هل تفكّ السلطات الأميركية اعتصام جامعة كولومبيا بالقوة؟

قالت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية نعمت شفيق الأربعاء، إن 'على الطلاب التوصل عند منتصف الليل إلى اتفاق مع إدارة الجامعة بشأن إنهاء الاعتصام في الحرم الجامعي'، وذلك في رسالة وجهتها للطلاب المعتصمين داخل الجامعة بنيويورك على خلفية الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

وأضافت شفيق 'منذ ما يقرب من 4 أيام تحول حرم الجامعة إلى معسكر لمئات من الطلاب الناشطين، وأنا أؤيد تماماً أهمية حرية التعبير وأحترم الحق في التظاهر وأدرك أن العديد من المتظاهرين تجمعوا سلمياً، ومع ذلك فإن المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة ويعطل الحياة في الحرم الجامعي ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أعضاء مجتمعنا، ومن الضروري أن نمضي قدماً في خطة لتفكيكه'.

وأشارت إلى أنه 'على مدى أيام، كانت مجموعة صغيرة من أعضاء هيئة التدريس والإداريين في الجامعة في حوار مع الطلاب لمناقشة تفكيك المخيم وتفريقه واتباع سياسات الجامعة في المستقبل، وتواجه هذه النقاشات موعداً نهائياً بحلول منتصف الليلة للتوصل إلى اتفاق'.

وذكرت شفيق أنها تأمل أن'تكون المناقشات ناجحة ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، سيتعين على الجامعة أن تفكر في خيارات بديلة واستعادة الهدوء في الحرم الجامعي حتى يتمكن الطلاب من إكمال الفصل الدراسي والتخرج'.

وأضافت 'أنا حساسة للغاية تجاه حقيقة أن الخريجين قضوا عامهم الأول في جامعة كولومبيا عن بعد، ونريد جميعاً بشدة أن يحتفل هؤلاء الطلاب بتخرجهم المستحق مع العائلة والأصدقاء'.

وحمّلت شفيق المعتصمين مسؤولية 'تفاقم المخاوف الأمنية والتسبب في الكثير من اللغة التحريضية التي تسبب ضائقة عميقة للكثيرين في مجتمعنا'، وقالت إن الجامعة 'تعمل على تحديد المتظاهرين الذين ينتهكون سياسات مكافحة التمييز والتحرش وسيتم إخضاعهم للإجراءات التأديبية المناسبة'.

وأكدت أن 'الحق في الاحتجاج ضروري ومحمي في كولومبيا، لكن المضايقة والتمييز يتناقضان مع قيمنا وإهانة لالتزامنا بأن نكون مجتمعاً يسوده الاحترام المتبادل واللطف'.

وفي جلسة استماع أمام لجنة الكونغرس، طرحت النائبة 'الترامبية' أليز ستيفانيك على رئيسة جامعة كولومبيا ذات السؤل الذي كان قد طُرح على رئيسة جامعة 'هارفارد' غلودين غاي وأدى لاستقالتها: 'هل الدعوة لإبادة اليهود يخرق النظام الداخلي لجامعتها'. وكانت غاي قد أجابت بما معناه: 'حسب الظروف '. أما نعمت فأجابت: 'نعم هذا يخرق النظام'.

ولكن السؤال الغرائبي جاءها من ممثل ولاية جورجيا ريك آلن: 'في سفر التكوين، وعد الرب إبراهيم بأنه سيبارك من يبارك إسرائيل وسيلعن من يلعنها. هل تريدين أن يلعن الرب جامعة كولومبيا؟'. والجواب الأغرب من نعمت شفيق الأكاديمية والأستاذة في الاقتصاد كان: 'بالطبع لا'.

ويواصل طلاب جامعة كولومبيا اعتصامهم ويقولون إنهم لن يغادروا حتى يتم تلبية المطالب المتعلقة بسحب الاستثمارات بالكامل من أي شيء متعلق بإسرائيل، وتطبيق الشفافية المالية في استثمارات الجامعة والعفو عن أي إجراءات تأديبية للطلاب المشاركين في الاحتجاجات.

دعوات لاستعمال القوة

وفي السياق، دعا السيناتور الجمهوري جوش هولي في رسالة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى استخدام وحدات الحرس الوطني للتصدي للطلاب، وقال إنهم 'يشكلون خطراً على الطلاب اليهود الأميركيين'، واصفاً التظاهرات في الجامعة بأنها 'معادية للسامية'.

من جهته، أكد السيناتور الجمهوري توم كوتون أنه 'إذا لم يرسل عمدة نيويورك الشرطة ولم يحرك حاكم ولاية نيويورك وحدات الحرس الوطني للتدخل في المظاهرات، فإن بايدن يتحمل مسؤولية تفريق المتظاهرين'.

وكان بايدن قد أدان الثلاثاء، التظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأميركية، قائلاً: 'أدين التظاهرات المعادية لليهود ووضعت برنامجاً لمواجهتها. وأدين أيضاً أولئك الذين لا يفهمون وضع الفلسطينيين'.

وقبل اشهر، أجبر المتظاهرون موكب بايدن على تغيير مساره المؤدي إلى مبنى الكابيتول وهو في طريقه لإلقاء خطاب حالة الاتحاد، وألقوا مادة حمراء ترمز إلى الدم بالقرب من منزله في ولاية ديلاوير، فيما استحوذت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وأعادت طرح تساؤلات عن قلة دعم بايدن بين الناخبين الشباب.

واعتُقل أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين اعتصموا في جامعة كولومبيا، كذلك اعتُقل عشرات آخرون في جامعات أخرى. ويواجه العديد منهم الآن اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير أو بالسلوك غير المنضبط، بعد أن كانوا يطالبون جامعاتهم بإدانة الهجوم الإسرائيلي على غزة، وسحب استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع إسرائيل.

ويقول المؤرخ للنشاط الطلابي أنغوس جونستون: 'إذا كان الأمر يتعلق بجامعة كولومبيا، فهي مجرد جامعة واحدة. لكن إذا امتدت هذه الحركة الطلابية الوطنية إلى مواقع جديدة، فهذا وضع مختلف تماماً'.