ماذا أراد نصرالله من مخاطبة الزعماء المسيحيين؟

خصّ الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله خلال خطابه الأخير للمسيحيين برسالة وجّهها مباشرة، وهذا ما لم يعتد عليه في خطاباته.وفي هذه الرسالة تحدّث بالتفصيل عن شقين أساسيين، عن الحرب الأهلية متهماً عدداً من القادة والاحزاب المسيحيين بالدفع إليها لحسابات عديدة، بالاضافة الى موضوع التقسيم الذي يأخذ في السنتين الأخيرتين حيزاً كبيراً في البيئة المسيحية عبر دعوات الى الفدرلة واللامركزية بمسمّيات عديدة.وفي هذا الإطار، يقرأ المقربون من الحزب أن توجه نصرالله الى المسيحيين مباشرة في خطابه، يعود إلى أن الاشتباك السياسي الدائر في البلاد منذ عام 2020 هو بين الحزب وبعض الأحزاب المسيحية فقط التي تقود مواجهة علنية معه وتسعى عبر إعلامها وجيوشها الإلكترونية وغيرها من أساليب الضغط الى تحميل 'حزب الله' مسؤولية أي حدث سياسي أو قضائي يقع في البلاد، من انفجار المرفأ الى الأزمة الاقتصادية وحوادث الاغتيال وجميع الأحداث الأمنية التي وقعت، الى أحداث المخيمات وصولاً الى الخلافات على قطع الأشجار في القرى الحدودية، فيما لا إشكالات مع باقي المكوّنات، فهناك ربط نزاع مع الدروز عبر قنوات اتصال مفتوحة بين الجهتين، والعلاقة مع الطائفة السنية في تقدم وتطور مستمر ومسألة الخلاف السني - الشيعي تم تطويقها في لبنان الى حدّ كبير.الى ذلك زاد الخلاف بين 'حزب الله' و'التيار الوطني الحر' على رئاسة الجمهورية التباعد بين الطائفتين، وخلق تحولاً كبيراً في البيئة الحاضنة للحزب لدى المسيحيين، فلم يعد الخلاف مع طرف من المسيحيين على خيارات استراتيجية بل أصبح الخلاف مع كل المسيحيين على خيارات وجودية تتعلق بالحضور المسيحي عموماً، وهذا ما جعل حادثة الكحالة أخطر من الحوادث الأخرى كحادثة الطيونة التي كانت أكبر على المستوى الميداني والاشتباك المباشر واستعمال السلاح.أبعد نصرالله الرئيس السابق ميشال عن هجومه، وأشاد بخطابه بعد حادثة الكحالة، لكنه تعامل مع 'التيار الوطني الحر' كأي حزب سياسي موجود على الساحة، لا كحزب حليف أو قريب، متحدثاً عن حوار مفتوح 'إيجابي لكنه يسير ببطء'، وهاجم الأحزاب الأخرى متحدثاً عن أطراف لها حسابات إقليمية وهنا المقصود القوات اللبنانية، وأحزاب تسعى الى الشعبوية للحفاظ على زعامتها قاصداً حزب الكتائب ورئيسه سامي الجميّل.يمكن تشبيه خطاب نصرالله بخطاب الطيّونة الذي تحدث فيه عن مئة ألف مقاتل مستعدين لخوض الحرب وكان هدفه ردعياً، لكن هذه المرة بطريقة أقل وطأة عندما تحدث عن أمور عاطفية تمس الوجدان المسيحي وتشكل هاجساً لديه عندما تحدث عن خسارة فلذات الأكباد وضرب الأرزاق والهجرة الكبيرة وهي قضايا مؤثرة جداً عند المسيحيين لأنها مجرّبة ولها وقعها عليهم، قبل أن ينتقل الى الحديث عن خسارتهم الدعم الغربي والأميركي خاصة، ولاحقاً الى التهديد المباشر بأن التحريض يحرّك شارعين لا شارعاً واحداً وهو غير قادر على الضبط بنسبة مئة بالمئة، بما يؤكد أن خسائرهم ستكون أكبر من تلك التي وقعت في الحرب الأهلية السابقة، وأن جرّهم إليها لتنفيذ أجندات معينة سيكون قاضياً عليهم.أما الرسالة الأهم فكانت الى الداعين الى الفيديرالية والتقسيم ومنهم حليفه 'التيار الوطني الحر'، ليجزم بأن هذا الأمر لن يمر، حاسماً الأحاديث عن نقاشات ومداولات تجري في الإطار، فالمسيحيون جرّبوا الحكم الذاتي أيام الحرب الأهلية ولم يأت عليهم سوى بالكوارث بحسب نصرالله، وبالتالي لا إمكانية لتجربته من جديد، كما تحدث عن رفض شعبي للموضوع، وعادة ما يستعمل 'حزب الله' قضية 'الشعب' أو الأهالي في أي اشتباك سياسي، لا يريد خوضه مباشرة، كما يحدث في قرى الجنوب مع اليونيفيل وبالتالي التلميح إلى أنه لو اتفق على الأمر بالسياسة لم ينفع على الأرض، وختاماً يكون مرر رسالة إيجابية الى الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية بأن الحزب تحت اتفاق الطائف ولن يقبل بتغييره.

