شهر "إكرام اليتيم" يتيماً في البقاع… التبرعات لأهالي غزة

اعتاد أهل البقاع الحملات الرمضانية والمبادرات في شهر الخير من خلال توزيع حصص غذائية ووجبات يومية على الفقراء والمساكين، ولكن هذا العام لا يشبه ما قبله، فالقدرة المعيشية لدى الناس أصبحت أكثر صعوبة، ولم يعد باستطاعة رب المنزل أن يكفي عائلته ويؤمن لها حاجاتها. وقد أثرت الحرب في قطاع غزة على المتبرعين في لبنان وبلاد الاغتراب، بحيث ذهبت غالبية الأموال الى أهل فلسطين الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة، ما أدى إلى تقليص قدرة الجمعيات والمبادرات على توزيع أعداد كبيرة من المساعدات، فكان شهر إكرام اليتيم يتيماً هذا العام.

الناشط الاجتماعي خالد السيد من البقاع أكد في حديثه عبر 'لبنان الكبير' أن 'منطقتنا لم تشهد حملات كبيرة لإفطار الناس أو مساعدة الفقراء كما جرت العادة، فالتبرعات ضئيلة وفي غالبية الحالات غير موجودة هذا العام ما حدّ من قدرات الأشخاص على القيام بحملات رمضانية. في الشق الثاني اقتصر بعض المساعدات على مبادرات فردية وعائلية وزعت فيها حصص غذائية'.

ورأى السيد وجوب 'أن نحرص على حملات لمساعدة الناس ولو بتبرعات ضئيلة ليبقى شهر رمضان مرتبطاً بالخير دائماً، ويجب أن لا ننسى أن خلال الشهرين الماضيين كانت هناك حملات كبيرة للتبرع لقطاع غزة في البقاع شملت تبرعات مالية وحتى استغنت النساء عن ذهبها من أجل أهل غزة، بالاضافة إلى مساعدة المغتربين لهم ما أثّر على حجم التبرعات هذا الشهر'.

رئيس 'رابطة شباب سعدنايل' عبد السلام الحمصي، قوّم نجاح مشروع إفطار صائم لهذا العام بنسبة ٥٠ بالمئة فقط بسبب الوضع المادي والمعيشي الصعب، وقال عبر 'لبنان الكبير': 'وزعنا ٦٠٠ وجبة يومياً، كل وجبة مخصصة لأربعة أشخاص. في العام الماضي كنا نوزع ١٥٠٠ وجبة يومياً، أي الفرق لم يتجاوز النصف هذا العام'.

وأشار إلى أن 'الرابطة تملك مطبخاً جاهزاً بكل معداته، وهناك متطوعون من الشباب والشابات لهذا العمل لمدة شهر كامل، بحيث يبدأ التحضير من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً أي وقت التوزيع، والدعم الرئيسي لنا هو من منطقة سعدنايل وجوارها مع نسبة من المغتربين من المنطقة أيضاً بسبب ثقتهم بمشروعنا، حتى اعتاد الفقراء وجباتنا اليومية، ولكن التبرعات تراجعت بنسبة تفوق الـ ٦٠ في المئة بسبب الوضع المعيشي عند الجميع ونأمل أن يكون العام المقبل أفضل'.

الصعوبات هي نفسها بالنسبة الى 'تجمع شباب ترشيش'، الذي أوضح رئيسه عمر جبر 'أننا قمنا بتوزيع ١٧٠ حصة على العائلات الأكثر فقراً، وقيمة الحصة الواحدة ما يقارب ٥٥ دولاراً. والمناطق المستهدفة في حملتنا هي تعلبايا، سعدنايل، ترشيش وغيرها من المناطق التي يقتصر فيها التوزيع على عائلات محددة. كما أننا نملك مطبخاً مجهزاً نقوم من خلاله بتوزيع ١٥٠ حصة يومية طيلة شهر رمضان بفضل المتبرعين من المناطق والاغتراب'.

وفي ما يخص التبرعات، أكد جبر عبر 'لبنان الكبير' أن 'النسبة أقل بكثير من العام الماضي، بحيث كنا نقوم بتوزيع حوالي ٣٥٠ حصة، كما كنا نملك مطبخاً رمضانياً في طرابلس والبقاع، والسبب أن معظم التبرعات يذهب إلى قطاع غزة بسبب حاجته الماسة الى المساعدة'.