لبنان الرسمي يعلن الحداد العام وينكّس الأعلام حداداً على رئيسي وعبداللهيان

أثار نبأ رحيل رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومرافقيهما اثر سقوط مروحيتهما شمال شرق إيران في محافظة أذربيجان الشرقية، موجة عارمة من المواقف المتضامنة والمعزية، وتوالت برقيات التعزية الى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي من رؤساء وشخصيات سياسية ونيابية وروحية وحزبية، وفي هذا الإطار، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة تحمل الرقم 18/2024 بإعلان «الحداد الرسمي ثلاثة أيام على وفاة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، وتنكيس الأعلام على المقرات والمؤسسات الرسمية حدادا».

ووجّه رئيس الحكومة برقية الى قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي معزيا بوفاة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية والوفد المرافق في الحادثة المؤلمة أمس.

بري

وبعث رئيس مجلس النواب نبيه بري برسالة تعزية الى خامنئي قال فيها: تفقد الجمهورية الإسلامية في إيران والعالم الإسلامي ونفقد معهما في لبنان ثلّة من القادة الطليعيين الذين واكبوا الثورة، ثواراً وأئمة وقادة ثم شهداء وفي مقدمهم فخامة رئيس الجمهورية السيد الشهيد إبراهيم رئيسي ومعالي وزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما الشهداء الذين قضوا بحادثة تحطم المروحية في محافظة أذربيجان الشرقية.

وأضاف: إننا وإزاء هذا المصاب الجلل الذي أصاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثورتها وأصابنا في لبنان حسبكم وحسبنا قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه وإنّا إليه راجعون)، وبإسمي الشخصي وبإسم المجلس النيابي وبإسم الشعب اللبناني نتقدّم من سماحتكم ومن الشعب الإيراني بأسمى آيات العزاء، سائلين المولى العزيز القدير بأن يلهمكم وذويهم عظيم الصبر والسلوان وأن يسكن شهداء هذه الحادثة الأليمة وسائر الشهداء الفسيح من جنانه الى جوار الأولياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يمنحكم سبحانه وتعالى الصحة والسداد في قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثورتها نحو المزيد من المنعة والقوة والإقتدار إنه سميع مجيب».

السنيورة

وأبرق الرئيس فؤاد السنيورة الى خامنئي، معزيا وقال «لقد شكّلت الوفاة المؤسفة لرئيس الجمهورية الموقر ووزير الخارجية صدمة كبيرة، ولا سيما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دولة جارة للعديد من الدول العربية، والتي ترتبط معها بأواصر الجيرة والإيمان بالله تعالى والتاريخ والمصالح المشتركة».

أضاف «لقد أظهرت ردود الفعل ومواقف التضامن الصادق، الإنساني، والأخوي مع إيران في هذه المحنة المفجعة والأليمة والقاسية، من مختلف الأطراف ومختلف المسؤولين في دول المنطقة، كم أن التعاون الصادق بين هذه الدول مهم ومفيد، وهو يشكل الهدف السامي الذي يمكن أن تهتدي به دول المنطقة بأسرها، وأن يصار بالتالي إلى بذل وتعزيز الجهود الصادقة والمثابرة لدى جميع المسؤولين من أجل بناء قواعد تعاون وثيق وأخوي في المستقبل بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي يمكن أن تترسخ على مبادئ الاخوة والصداقة والمصالح المشتركة، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لتلك الدول»، آملا أن «تكون الأيام المقبلة أيام تعاون صادق بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لما فيه مصلحة بلادنا وتقدّم شعوبها واستقرارها».

الخارجية

بدوره، أعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب عن «حزنه للحادث الذي أدّى الى وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، الذي كان صديقا للبنان وزاره مرات عدة، وكنا نلتقي في جميع الاجتماعات الدولية، كما التقيت الرئيس الإيراني في الرياض يومها كنت برفقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أيضا أحزنه الحادث».

وفي سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية عن حزنها وأسفها العميقين، وأكدت وقوفها الى جانب «حكومة إيران وشعبها في هذا المصاب الأليم، وتتقدم منهم ومن عائلات الضحايا بأحرّ التعازي وأسمى مشاعر المواساة سائلة للضحايا الرحمة، وللإيرانيين عموما، الصبر والسلوان».

