تعاون مشترك بين 31 خبيراً من جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة إلى الصين، الذين شاركوا في هدف مشترك وهو تعريف CSDi، وتوصل هؤلاء الخبراء، الذين لديهم جميعاً خبرة كبيرة في علاج النساء المصابات بأعراض مرتبطة بـ CSDi وأجروا عدة أبحاث حول هذا الموضوع، إلى إجماع حول التعريف الجديد، ويؤكد هذا الجهد الجماعي الاعتراف العالمي بالحاجة إلى فهم وإدارة عواقب العمليات القيصرية بشكل أفضل.
لا يمكن المبالغة في أهمية تسمية وتعريف اضطراب الندبة القيصرية، فهو يوفر طريقة ملموسة لتشخيص وعلاج النساء المصابات، وتحسين نوعية حياتهن بعد الجراحة.
وبالإضافة إلى ذلك، فهو يمكّن النساء من الحصول على معلومات مهمة حول الآثار المحتملة طويلة المدى للعمليات القيصرية، ومساعدتهن في اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن خيارات الولادة.
ومن خلال تسليط الضوء على CSDi، يمكن للمجتمع الطبي تقديم دعم أفضل للنساء اللاتي يعانين من هذه المضاعفات، مما يضمن حصولهن على الرعاية والعلاج المناسبين.
