اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٥
تتوالى المفاجآت من صنف الدراماتيكية، فبعد أن أضحت وراءنا سلسلة الاستحقاقات الدستورية من انتخاب الرئيس والتكليف، لا بد وأن تأتي التشكيلة لتتماشى مع مستلزمات المرحلة التي لا بد وأن تُطبَع بوزراء على صورة ومثال العهد الجديد.
المسار الإصلاحي مستمر والذي سيحمل معه سلسلة من التحديات المنتجة على كل المستويات، لكن يبقى الرهان الأكبر على ترويض من جنح بعيداً خلال عقود وبات سربه خارج منطوق الدولة ودستورها وقوانينها.
ومن لم يلحظ بعد أن الجمهورية تُستعاد شيئاً فشيئاً.
ومن لم يلحظ بعد أن جماعة 'الغالبون' بدأوا بتجرّع كأس الصدمات المتلاحقة.
لهؤلاء إشارة لعلّها سخيفة لكن رسالتها مؤشّر.
فمن كان يقتحم أروقة قصر العدل أو المطار ويطلق العنان لصفّارات تهديداته، بات اليوم لا يجرؤ، وبالحدّ الأقصى، سوى افتراش الأرصفة وعلى الطريق المؤدية إلى المطار، ليتحفنا بتهديدات باتت أشبه بذاك الولد الذي يخشى الظلام فيبدأ بالغناء علّه يطرد الخوف من داخله.
الأنكى تجاهل منظمة 'الغالبون' للمجريات في الجنوب حيث دبابة الميركاڤا تكزدر هناك، والشباب يتلهّون بابتلاع صدمتي انتخاب عون رئيساً وسلام للحكومة.
ولعلّ التطورات الإيجابية لا بد وأن تدفع أهلنا الشيعة كي يرفعوا عنهم ملصق أنهم بكل أطيافهم ومشاربهم ينتمون للتنظيم المسلح.
وبالتالي عليهم واجب مبدئي كي يعودوا ويستعيدوا حضورهم اللبناني، على ما كتب الإمام شمس الدين في وصاياه إلى الشيعة.
ولأنه لا يمكن للتنظيم المسلح أن يخسر بوجه إسرائيل فيعمد إلى ترجمة خسائره أرباحاً وهمية بوجه اللبنانيين، الأمر الذي أحرجه فأخرجه حتى اللحظة من مجموعة معادلات واستحقاقات، وإن استكمل نهجه المغلوط هذا سيجد نفسه خارج مظلّة المؤسسات الدستورية. من هنا التشديد على تنقية جدول الطائفة وإظهار أنها ليست كلها في حضن التنظيم، كما وأن هذا التنظيم لا يختزل ولا يختصر كل الطائفة.
أما الإخراج فمتروك لكبار القوم كي يحددوا الأطر والآليات.
وللتنظيم فرصة قد لا تكون فرصته الأخيرة، لكن على الأقل هي فرصة مُتاحة كي يقرأ، يستوعب، يقدّر ويحدّ من خسائره في عملية استلحاقية بركاب الشرعية، لأن لا أحد يرغب أو يسعى لإقصاء أو تغييب أو حرمان أي مكوّن.