سياسيون

وأبرق الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى المرشد الأعلى خامنئي، معزيا وقال « «يؤسفني جدا الحادث الأليم الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وعدد من أركان الدولة بتحطم طائرتهم، وإنني إذ أتقدم بالتعزية منكم ومن الشعب الإيراني ومن عائلات الضحايا، أرجو أن يمنّ الله على إيران وشعبها بالاستقرار والازدهار».

كما أبرق النائب تيمور جنبلاط معزيا وقال «إنني إذ أعرب باسمي وباسم الحزب التقدمي الإشتراكي عن أسفنا لهذا الحادث الأليم، أتقدم بالتعزية منكم ومن عموم الشعب الإيراني».

وكتب النائب نبيل بدر عبر منصة «اكس»: «نتقدم من الجمهورية الإسلامية في إيران قيادةً وشعباً بخالص العزاء والمواساة، سائلين الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة ولذويهم جميل الصبر والسلوان».

وبدوره، كتب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية: «فاجعةٌ كبيرة حلّت على إيران وهزّت العالم باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير الخارجية والوفد المرافق. كلّ العزاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً حكومةً وشعباً، ونسأل الله تجاوزهم لهذه المحنة الكبيرة».

وتقدم عضو كتلة «التنمية والتحرير «النائب علي عادل عسيران، «بخالص العزاء وعميق المواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا»، داعيا لهم بالرحمة متضامنا مع الشعب الإيراني في «هذا الظرف المأسوي الصعب».

وقال رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان: «فاجعة كبرى على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمنطقة، والخسارة بفقدانهم لا يعوّضها إلّا تماسك الشعب الإيراني وقوّة الدولة ومتانة الحكم فيها».

وتوجّه الرئيس العماد اميل لحود بالتعزية وقال في بيان: «ليس حدثاً عابراً أن يكون الرئيس رئيسي والوزير عبد اللهيان استشهدا وهما يقومان بواجبهما تجاه شعبهما، إذ لم يكن غريباً يوماً على القيادة الإيرانيّة أن تذهب شخصيّاً الى أصعب المواقع الجغرافيّة لمتابعة تنفيذ المشاريع، وهذا واحدٌ من أسرار نجاح الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة».

أما الوزير السابق وديع الخازن فقال: «بحزن وعميق أسى تلقينا النبأ، ونتقدم من قائد الثورة والجمهورية الإسلامية والحكومة والشعب الإيراني بتعازينا القلبية وصادق مواساتنا سائلين الله أن يتغمد الفقيد الكبير ورفاقه بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنهم فسيح جنانه».

وكتب المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم، على حسابه عبر منصة «إكس»: «ببالغ الحزن والأسى، نتقدم بأحرّ التعازي والمواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً، و«نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، ونسأل الله أن يحفظ إيران وشعبها من كل مكروه».

مواقف حزبية

وابرق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله إلى الخامنئي معزيا وقال «إننا نشارككم كل مشاعر ومعاني فقد هؤلاء القادة الكرام في هذه المرحلة الحساسة وانتم تقودون الأمة ‏الإسلامية في صراعها المرير مع قوى الاستكبار والهيمنة والاحتلال الأميركي والصهيوني لمقدساتنا ‏وبلادنا وشعوبنا، كل العزاء والأمل بوجودكم المبارك وقيادتكم ‏الحكيمة والمسددة والشجاعة، وأسأل الله تعالى أن يمد في عمركم الشريف وأن يعين قلبكم الطاهر على تحمل ألم هذا الفقد لهؤلاء القادة ‏الأوفياء والمخلصين وأن يمن على عائلاتهم الكريمة والشريفة وعلى شعبنا الإيراني العزيز والكبير وعلى ‏جميع المسؤولين المحترمين في الجمهورية الإسلامية بالصبر والسلوان وعظيم الأجر وقرب الفرح ‏والنصر إنشاء الله».

