اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أبو شريف رباح
2092025
منذ نشأة الولايات المتحدة كقوة عظمى وهي تتصرف كوصي على العالم لكنها في حقيقة الأمر لم تكن يوما سوى دولة منحازة للباطل تكيل بمكيالين وتدوس على القيم التي تدعي الدفاع عنها والقضية الفلسطينية أبرز شاهد على هذا النفاق الأميركي المتواصل، فبعد السابع من أكتوبر 2023 كشرت واشنطن عن أنيابها علنا ووقفت مع الاحتلال الإسرائيلي في حربه الدموية المتنقلة من فلسطين للبنان ومن اليمن لإيران، وتزوده بالسلاح الفتاك والمعدات المتطورة وتمنحه الغطاء السياسي والقانوني بل وتشاركه مباشرة في الاعتداءات التي يقوم بها في عدة دول عربية وإسلامية.
لم تكتف الولايات المتحدة بذلك بل عمدت إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وقطع المساعدات عن فلسطين وإيقاف مساهماتها لوكالة الأونروا واستعملت 'الفيتو' مرارا لإفشال أي قرار أممي يدين إسرائيل، وهكذا أثبتت أن حديثها عن 'الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان' ليس سوى شعارات زائفة تستخدمها حيث تشاء وتدوس عليها حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. ولم يكن القرار الأميركي الأخير بمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له من الحصول على تأشيرات للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا حلقة جديدة في مسلسل العداء السافر للشعب الفلسطيني، القرار لم يكن مفاجئا لنا كفلسطينيين فقد سبقته وصمة عار أمريكية عام 1988 حين منعت إدارة رونالد ريغان الرئيس الشهيد ياسر عرفات من دخول نيويورك متذرعة بحجج أمنية واهية بينما كان السبب الحقيقي سياسيا بإمتياز بعد إعلان أبو عمار عن قيام دولة فلسطين في الجزائر من العام نفسه.
لكن ورغم هذا المنع والتآمر لم تستطع واشنطن أن تغيب فلسطين عن المشهد الأممي فقد انتزعت القيادة الفلسطينية قرارا يتيح للرئيس محمود عباس إلقاء كلمته عبر تقنية الفيديو ليبقى الصوت الفلسطيني حاضرا رغما عن أنف الإدارة الأميركية المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تسعى الإدارة الأميركية عبر هذه الضغوط إلى منع القيادة الفلسطينية من طرق أبواب العدالة الدولية وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية، كما أنها تضغط على الدول الأوروبية التي تتهيأ للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر ومن بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا ومالطا ولوكسمبورغ والبرتغال.
ورغم الضغوط السياسية والاقتصادية إلا أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ماضية في معركتها السياسية والدبلوماسية ضد الجرائم الإسرائيلية لوقف شلال الدم الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، ولأنها تناضل للخروج من دوامة الصراع وتنفيذ مشروع حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
لقد آن للعالم أن يدرك أن الولايات المتحدة ليست وسيطا نزيها بين الشعوب بل هي شريك كامل في العدوان والاحتلال، أما فلسطين فهي حاضرة مهما حاولت واشنطن تغييبها فإن صوتها سيبقى أقوى من المنع والفيتو الأميركي.