كيلاني لـ"الديار": واشنطن تسعى للحفاظ على ماء الوجه ولا وقف للنار في غزة في ظلّ وجود نتنياهو في الحكم

هيام عيد

لم ينجح مجلس الأمن، وعلى الرغم من قراره بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، في إرساء مشهد جديد في القطاع الذي يتعرض لحربٍ 'إسرائيلية' وحشية منذ السابع من تشرين الأول الماضي، رغم أنه القرار الأول الذي لم تستخدم فيه الولايات المتحدة الأميركية حق النقض لمنع صدوره. وبالتالي، لم يسلك قرار وقف النار الطريق نحو التنفيذ، واستمرت العمليات العسكرية، ولم يتوقف إطلاق النار في غزة أو حتى الاعتداءات 'الإسرائيلية' على لبنان في الساعات ال24 الماضية التي تلت صدور قرار مجلس الأمن.

ووفق الناطق الرسمي باسم حركة حماس في لبنان وليد كيلاني، لم يتمّ 'تسجيل أي شيء إيجابي على هذا الصعيد حتى الآن'، مشيراً إلى أن 'العدو ما زال يماطل، ويكرر ما قام به في السابق عندما وافق على ورقة باريس ثم تراجع عنها، كما أنه تراجع عن إرسال وفد مفاوض إلى مفاوضات القاهرة، فيما قدمت الحركة 3 أوراق كمسودةٍ للاتفاق على وقف النار وتمّ تعديلها'.

وقال لـ 'الديار' ان كل ما يحصل من رفضٍ لوقف النار في غزة، يعود إلى 'الخلافات الداخلية في 'إسرائيل'، انطلاقاً من أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه على صعيد وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، سينعكس سلباً على نتنياهو داخلياً، لأنه يواجه معارضة شرسة من اليمين المتطرف'.

في المقابل، لاحظ أن 'الموقف الأميركي يدل على محاولة واشنطن الحفاظ على ماء الوجه أمام المجتمع الدولي، إذ ان المندوب الأميركي امتنع عن التصويت في مجلس الأمن على قرار وقف النار، فيما ردّ العدو الإسرائيلي على ذلك بعدم إرسال وفد 'إسرائيلي' إلى واشنطن'.

وعن نتيجة هذه المواقف، يشير إلى أنها 'تؤدي إلى عدم التوصل إلى اتفاق، فالحركة وضعت شروطاً أساسية وهي إنسانية كوقف النار وإدخال المساعدات وعودة النازحين إلى شمال القطاع، بينما 'إسرائيل' تكتفي بالترويج في وسائل الإعلام أنها عرضت إطلاق 1700 سجين فلسطيني ، مقابل إفراج المقاومة عن 40 أسير 'إسرائيلي' من النساء والأطفال وكبار السن، ولكن إذا كان لدى نتنياهو هذا الاستعداد، فعليه أن يقدم هذا العرض للوسطاء وليس في وسائل الإعلام'.

وعن قرار مجلس الأمن ووقف النار، يقول إنه 'في ظل وجود نتنياهو من الصعب حصول تفاهم'، متوقعاً 'حصول انقلاب داخلي 'إسرائيلي' أو انتخابات مبكرة أو إزاحة نتنياهو أو فشل حكومة الحرب وتصدّعها من الداخل، وربما تكون هذه مقدمة لأي اتفاق على وقف النار'. ويشير الى ان 'كل هذه العوامل لا تؤدي الى الوصول إلى اتفاق، بينما المقاومة قالت كلمتها منذ اليوم الأول وطالبت بوقف إطلاق نار تام وسحب القوى الصهيونية وإدخال المساعدات وعودة النازحين وتبادل الأسرى، وقد أبرمنا صفقة تبادل أسرى منذ 3 أشهر وتم تحرير 84 أسيراً 'إسرائيلياً' و25 أسيراً من جنسيات أخرى'.

وبالتالي، يؤكد أن 'الرد السلبي من قبل الاحتلال هو الذي يحول دون التوصل إلى أي اتفاق، فالورقة الأخيرة التي قدمتها الحركة منذ نحو عشرة أيام، قد لاقت تأييداً من بعض المسؤولين الأميركيين، الذين قالوا إن رد حماس أتى من ضمن ورقة باريس أي أنها قابلة للتنفيذ، لكن العدو الصهيوني ما زال متعنّتا، ونتنياهو مصرّ على استمرار الحرب واقتحام رفح، وهذا لا يساعد للتوصل إلى اتفاق أو على الحل'.

وحول تهديد نتنياهو باجتياح رفح، يشدد على أن 'التصعيد الكبير سيحصل إذا أقدم نتنياهو على دخول رفح، أي أن العملية ستكون المسمار الأخير في نعش نتنياهو، لأنه سيرتكب المجازر في رفح حيث يتجمّع مليون و400 ألف نازح من غزة، وبالتالي سيكون تصعيد على كل الجبهات، لأن مصر سترفض وكذلك الاتحاد الأوروبي، كما أن التصعيد لن يكون فقط في الميدان إنما في الديبلوماسية'.

وعلى صعيد الساحة اللبنانية، يشير كيلاني إلى 'استمرار اعتداءات العدو وإلى رصده الأجواء اللبنانية بشكل مستمر وعلى امتداد ساعات النهار، فالطيران 'الإسرائيلي' لا يغيب عن الأجواء اللبنانية، وهذا دليل على أن العدو يريد أن يعتاد اللبنانيون مواصلة حياتهم العادية، فيما الطيران الحربي 'الإسرائيلي' يحلّق في الأجواء على امتداد النهار'.