اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
تشهد الساحة اللبنانية الفلسطينية تصاعدًا في النقاشات الحاسمة حول ملف سلاح الفصائل الفلسطينية، وسط ضغطٍ دوليّ وإقليميّ متزايدٍ على بسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل الأراضي، بما فيها المخيمات. وفي ظلّ تصريحات واضحة من قيادة السلطة الفلسطينية ممثلةً بالرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، تتّجه الأنظار إلى خطواتٍ عمليةٍ عاجلةٍ تُفضي إلى تسليم السلاح الفلسطيني، مع تشديدٍ على ضرورة التعاون بين الفصائل وعدم قبول تسليمٍ منفردٍ. في هذه الأجواء المعقّدة، يترقّب اللبنانيون زيارة نائبة المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي قد تحمل في جعبتها تحوّلاتٍ مهمةً على الساحة الداخلية والإقليمية، تُعيد رسم موازين القوى في لبنان والمنطقة.
وأشارت مصادر مقربة من حركة 'فتح' كبرى الفصائل الفلسطينية والتابعة مباشرة إلى السلطة الفلسطينية لـ'الأنباء' الكويتيّة، إلى أنّها أكدت مرارًا الاستعداد لتنفيذ قرارات الدولة اللبنانية، لكنّها في الوقت عينه ترى أنها لن تقوم بتسليم السلاح بمفردها من دون بقيّة الفصائل غير المنضوية تحت سلطة منظمة التحرير الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس.
توازيًا، قالت مصادر متابعة لـ'الأنباء' الكويتيّة: 'إنّ وضع جدول زمني لسحب السلاح الفلسطيني، قد يمهّد لوضع جدولٍ زمنيّ لسلاح 'حزب الله'، خصوصًا أن هذا الامر مطلب دولي منذ البداية'. وأضافت: 'يؤخذ على الدولة اللبنانية عدم وضع سقفٍ زمنيّ لهذه الخطوة'.
وفي معلومات خاصة بـ'الأنباء' الكويتيّة من مصادر أمنية وسياسية رفيعة، أنّ مهلة ثمانية أشهر دخلت في عدّها التنازلي، قد منحت للحكومة اللبنانية للانتهاء من ملف السلاح غير الشرعي، وبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها. إلّا أنّ المهلة مرفقة بتجميد كل المساعدات الاقتصادية للبلاد، والمساهمة في إطلاق عملية إعادة الإعمار، وذلك بعد أن سمع لبنان كلامًا واضحًا وصريحًا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بضرورة تسليم السلاح داخل المخيمات للدولة اللبنانية عقب زيارته الأخيرة إلى لبنان، انطلاقًا من قرارات البيان الوزاري حول بسط الدولة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، ومن خطاب القسَم الذي تحدّث عن حصرية السلاح بيد الدولة.
وكانت مصادر متابعة قد لفتت لـ'هنا لبنان' إلى أنّ عبّاس قال أمام من التقاهم أنّ 'السلاح الفلسطيني هو أكبر ضرر على الدولة اللبنانية، كما أنّه بات مضرًّا بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني'، معربًا عن دعمه الكامل للدولة اللبنانية ومن دون شروط، بتسليم كل أنواع السّلاح لكلّ الفصائل الفلسطينية، الذي لم يعد له أيّ مبرّر.
وكلّ التعليقات التي صدرت عن الفصائل الفلسطينية والتي شكّكت بشرعية محمود عباس بالتفاوض عنها لتسليم سلاحها، لا قيمة لها، فالدولة اللبنانية تفاوضُ السلطات الرسمية الفلسطينية الممثلة بالرئيس الفلسطيني وبمنظمة التحرير، اللذيْن أكّدا أنّهما يلتزمان بقرارات الدولة اللبنانية، وبالتالي فإنّ الدولة اللبنانية ليست مُلزمةً بفتح أيّ حوار مع أيّ تنظيم فلسطيني مسلح.
وختمت المصادر أنّ المحادثات اللبنانية – الفلسطينية تحدّثت عن ضرورة الإسراع بالخطوات العمليّة عبر وضع آلية تنفيذية واضحة ووفق جدول زمني محدد، يُفترض أن يبدأ بعد عيد الأضحى، وهو منفصل تمامًا عن أيّ حوار يجريه رئيس الجمهورية مع حزب الله حول تسليم سلاحه شمال الليطاني.
ترقّب لزيارة أورتاغوس
وفي هذه الأجواء، تنتظر الأوساط الداخلية زيارة مرتقبة الأسبوع المُقبل لنائبة المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت، وسط توقّعات حول ما ستحمله معها من مستجدّات تتعلّق بالملف اللبناني، وما سينتج عنها في سياق وقف الخروقات المتواصلة على لبنان، خصوصًا الحديث عن تحوّلات جديّة على مستوى المنطقة ستطال لبنان بشكلٍ مباشرٍ، لإعادة رسم خريطة الأولويات الداخلية والتوازنات الإقليمية.