خصّ الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله خلال خطابه الأخير للمسيحيين برسالة وجّهها مباشرة، وهذا ما لم يعتد عليه في خطاباته.

وفي هذه الرسالة تحدّث بالتفصيل عن شقين أساسيين، عن الحرب الأهلية متهماً عدداً من القادة والاحزاب المسيحيين بالدفع إليها لحسابات عديدة، بالاضافة الى موضوع التقسيم الذي يأخذ في السنتين الأخيرتين حيزاً كبيراً في البيئة المسيحية عبر دعوات الى الفدرلة واللامركزية بمسمّيات عديدة.

وفي هذا الإطار، يقرأ المقربون من الحزب أن توجه نصرالله الى المسيحيين مباشرة في خطابه، يعود إلى أن الاشتباك السياسي الدائر في البلاد منذ عام 2020 هو بين الحزب وبعض الأحزاب المسيحية فقط التي تقود مواجهة علنية معه وتسعى عبر إعلامها وجيوشها الإلكترونية وغيرها من أساليب الضغط الى تحميل 'حزب الله' مسؤولية أي حدث سياسي أو قضائي يقع في البلاد، من انفجار المرفأ الى الأزمة الاقتصادية وحوادث الاغتيال وجميع الأحداث الأمنية التي وقعت، الى أحداث المخيمات وصولاً الى الخلافات على قطع الأشجار في القرى الحدودية، فيما لا إشكالات مع باقي المكوّنات، فهناك ربط نزاع مع الدروز عبر قنوات اتصال مفتوحة بين الجهتين، والعلاقة مع الطائفة السنية في تقدم وتطور مستمر ومسألة الخلاف السني - الشيعي تم تطويقها في لبنان الى حدّ كبير.

الى ذلك زاد الخلاف بين 'حزب الله' و'التيار الوطني الحر' على رئاسة الجمهورية التباعد بين الطائفتين، وخلق تحولاً كبيراً في البيئة الحاضنة للحزب لدى المسيحيين، فلم يعد الخلاف مع طرف من المسيحيين على خيارات استراتيجية بل أصبح الخلاف مع كل المسيحيين على خيارات وجودية تتعلق بالحضور المسيحي عموماً، وهذا ما جعل حادثة الكحالة أخطر من الحوادث الأخرى كحادثة الطيونة التي كانت أكبر على المستوى الميداني والاشتباك المباشر واستعمال السلاح.

أبعد نصرالله الرئيس السابق ميشال عن هجومه، وأشاد بخطابه بعد حادثة الكحالة، لكنه تعامل مع 'التيار الوطني الحر' كأي حزب سياسي موجود على الساحة، لا كحزب حليف أو قريب، متحدثاً عن حوار مفتوح 'إيجابي لكنه يسير ببطء'، وهاجم الأحزاب الأخرى متحدثاً عن أطراف لها حسابات إقليمية وهنا المقصود القوات اللبنانية، وأحزاب تسعى الى الشعبوية للحفاظ على زعامتها قاصداً حزب الكتائب ورئيسه سامي الجميّل.

يمكن تشبيه خطاب نصرالله بخطاب الطيّونة الذي تحدث فيه عن مئة ألف مقاتل مستعدين لخوض الحرب وكان هدفه ردعياً، لكن هذه المرة بطريقة أقل وطأة عندما تحدث عن أمور عاطفية تمس الوجدان المسيحي وتشكل هاجساً لديه عندما تحدث عن خسارة فلذات الأكباد وضرب الأرزاق والهجرة الكبيرة وهي قضايا مؤثرة جداً عند المسيحيين لأنها مجرّبة ولها وقعها عليهم، قبل أن ينتقل الى الحديث عن خسارتهم الدعم الغربي والأميركي خاصة، ولاحقاً الى التهديد المباشر بأن التحريض يحرّك شارعين لا شارعاً واحداً وهو غير قادر على الضبط بنسبة مئة بالمئة، بما يؤكد أن خسائرهم ستكون أكبر من تلك التي وقعت في الحرب الأهلية السابقة، وأن جرّهم إليها لتنفيذ أجندات معينة سيكون قاضياً عليهم.

أما الرسالة الأهم فكانت الى الداعين الى الفيديرالية والتقسيم ومنهم حليفه 'التيار الوطني الحر'، ليجزم بأن هذا الأمر لن يمر، حاسماً الأحاديث عن نقاشات ومداولات تجري في الإطار، فالمسيحيون جرّبوا الحكم الذاتي أيام الحرب الأهلية ولم يأت عليهم سوى بالكوارث بحسب نصرالله، وبالتالي لا إمكانية لتجربته من جديد، كما تحدث عن رفض شعبي للموضوع، وعادة ما يستعمل 'حزب الله' قضية 'الشعب' أو الأهالي في أي اشتباك سياسي، لا يريد خوضه مباشرة، كما يحدث في قرى الجنوب مع اليونيفيل وبالتالي التلميح إلى أنه لو اتفق على الأمر بالسياسة لم ينفع على الأرض، وختاماً يكون مرر رسالة إيجابية الى الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية بأن الحزب تحت اتفاق الطائف ولن يقبل بتغييره.