المستوطنون يتغوّلون في الضفة.. والفلسطينيون يعلنون الاستنفار

أحرق المستوطنون الاسرائيليون، السبت، أكثر من 40 منزلاً في الضفة الغربية المحتلة، وأطلقوا النيران باتجاه مجموعات كبيرة من الفلسطينيين مما أدى الى إصابة 16 فلسطينياً بجروح، وذلك في هجمات رعتها قوات الاحتلال على المستوين السياسي والامني، وتجددت إثر العثور على اسرائيلي مقتولاً قرب قرية المغيّر شمال شرق مدينة رام الله، وادعى جيش الاحتلال أنه قتل في 'هجوم إرهابي'.

وهاجمت مجموعات من المستوطنين قرى دوما والساوية وقصرة جنوب نابلس، وقرى المغير وأبو فلاح ودير دبوان وترمسعيا شرق رام الله. واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وبين قوات الاحتلال والمستوطنين عند بلدة بيت فوريك شرق نابلس.

وأطلق المستوطنون النار على مركبات للفلسطينيين على طريق المعرجات بين مدينتي رام الله وأريحا. كما قطع المستوطنون الطرق بـ12 عربة في خلة النحلة شرق بيت لحم ومنعوا الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.

وهاجم مستوطنون رعاة الأغنام الفلسطينيين في منطقة الشومرة في البادية، ومنطقة مسافر يطا جنوب الخليل، بينما اعتقل جنود الاحتلال مواطناً فلسطينياً أثناء رعيه المواشي في منطقة شعب البطم في مسافر يطا.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 16 فلسطينياً في مواجهات مع الاحتلال ومستوطنين بعدد من قرى رام الله ونابلس. وأوضح أن طواقم الهلال الأحمر 'تعاملت مع 11 إصابة في رام الله و5 إصابات في نابلس بفعل هجمات المستوطنين على قرى وبلدات في المحافظتين'.

وكثّف المستوطنون بحماية جيش الاحتلال هجماتهم الإرهابية على قرى شرق رام الله وجنوب نابلس، حيث أحرقوا عشرات المنازل والمركبات وأطلقوا النيران على الفلسطينيين حيث سجلت عشرات الإصابات. وأغلق مستوطنون، بحماية جيش الاحتلال، مدخل بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وهاجموا المركبات المارة، وتجمع المستوطنون بمحيط بلدة سلواد شمالي شرق رام الله.

في المقابل، دعت الحركات الطلابية في جامعات الضفة الغربية إلى المشاركة في التصدي لاعتداءات المستوطنين والانخراط ضمن اللجان الشعبية لحماية مناطق الضفة، فيما شهدت قرى المغير وأبو فلاح ودوما يوم أمس هجوما عنيفا من قبل المستوطنين، بحماية جيش الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد الشاب جهاد عفيف أبو عليا، ووقوع عشرات الإصابات، وأضرار كبيرة في الممتلكات.

دعم سياسي وأمني

وحازت الاعتداءات الاسرائيلية على مباركة الاحتلال على المستوين السياسي والأمني، فيما أعلن جيش الاحتلال، السبت، تعزيز قواته في الضفة الغربية تحسباً لحدوث اشتباكات واضطرابات بين مستوطنين وفلسطينيين.

وقال رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو في بيان إن مقتل المستوطن 'جريمة خطيرة'، متعهداً بأن تقوم قوات الجيش بملاحقة واسعة النطاق للقتلة. وأشار نتنياهو إلى أن 'قوات الجيش والشاباك يلاحقون القتلة ومساعديهم، سنصل إلى القتلة كما نصل إلى كل من يؤذي مواطني إسرائيل'.

وفي بيان مشترك صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) جاء أن المستوطن قُتل 'في هجوم إرهابي'. وأن 'التحقيق في الحادث مستمر'، وشدد على أن قواته 'تواصل ملاحقة المشتبه بهم في تنفيذ العملية'، في المناطق المحيطة في قريتي المغير ودوما قرب رام الله.

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن على المستوطنين 'إفساح المجال أمام أجهزة الأمن للبحث عمن قتل المستوطن'. وأضاف أن أعمال الانتقام ستصعب مهمة قوات الأمن في العثور على المخربين، وفق تعبيره.

في المقابل، دعت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، لإفشال محاولات المستوطنين الهادفة 'لترويع القرى والبلدات الفلسطينية، بأبشع أشكال الإرهاب والوحشية، واستباحة الأرض، ضمن مخطط تكريس الأمر الواقع، وإجبار المواطنين على مغادرة أرضهم'. وشددت في بيان صدر اليوم السبت، على ضرورة 'الحفاظ على حالة استنفار، ويقظة دائمة ومتواصلة، لإفشال المخططات الخبيثة الهادفة لاقتلاع شعبنا من أرضه، والعمل بكل قنوات التعاون، والتنسيق، والتكاتف الداخلي الملحمي لشعبنا'.