استنكار لمنع الإعلامية فجر السعيد من دخول لبنان

بيروت - داود رمال

أثار منع الاعلامية والكاتبة الكويتية فجر السعيد من دخول الاراضي اللبنانية، ردود فعل شاجبة من قوى سياسية ونيابية وشخصيات متنوعة، بينما استندت الجهات الرسمية اللبنانية الى القوانين اللبنانية في اجراء المنع.

وفور وصول الإعلامية فجر السعيد امس الاول الى مطار رفيق الحريري الدولي، منعت من الدخول وبقيت في المطار في عهدة الأمن العام حتى عودتها عبر طائرة الى الكويت، وقد عمدت السعيد الى نشر سلسلة تغريدات عبر حسابها على تويتر قالت في احداها «أنتظر أي طائرة تعيدني الى بلدي.. الجماعة طلعو حساسين».

وفي اشارة الى ما تردد عن ان سبب منعها من دخول لبنان هو وجود ختم اسرائيلي على جوازها، قالت السعيد «لا يوجد ختم إسرائيلي في جوازي القصة قصة حسن نصرالله وكلامي عنه … للعلم انا رحت فلسطين مرتين بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس».

وفي ردود الفعل الشاجبة، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان «ان منع الإعلامية والكاتبة والمنتجة الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان بطريقة بوليسية، ومن دون أي مسوغ قانوني، إنما هو ضرب لكل ما يمثله لبنان من قيم حضارية وثقافية وإعلامية من جهة، واستهتار كامل بعلاقات لبنان العربية من جهة ثانية، الأمر الذي يشكل ضربا لمفهوم الحريات برمته».

وقال: «إن الكويت لطالما كانت خير معين وظهير وصديق للبنان منذ الاستقلال وحتى اللحظة على مختلف الصعد، وفي مقدمتها المشاريع الإنمائية التي أنجزها صندوق التنمية الكويتي، أقله في السنوات العشر الأخيرة، والتي تفوق في بعض المناطق، ما أنجزته الدولة اللبنانية بحد ذاتها، كما أن الكويت كانت دائما وأبدا ومن دون تردد، تقف إلى جانب لبنان في المحافل العربية والدولية، فهل هكذا نكافئ أصدقاءنا؟».

واضاف: «ولكن على ما يبدو أن السبب الوحيد لمنع الإعلامية الحرة «فجر السعيد» من دخول لبنان يكمن في مواقفها الواضحة والشفافة تجاه محور الممانعة، والسؤال المطروح: هل تحول لبنان إلى كوريا شمالية ثانية؟».

وأكد ان «المطلوب من رئيس الحكومة ووزير الداخلية إجراء تحقيق فوري في هذه القضية وتحديد المسؤوليات وإنزال أشد العقوبات بحق الذين كانوا وراء هذا القرار... ماذا وإلا، أهلا بكم جميعا في جمهورية كوريا الشمالية».

وغرد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على تويتر قائلا: هل تحولت السلطات اللبنانية الحالية إلى أداة قمعية خدمة لحزب خارج عن الدستور والقوانين اللبنانية على حساب حرية التعبير المكرسة في الدستور وعلى حساب علاقة لبنان بالدول العربية؟ سؤال برسم وزراء الداخلية والخارجية والعدل.

وصدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيان قالت فيه: من المستغرب جدا أن يتم منع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من الدخول إلى لبنان وتوقيفها والتحقيق معها وذلك فقط على خلفية مواقفها وآرائها السياسية.

إن هذا النسق المدان من التضييق إنما يشكل ضربا لفكرة وجود لبنان القائمة على الحريات والتنوع وعلى احترام الصحافة والصحافيين لبنانيين كانوا أو وافدين، وعلى السلطات المعنية والأجهزة المختصة توضيح ما حصل ومعالجة الأمر ومنع تكراره.

وأصدر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي بيانا قال فيه: ان النقابة أخذت علما بمنع الصحافية الكويتية من دخول لبنان وستجري اتصالات مع المسؤولين لجلاء أسباب هذا المنع، وأكد على موقف النقابة الثابت من عرقلة أي صحافي أو إعلامي لأسباب تتعلق بأدائه المهني، سواء كان لبنانيا أو مقيما في لبنان أو وافدا إليه.

بدوره، النائب أشرف ريفي غرد قائلا إن منع السعيد «يمثل قمة الاستهانة بصورة لبنان وموقعه، كما يشكل اعتداء على مواطنة عربية تنتمي إلى الكويت الصديقة للبنان. لن نقبل أن يكون لبنان محمية للممانعة. يكفينا الإرهاب والقتل والكبتاغون. لبنان كان وسيبقى بلد الحريات».

وغرد رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب، على حسابه عبر «تويتر» كاتبا «لا نعرف سبب عمليات البلطجة في المطار إن لجهة ما حصل مع الإعلامية الكويتية أو ما يحصل يوميا مع المواطنين الليبيين». وتوجه الى رئيس الحكومة بالقول «دولة الرئيس ميقاتي عالج هذا التشبيح».

وتعليقا على منع الاعلامية السعيد من الدخول، صدر عن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام بيان اوضح فيه ان السعيد تقدمت «للحصول على تأشيرة دخول الى لبنان، وبعد التدقيق بمستنداتها تبين ان بحقها اجراء عدم السماح لها بالدخول».

وأوضح مصدر رسمي لبناني لـ «الأنباء» ان «هناك اجراءات قانونية يمكن ان تعتمدها الاعلامية السعيد اما مباشرة او عبر وكيل قانوني لإزالة المنع».