لبنان يوقف نجل يوسف القرضاوي المطلوب لدى القاهرة

كان عائداً من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي حيث اعتقل بموجب مذكرة إنتربول

أوقفت السلطات اللبنانية عبدالرحمن القرضاوي الناشط المصري المعارض المطلوب لدى القاهرة ونجل الزعيم الروحي الراحل لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، وفق ما أفاد مسؤول قضائي لبناني وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأحد.

وأوضح المسؤول أن القرضاوي، وهو شاعر أيضاً، أوقف أول من أمس السبت لدى وصوله من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي بناءً على مذكرة توقيف مصرية. وقال إن المذكرة 'صادرة بناءً على حكم صادر في حقه عن القضاء المصري بالسجن خمس سنوات، بتهم مناهضة السلطات والحض على الإرهاب'.

وكشف النائب العام التمييزي في لبنان، القاضي جمال الحجار، في حديث إعلامي عن أن القرضاوي أوقف بموجب بلاغ من الإنتربول صادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب استناداً إلى حكم غيابي صادر في حقه عن القضاء المصري.

مسألة التسليم

وكان والده يوسف القرضاوي عالم دين بارزاً، ويعد الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر. وسجن الشيخ الراحل مرات عدة بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وتوفي عام 2022 بعد عقود من المنفى في قطر.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث للإعلام، أن القضاء اللبناني 'سيطلب من السلطات المصرية إرسال ملف لاسترداده'. وبعد تلقي الملف من مصر سينظر القضاء اللبناني في إصدار توصية بتسليمه 'إذا كانت شروط التسليم متوافرة... وإذا لم نخلص إلى أن الأمر يستوجب التسليم أو أن الجرائم المتهم بها تستوجب التسليم نوصي بعدم التسليم'، بحسب المسؤول الذي لفت إلى أن 'الحكومة هي من تتخذ القرار'.

خطبته في سوريا

وكان عبدالرحمن القرضاوي ناشطاً معارضاً لحكومة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية عام 2011. وأصبح معارضاً للرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي الذي جاء إلى السلطة بعد أن أطاحت ثورة شعبية في 30 يونيو (حزيران) 2013 الرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وقال صديق للعائلة لوكالة الصحافة الفرنسية إن القرضاوي يحمل الجنسية التركية، وكان عائداً من زيارة إلى سوريا، إذ أطاحت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام رئيس النظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).

وأطيح الأسد بعد أكثر من 13 عاماً من اندلاع الحرب في سوريا مع القمع الدامي للاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011.

وكان عبدالرحمن القرضاوي قد نشر مقطع (فيديو) صوره في المسجد الأموي في دمشق يحتفي فيه بسقوط الأسد، ويعرب عن أمله في 'النصر' في البلدان العربية الأخرى التي شهدت انتفاضات، ومن بينها مصر، حيث خرجت دعوات إعلامية مطالبة بتسليمه للقاهرة.