السيد حسن علي حسين خليل عبدالله (أبو زاهي) في ذمة الله

#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }

×

أبو زاهي - حسن العبدالله ؛ طواه الردى

لف غروب شمس الجمعة (١١ تموز ٢٠٢٥) خبر أليم، هزّ كياننا بفقد علماً مميزاً من الأعلام الثقافية والصحفية والتربوية، لمدينة الخيام حيث حمل نبراس القلم مضيئاً به دروب العلم والمعرفة لأبناء جيله الذي اشتهر بثقافته العالية والمتحررة من قيود الجهل والتخلف والعصبية.

كيف لا يكون كذلك هذا الرجل الغزير الثقافة الذي ولد في مدينة الخيام في عام (١٩٤٤)، ونشأ في كنف رجل قلما انجبت الاجيال المتعاقبة نظيراً له في بذل العلم مقروناً بالتربية الصالحة في آن واحد ، ألا وهو والده المربي الفاضل 'علي حسين خليل عبدالله'، والذي سُميت باسمه عرفاناً وتقديراً المدرسة المتوسطة بمدينة الخيام، وبعد وفاة المرحوم والده، حافظ المرحوم أبو زاهي على الأرشيف الغني الذي جمعه ودوّنه المرحوم والده، ونأمل أن تتم المحافظة على هذا الأرشيف المفعم بالوثائق والكتابات عن تاريخ الخيام وأهلها.

عرفت المرحوم أبو زاهي منذ صباي في أوائل سبعينات القرن العشرين، حيث كان زائراً دائماً لمقهى جدّي 'الحاج أبو علي نعيم عبدالله' على ضفاف 'نبع الدردارة' الفوار الذي يتوسط متلألأً 'مرج الخيام' أرض الخير والبركة، فكان يحضر هو وعائلته الصغيرة، ويفترشون ظلال أحدى أشجار التين المُعمرة المتواجدة في الحقل المحاذي لشجرة الكينا الأزلية 'كناية أبو علي نعيم' (أيقونة الخيام الخالدة)، ويقضون هناك طيلة فترة بعد الظهر إلى مشارف الغروب، وكان بين الحين والآخر، يقتنص الفرصة ويجالس المرحوم جدّي في المقهى، فأكون أنا ثالثهم، لاستمتع بالحديث القيّم الذي يدور بين رجل عجنته الأيام وخبزته الأزمات، رجل ترعرعت طفولته قبيل انقضاء القرن التاسع عشر، وامتد به العمر إلى الربع الأخير من القرن العشرين، وشاب ناضج سبر أغوار الانفتاح الثقافي المُشرع الابواب حينئذ لكل التيارات بمختلف ألوانها ومشاربها، فأجاد التنصل من مثالبها البراقة، وبنى أدبه الجمّ على طربونات حبقها، فكان دوما حديث شيّق عميق المفاهيم غزير الإيحاء ، وإن كنت في ذلك السن لا ادرك جُلّ معانيه، وسمو مرادفاته.

لم يغفل الأديب والكاتب الصحفي 'حسن علي عبدالله' الخيام من كتابته، فأنجز في عام (١٩٧٥) دراسة خاصة مُسهبة تتناول الجوانب المختلفة للوضع الاجتماعي لبلدته الخيام تحت مسمى 'دراسة اجتماعية عن بلدة الخيام' تم نشرها في صحيفة السفير ، حيث عمل محرراً صحفياً في القسم الاقتصادي لعدة سنوات، فطبع ذلك القسم الناشئ في حينه بطابعه المميز مُستلهماً الأفكار المستحدثة في ذلك العصر لتقديم معالم الاختصاص بأخباره وتحليلاته وتحقيقاته في أبهى صُوَرّها ومعانيها، كما لم يغفل شؤون عائلته وقرابته، فقد تبوء في فترة التسعينات من القرن الماضي، منصب رئيس جمعية آل عبدالله للإنماء الاجتماعي، فكانت فترة ذهبية مرت بها العائلة من حيث النشاط الاجتماعي والتوثيق التأريخي.

