اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة النهار اللبنانية
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٣
iframe{max-width:100% !important;} img{height:auto !important; max-width:100% !important;} الدكتور جورج كلّاس* تعاني المجتمعات النامية وتلك لم تبلغ مرحلة الرشد الديموقراطي بعد، مأزق متابعة مسيرتها نحو تثبيت شخصيتها وتأكيد كيانيتها المجتمعية والسياسية واستقلاليتها السيادية، مع كل مشكلة تعترضها أو تحديات ترتسم أمامها في ظروف نزاعية أو إشكالات مأزومة. ويظهر ذلك بوضوح أكثر في زمن الأزمات الداخلية والنزاعات الخارجية التي تستوجب من الحكومة كسلطة إجرائية أن تبادر الى اتخاذ ما تراه مناسباً للحؤول دون تفاقم الأزمة والإسراع لوضع حد لمأزومية الوضع الداخلي والإسراع لوضع خطة عمل إنقاذية غالباً ما تتصف بأنها خليّة أزمة مهمتها تقديم معالجة فورية للمشكلة الناتجة عن وضع محدد وللقضية الناجمة عن طارئ حصل ولم يكُ متوقعاً، ما يستوجب استنفاراً معيناً على مستوى الدولة يقدّم خطة متكاملة تجمع بين فورية المعالجة للمشكلة المستجِدّة والخطة الوقائية الهادئة الواجب اعتمادها استباقاً لأي خطر أو مأزق ممكن الحصول. ولا يمكن لأي تحرك علاجي أو وقائي أن ينجح من دون اعتماد استراتيجية إعلامية صلبة تواكب الخطة في مراحلها وتميّز بين إعلام الخبر والتغطية والتحليل وإعلام الازمات والنزاعات الذي غالباً ما يكون محكوماً بظروف التسويات السياسية وعدم تعادلية موازين القوى المتنازعة، ما يخلق وضعاً مأزقياً ومتشظياً غير مستقر ينذر بامتداد أخطاره الى نواحٍ مجتمعية يصعب ضبطها وإشعال حرائق يصعب إخمادها إن لم يتم التسارع لإطلاق التحذير ووجوبية الحوار والتلاقي على جوامع وتجاوز التقاطعات المنذرة بالتباعد والتشظي الدائمين مع إرساء قواعد تتصف بالمقبولية لدى الأطراف المتنازعة. إن مقاربة خطر التباعد الداخلي بين المكونات المجتمعية في زمن الازمات والنزاعات مثل حالة شغور موقع الرئاسة الاولى التي تتكرر في لبنان، تتطلب وضع استراتيجية تحرك هادئة ومعقولة لوضع مخطط تفكير نظري وخريطة عمل ميداني، تقوم على فهم أبعاد الخلافات وخصوصيات الاختلافات، على قاعدة توصيف المشكلة ورسم المخططات المناسبة، قبل الشروع بتشكيل خلايا أزمة والدعوة لعقد اجتماعات تفكير ولقاءات عمل، الأمر الذي يتطلب خبرات معرفية بأسباب وتفرعات ونتائج الاوضاع الخلافية ومعرفة نقاط الجمع ومفاصل التفريق بين...