اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
شهدت الأزمة اليمنية – الإسرائيلية فصلًا جديدًا من التصعيد العسكري، إذ أكدت قناة 'المسيرة' التابعة لحركة 'أنصار الله' (الحوثيين) اليوم، أنّ طيران الجيش الإسرائيلي شنّ أربع غاراتٍ استهدفت مدرج مطار صنعاء الدولي وطائرةً مدنيةً تابعةً للخطوط الجوية اليمنية، في هجومٍ هو الأحدث ضمن سلسلة ضربات جوية تنفّذها إسرائيل منذ أكثر من عام ضدّ أهداف تابعة للحوثيين داخل اليمن تحت عنوان 'عملية الجوهرة الذهبية'.
وفي تأكيدٍ رسميّ للهجوم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن سلاح الجو 'دمر آخر طائرة كانت تستخدمها جماعة الحوثي في مطار صنعاء'، واصفًا العملية بـ'الرسالة الواضحة' للردع، مشدّدًا على أنّ 'كلّ من يطلق النار على إسرائيل سيدفع الثمن غاليًا'.
وأضاف أنّ 'مطار صنعاء سيتعرّض للتدمير مرةً تلو الأخرى، ولن نتوانى عن ضرب الموانئ والمنشآت الاستراتيجية في اليمن'. وأكد أن 'هذا المطار لن يعود إلى العمل طالما يشكّل نقطة دعمٍ لعمليات ضد إسرائيل'.
وفي تصعيدٍ غير مسبوق، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم بأنّ اليمن سيخضع لحصار جوي وبحري خانق، ملوّحًا بأن 'من يؤذينا، يؤذى سبعة أضعاف'.
الحوثيون: عملياتنا مستمرة دعمًا لغزّة
على الرَّغم من الغارات الإسرائيلية المتكرّرة، تؤكد 'القوات المسلحة اليمنية' التابعة للحوثيين، استمرارهم في تنفيذ هجمات بصواريخ ومُسيّرات على إسرائيل 'دعمًا لغزّة'، معتبرين أنّ اليمن هو جزء من 'محور المقاومة الإقليمي' الذي يواجه إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزّة.
وفي بياناتٍ رسمية سابقة، هدّد الحوثيون بتوسيع رقعة الرّد، مؤكدين أنّ الضربات الإسرائيلية لن تمرّ من دون رد، في إشارةٍ إلى استمرار معركة الاستنزاف المتبادلة.
من 'الذراع الطويلة' إلى 'الجوهرة الذهبية'
الضربات الإسرائيلية في اليمن ليست جديدةً، فقد بدأ سلاح الجو الإسرائيلي استهداف الحوثيين منذ تموز 2024، ضمن عملية أُطلق عليها اسم 'الذراع الطويلة 1″، والتي ركّزت على تدمير مستودعات الأسلحة والمطارات المستخدمة لنقل طائراتٍ مُسيّرةٍ من إيران إلى اليمن. وشهدت هذه العملية قصفًا مكثّفًا لمواقع قرب ميناء الحديدة في غرب البلاد، ما أسفر عن تدمير منشآتٍ نفطيةٍ وأخرى لتخزين السلاح.
لاحقًا، وتحديدًا في أيلول 2024، أطلقت إسرائيل 'الذراع الطويلة 2″، التي طالت أهدافًا حساسةً في رأس عيسى وميناء الحديدة مجدّدًا. وشهدت العملية حينها استخدامًا مكثّفًا لطائرات F-15 وF-35، ما تسبّب بانقطاع التيار الكهربائي عن الحديدة وأضرار جسيمة بمرافق الموانئ ومحطات الطاقة.
الضربات جاءت كردٍّ مباشرٍ على إطلاق الحوثيين لصواريخ طويلة المدى ومُسيّرات انتحارية، بعضها استُخدم في مهاجمة تل أبيب وأسفر عن سقوط قتلى.
2025: عام التصعيد المكثف
دخلت المواجهة بين إسرائيل وجماعة الحوثي مرحلةً جديدةً في أيار 2025، عندما أطلق 'أنصار الله' صاروخًا باليستيًّا فرط – صوتي على مطار بن غوريون في تل أبيب في 4 أيار، مما أدّى إلى إصابة 8 أشخاص وتعليق حركة الطيران بشكل موقت. هذا التطوّر غير المسبوق دفع إسرائيل إلى ردٍّ سريعٍ وقاسٍ، عبر سلسلة غارات في اليوم التالي (5 أيار) استهدفت ميناء الحديدة ومصنع إسمنت في باجل، مستخدمةً أكثر من 20 طائرة مقاتلة.
وفي 6 أيار، شنّت إسرائيل هجومًا شاملًا تحت عنوان 'عملية الجوهرة الذهبية' على مطار صنعاء الدولي، أدّى إلى تدميره بالكامل وخروجه من الخدمة. الهجوم طاول مدارج الطائرات، برج المراقبة، صالة الركاب، وعددًا من الطائرات المدنية، وِفق ما أوردته مصادر محلية وشهود عيان. وذكرت تقارير أن ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية دُمّرت في الهجوم، وسط تصاعد كثيف للدخان في سماء العاصمة.