اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
من كان يصدق قبل أشهر على الأقلّ، أن سوء الأحوال في لبنان قد تصل الى ما نحن فيه الآن؟
فتغيُّر وتسارع الأحداث الإقليمية والعالمية تنقل كل بلدان العالم من حالة الى أخرى، وحتى تلك المُعاقَبَة اقتصادياً، وتضعها ضمن مساحة تتجاوز العقوبات الاقتصادية والمالية، كنتيجة لخيارات سياسية واصطفافات معينة.
ففي الماضي، كان يمكن لدولة معيّنة أن تقول إنها تقبل بكذا وكذا، وترفض كذا وكذا، وذلك مقابل أن يُقال لها هذا خيارك الحر، وإرادة شعبك التي نحترمها، ولكن ها أنتِ مُعاقَبَة اقتصادياً ومالياً وعلى مستويات كثيرة أخرى، الى أن تغيّروا وتتغيّروا.
وأما اليوم، فقد وصلت الأحوال الى مرحلة أنه يمكن لأي نظام حكم في أي بلد أن يختار ما يحلو له من خيارات داخلية وخارجية، وأن يدعمه بنتائج انتخابات ديموقراطية (في الظاهر على الأقلّ) تبيّن أن الشعب معه وخلفه، ولكن مقابل الاستماع الى كلام دولي يقول له أنتَ حرّ طبعاً، ولكنك لستَ حراً. فهذا يُشبه تماماً القول إنه لن يُسمَح لخياراتكَ الخاصة بأن تعطّل العالم كلّه، أي انه لن يُسمَح لك بأن تصبح الشجرة التي تعطّل الأرض، أي تلك التي لا تثمر، والتي تُعيق نمو باقي الأشجار في الحديقة، في الوقت نفسه.
وهذا يعني أنه ما عاد من مجال للاكتفاء بمُعاقَبَة تلك الشجرة (الدولة) بحجب المياه عنها، أي بمنع الري عنها، ومنع الأسمدة اللازمة لنموها (منع المساعدات الدولية وفرض عقوبات اقتصادية)، إذ باتت نوعية الأحداث ومتطلّباتها تستوجب قطع تلك الشجرة من الحديقة كلياً (أي إجراء تغيير جوهري في بُنية الدول المُعاقَبَة).
وها ان بلدنا لبنان، وصل الى تلك الحالة، التي تقوم على أن بإمكانكم أن تختاروا ما تريدونه، وأن تمدّوا الجسور بين انتخابات بلدية واختيارية ونيابية و... وبين الرئاسات والحكومات، ولكن لن يُسمَح لكم بفعل شيء، إن بقيتُم غير متناسبين مع المتغيرات العالمية.
أكد مصدر مُطَّلِع أن ما يرشح من معطيات يُظهر أنه من الصّعب جداً على لبنان أن ينتظم وينسجم مع التحولات الخارجية الكبرى.
وأشار في حديث لوكالة أخبار اليوم الى أنه ليس معلوماً بعد ماذا يمكن للدولة اللبنانية أن تفعل. ولكن الأكيد حتى الساعة، هو أن فريق السلاح لا يقبل بتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني، ولو مهما حصل. ومن الواضح أيضاً أن احتمالات قبوله بذلك في ما بعد صعبة جداً.
ورجّح المصدر أن تفشل جولات (الموفد الأميركي الى سوريا) توم برّاك في لبنان. وإذا أعلن عن هذا الفشل بشكل علني، فعندها سيكون بإمكان اللبنانيين أن يتوقعوا كل الاحتمالات.
وختم: ليس واضحاً تماماً بعد كيف تتحضر الدولة اللبنانية للتعاطي معه. ولكن فشل براك سيجعله منزعجاً جداً، وفي تلك الحالة، من الممكن انتظار أي سيناريو، كأن تحزم الولايات المتحدة الأميركية أمتعة مساعيها من لبنان وتتركه وترحل، أو أن تطلق واشنطن يد التصعيد العسكري فيه من جديد. فالجوّ العام ليس مُريحاً الآن. ورغم عدم القدرة على الخروج باستنتاجات نهائية، إلا أن لا أجواء إيجابية تلوح في الأُفُق.