اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٧ أذار ٢٠٢٥
استقال الجمعة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بعد رفض رئيس الأركان الجديد إيال زامير ترقيته إلى رتبة لواء. وبذلك، قرر هاغاري مغادرة الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع القادمة.
وتأتي إقالة هاغاري، ضمن تصفية حسابات سياسية وعسكرية، حيث تعرض لضغوط متكررة من المستوى السياسي، خصوصًا من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لم يكن راضيًا عن أدائه الإعلامي.
من هو دانيال هاغاري؟
دانيال هاغاري المولود عام 1976 هو ضابط إسرائيلي برتبة عميد من أبناء عاصمة الكيان تل أبيب. كان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي منذ عام 2023. لعب دورًا محوريًا في تقديم البيانات العسكرية وقيادة الخطاب الإعلامي خلال عدوان غزة الأخير، مما جعله أحد أبرز الوجوه العسكرية في إسرائيل.
يتمتع بتاريخ عسكري طويل، حيث خدم في وحدة الكوماندوز البحري «شاييطت 13»، وتدرج في عدة مناصب بارزة، من بينها قيادة العمليات في البحرية الإسرائيلية.
خلفيات الإستقالة
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حكومة نتنياهو لم تكن مرتاحة للدور الذي لعبه هاغاري في نقل الصورة الإعلامية حول الحرب الأخيرة. وبحسب الصحفي الإسرائيلي يعقوب باردوغو، المقرب من نتنياهو، فقد كان هناك توجه واضح لإبعاده عن منصبه منذ أشهر، حتى قبل انتهاء الحرب.
كما أن قرار إقالته جاء وسط انتقادات حادة للجيش بسبب الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر – عملية طوفان الأقصى. وعلى الرغم من أن هاغاري لم يكن مسؤولًا مباشرًا عن هذه الإخفاقات، إلا أن استبعاده السريع أثار جدلًا في الأوساط العسكرية والإعلامية، حيث تساءل الكثيرون عن سبب الإطاحة به قبل إقالة قادة عسكريين آخرين كانوا أكثر تورطًا في هذه الإخفاقات.
ردود الفعل داخل الجيش
أثار قرار إقالة هاغاري استغراب العديد من ضباط الجيش الإسرائيلي، حيث اعتبروه قرارًا سياسيًا بامتياز. صحيفة «يديعوت أحرونوت» وصفت الإقالة بأنها «قطع رأس سياسي» مشيرةً إلى أن هناك مخاوف من تدخل القيادة السياسية في قرارات التعيين داخل الجيش.
وفي بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، أشاد رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، بدور هاغاري قائلاً: «أود أن أعبر عن تقديري الكبير للعميد دانيال هاغاري على سنوات من الخدمة القتالية المهمة لصالح دولة إسرائيل. لقد أدار منصبه خلال واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في تاريخ الدولة باحترافية وإخلاص».
في خطاب وداعه لجنوده، قال هاغاري: «أمضيت 30 عامًا في الخدمة العسكرية، دائمًا وضعت أمن الدولة والمهمة في المقدمة، وسأستمر بذلك حتى بعد مغادرتي. السنوات الأخيرة كانت صعبة، ولكن كان لي الشرف أن أمثل الجيش أمام الجمهور في أصعب الأوقات»
وأضاف: «رغم المغادرة، سيظل هدفي دائمًا تعزيز ثقة الجمهور في الحقيقة والشفافية».
هاغاري في جنوب لبنان
في 10 تشرين الأول الفائت، وبعد 10 أيام على اجتياح جنوب لبنان، دخل هاغاري مع رئيس الأركان هرتزي هاليفي إلى جنوب لبنان.
وجال هاغاري بحسب المعلومات في منازل بلدة بليدا المدمرة زاعما العثور على مخازن أسلحة لحزب الله.
خلاف يعود إلى أشهر مضت
في كانون الأول 2024، أثار هاغاري جدلاً واسعًا في إسرائيل بسبب تصريحاته العلنية التي انتقد فيها مشروع قانون يُعرف باسم «قانون فيلدشتاين». يهدف هذا القانون إلى منح حصانة من الملاحقة القضائية لأفراد المؤسسة الأمنية الذين ينقلون معلومات سرية إلى رئيس الوزراء أو الوزراء المختصين دون الحاجة إلى إذن مسبق من رؤسائهم. اعتبر هاغاري أن هذا القانون «خطير جدًا على الجيش الإسرائيلي» لأنه قد يؤدي إلى تسريب معلومات حساسة ويعرض حياة الجنود للخطر.
تصريحات هاغاري أثارت ردود فعل غاضبة من قبل مسؤولين حكوميين. وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وصف تصريحات هاغاري بأنها «تجاوز خطير لصلاحياته» وأعلن نيته اتخاذ إجراءات تأديبية بحقه. كما قام رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، بتوبيخ هاغاري، مؤكدًا أن الجيش لا ينتقد السلطة التشريعية وأن مواقفه تُعرض عبر القنوات الرسمية فقط.
قبلها في شهر حزيران، صرح بأن فكرة تدمير حركة حماس هي «ذر للرماد في عيون الإسرائيليين»، مشيرًا إلى أن حماس متجذرة كفكرة وحزب، ولا يمكن القضاء عليها بالكامل. هذه التصريحات أثارت استياء القيادة السياسية، بما في ذلك نتنياهو.
من سيخلفه؟
هناك مرشحان رئيسيان لتولي منصب المتحدث العسكري بعد هاغاري:
إقرأ/ي أيضا: الجيش الاسرائيلي: نحاول انهاء المعركة في لبنان بأسرع وقت