زارنا مرة بديار الغربة الخليجية (أواخر عام ١٩٩٦)، فقد كانت تربط المرحوم 'حسن علي عبدالله' بالمرحوم والدي علاقة سامية منشأها انهم من ابناء نفس الجيل الذي بزغ ضياؤه مع انحسار الحرب الكونية الثانية، وانتشارات التيارات السياسية والاجتماعية الناشئة حديثا حينذاك، وإن كان لكل ديدنها منها، ولكن بقيت خالدة بينهما أواصر القربى، والحافز المميز نحو المعرفة والثقافة، والموقف الموحد من نصرة قضية العرب الأولى، وقد سنحت لي الفرصة أثناء تلك الزيارة لحضور احدى جلسات الألفة والحبور بين المرحوم والدي والمرحوم أبو زاهي، فقد لخص المرحوم ابو زاهي لنا مجمل تصوراته الرصينة النابعة من الحالة الواقعة على الأرض في تلك حقبة لوطننا العزيز لبنان، مُعلقاً بالمختصر على بعض الشخصيات الفعالة حينذاك، فكان تحليلاً شيقاً لي في تلك الاونة وباب ألِجُّ منه لفهم الوقع المُعاش في لبنان العزيز.

وبعد عودتي النهائية للوطن لبنان قبل عشر سنوات، فصرت التقيه على الدوام وفي مختلف المناسبات، وكنت أزوره في منزله بالخيام بين الحين والأخر، فكان يُبادرني فوراً بسؤاله التقليدي: (ما هي أخر إنجازاتك التوثيقية؟)، فكان يصيبني الاحراج وخاصة إذا كان يسمع حديثنا أشخاص لا يعنيهم ماذا يقصد بسؤاله العميق، ولكن سرعان ما كان يفاجأني وكأنه أدرك مغزى إحراجي، فيقول لي: تكلم وأفصح ولا تلتفت حوالك! فانتعش قليلا، وأبدأ بالكلام فأوجز له ما كنت قد فرغت للتو من توثيقه، من احداث تاريخية لبلدتنا العزيزة الخيام أو من سّير رجالها الأفذاذ الذي سبقونا في خدمتها والرفع من شأنها، وخاصة انها واسطة العقد بين وادي التيم وجبل عامل، وكلاهما يدّعي انتماءها له.

أرقد بسلام أيها العزيز الغالي يا 'أبو زاهي'، فمثلك أنجز المهمة التي كانت على عاتقه على أكمل وجه، ونبتهل للعلي القدير أن يأخذك برحمته وينالك رضوانه.

المهندس الحاج أحمد مالك عبدالله

الخيام في ١١ تموز ٢٠٢٥

ملاحظة:

يُوارى الثرى في جبّانة بلدته الخيام بعد إقامة صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر، في الساعة (١١:٠٠) من قبل الظهر يوم غدٍ السبت (١٢ تموز ٢٠٢٥).

تُقبل واجبات التعازي والمواساة من الساعة (٤:٠٠) عصراً إلى الساعة (٧:٠٠) من مساء يوم الأحد (١٣ تموز ٢٠٢٥) في منزل نجله زاهي (أبو نادر) في الطابق الرابع من بناية (أبو زينب) شارع رقم (١) بلدة مجدليون (صيدا) (المصعد مُؤمّناً)

هذا، وسيتم تقبل واجبات التعازي والمواساة أيضاً من الساعة (٤:٠٠) عصراً إلى الساعة (٧:٠٠) من مساء يوم الاثنين (١٤ تموز ٢٠٢٥) في مقر جمعية التخصص والتوجيه العلمي في بيروت - الرملة البيضاء (بجانب مقر المديرية العامة لأمن الدولة، والاستشاري الهندسي خطيب والعلمي).

كما، وسيقام مجلس فاتحة عن روحه الطاهرة في الساعة (٧:٠٠) من مساء يوم الثلاثاء القادم (١٥ تموز ٢٠٢٥)، وذلك في حسينية محمد رسول الله (ص) (البرازيل)