اخبار لبنان
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
سعيد قزح يعتبر أن أمن المستوطنات الشمالية وسكانها أولوية مطلقة بالنسبة لتل أبيب
لا يكاد يمر أسبوع، إلا وتقوم القوات الإسرائيلية الموجودة في بلدات حدودية داخل لبنان بتفجير منزل أو أكثر، غالبيتها غير مأهولة منذ الحرب، أو يتردد أصحابها إليها بين الحين والآخر.
وقبل ساعات أقدمت قوة إسرائيلية على تفخيخ ثم تفجير أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان، بعد توغلها لمسافة تقارب 1.5 كيلومتر داخل البلدة، وأفادت 'الوكالة الوطنية للإعلام' بأن هذا المنزل لا يزال أصحابه يترددون إليه.
فلماذا تتقصد إسرائيل وبشكل مستمر تفجير المنازل في الجنوب اللبناني؟
يقول المتخصص العسكري العميد سعيد القزح في مقابلة صوتية مع 'اندبندنت عربية'، إن إسرائيل لم تتوقف منذ ما قبل إعلان وقف الأعمال العدائية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 وحتى ما بعده، عن تدمير المنازل والأبنية السكنية والتجارية وكل المنشآت في القرى المحاذية وعلى امتداد الحدود في جنوب لبنان، وعلى عمق نحو خمسة كيلومترات، بهدف منع الخطر الذي قد يتأتى من تمركز مسلحين تابعين للتنظيمات المسلحة اللبنانية وغير اللبنانية، على المستوطنات في شمال إسرائيل، كما تقول، لذلك فهي تعمد إلى تدمير ما تبقى من أبنية قائمة بحجة أن مقاتلين يحاولون إعادة بناء قدراتهم القتالية ومراكز عسكرية داخل هذه الأبنية، ويضيف أن أمن المستوطنات الشمالية لإسرائيل وسكانها، أولوية مطلقة بالنسبة إليها، وهي ستعمد إلى القيام بأي عمل لإزالة الأخطار التي من الممكن أن تشكل ضرراً على سكان تلك المستوطنات، ولن تتردد في استعمال القوة العسكرية بما يشمل اغتيالات لعناصر التنظيمات المسلحة وتدمير مراكز الأسلحة والذخيرة والوسائل القتالية وتدمير الأبنية التي تعتبر أنها تستعمل لإعادة بناء قدرات 'حزب الله'، في أية منطقة على امتداد مساحة لبنان.
وكذلك ما تقوم به تل أبيب يأتي في سياق تكتيك 'الأرض المحروقة' وإفراغ المنطقة تماماً من السكان أو منع أية محاولة للعودة، وكله بهدف خلق 'منطقة أمنية عازلة' بحكم الأمر الواقع شمال حدودها، فيما يتيح هذا الوضع لإسرائيل مراقبة الحدود بشكل أوضح، ويمنحها عمقاً إضافياً من الناحية الأمنية من دون الحاجة إلى أي اجتياح بري.
وأخيراً، تعمد إسرائيل إلى تفجير المنازل، المأهولة وغير المأهولة، كجزء من الحرب النفسية على 'حزب الله' وبيئته، بما يشمل بث الخوف في نفوس السكان ودفعهم إلى الضغط عليه، وإظهار أن كلفة المواجهة عالية على البيئة الحاضنة.











































