وأصدر «حزب الله» بياناً قدّم فيه العزاء لخامنئي وللشعب الإيراني والقيادات الإيرانية وقال في بيانه «لقد عرفنا سماحة الرئيس الشهيد عن قرب منذ زمن طويل فكان لنا أخاً كبيراً ‏وسنداً قوياً ومدافعاً ‏صلباً عن قضايانا وقضايا الأمة وفي مقدمها القدس وفلسطين ‏وحامياً لحركات المقاومة ومجاهديها ‏في جميع مواقع المسؤولية التي تولاها، كما ‏كان خادماً مخلصاً وصادقاً لشعب إيران العزيز ونظام ‏الجمهورية الإسلامية ‏الشامخ، كذلك، كان الأخ العزيز الشهيد الدكتور عبداللهيان في جميع مواقع ‏المسؤولية وآخرها ‏في وزارة الخارجية، الوزير الحاضر النشيط والمضحي وحامل ‏الراية في جميع المحافل السياسية ‏والدبلوماسية في العالم والمحب لحركات المقاومة ‏والمتفاني في نصرتها ودعمها».

وأصدرت هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، بيان تعزية جاء فيه «في اللحظة الحرجة التي تمرّ بها أمتنا وتحتاج فيها الى القادة والرجال الرجال المؤمنين الصادقين الذين عاهدوا وما بدّلوا، تفقد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وساحات المقاومة والجهاد ومنابر الدعوة الى الله بالكلمة والموعظة ثلة من القادة في الجمهوريه الإسلامية الإيرانية».

وقال التيار الوطني الحر في بيان، «إذ انه لا ينسى وقفات إيران مع لبنان في ايّامه الصعبة وفي صراعه مع إسرائيل، يتمنى لإيران دوام الإستقرار والأمان والإستمرارية في مؤسساتها الدستورية، ودوام علاقات الصداقة بين لبنان وإيران لما فيه خير البلدين ومصالحهما».

وقدمت «الجماعة الإسلامية» التعازي وقالت «إنّنا إذ نعرب عن حزننا لهذا المصاب الجلل الذي أصاب الجمهورية الإسلامية في إيران جراء هذا الحادث المؤسف، نتمنى لإيران أن تتجاوز هذه الحادثة، وأن ينعم شعبها بالأمن والاستقرار».

وتقدمت القيادة المركزية لـ«حزب البعث العربي الإشتراكي» من الجمهورية الإسلامية في إيران قيادةً وحكومةً وشعباً ومن عائلات الشهداء بأحرّ التعازي ومشاعر المواساة.

وتوجه «حزب التوحيد العربي» بالتعزية في هذا المصاب الجلل، الذي أودى بحياة ثلّة من خيرة القيادات الإيرانية، وأشار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب السابق أسعد حردان معزيا، بأن إيران قادرة على استيعاب هذا الحدث العظيم، وتجاوز تداعياته.

رجال دين

توازيا أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان نعيا وقال: «طهران التي أزاحت واشنطن على سدّة التفرد بالشرق الأوسط ستزداد عظمة بشهادة السيد رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان وبقيّة الأخوة الأكارم، وأقل الوفاء لطهران ومسيرة عطائها وتضحياتها بسبيل لبنان وسيادته إعلان الحداد الرسمي بسائر البلاد».

كما أبرق العلّامة السيد علي فضل الله معزياً وقال «إننا على ثقة بأن الجمهورية الإسلامية في إيران سوف تتجاوز هذه المحنة الكبيرة، وهذا الامتحان الصعب، وستنهض مجدداً في مواجهة كل الذين يعملون لإضعافها وحصارها ولتستكمل مسيرتها الثابتة».

وأعرب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلّامة الشيخ علي الخطيب عن أسفه حيال الفاجعة، وقال « إن غياب هذه الشخصيات البارزة يعتبر خسارة كبيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحتل موقعا بارزا في الساحتين الإقليمية والدولية ،وإن ما يزيد من ألمنا أننا أتيح لنا الشهر الماضي أن نجتمع بالرئيس رئيسي والوزير عبد اللهيان في طهران، وأن نلمس منهما استمرار سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم الشعب اللبناني وحرصهما الشديد على بلدنا لبنان وعلى المقاومة.