اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتب غسان ريفي في 'سفير الشمال':
تفاعل كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حول “اللبنانيين الذين يقصدون الولايات المتحدة الأميركية من أجل “بخ السم” على بعضهم البعض وتشويه صورة لبنان”، خصوصا أن هذا الموقف أظهر جرأة وصراحة غير معهودتين في الحياة السياسية، وأدى في الوقت نفسه الى فضح هؤلاء أمام اللبنانيين بهدف وضع حد للعبث السياسي الذي يمارسونه، حيث يضمرون غير ما يعلنون، ويلعبون على حبال المصالح من دون أن يقيموا وزنا لتداعيات سلوكهم البعيد كل البعد عن المسؤولية الوطنية.
كلام رئيس الجمهورية أسقط ورقة التوت عن هؤلاء، وكان بمثابة “جرس إنذار” بأن الإساءة الى لبنان أو الى أي مكون فيه أمر لا يمكن السكوت عنه، ولا بد من التصدي له كونه يستهدف الوحدة الوطنية ويصيب مناعة البلد في الصميم.
واللافت، ما كشفه الرئيس عون لجهة أن أميركا وغيرها من الدول يطلعونه على ما يقول هؤلاء ويبدون إنزعاجهم منهم، ما يعني أن الخارج برمته يدرك جيدا، أن من “يبخون السم” ويحرضّون، يلهثون وراء مكاسب ظرفية ولو على حساب سمعة وكرامة بلدهم، وأنهم من أصحاب نقل البارودة من كتف الى كتف، وممن يبدلون مواقفهم مع تبدل الظروف، فيعتمدون تلك الصيغة الممجوجة لحجز مكان لهم على أعتاب الرعاة الدوليين والإقليميين.
لا شك في أن حرص تلك الدول على إطلاع الرئيس عون على كل شاردة وواردة تتعلق بهؤلاء المحرضين، تؤكد بما لا يقبل الشك أنها ضاقت بهم ذرعا بفعل التشويش الذي يمارسونه في وقت يسعى فيه أصدقاء لبنان الى إيجاد الحلول للأزمات التي ترخي بثقلها عليه، كما يؤكد ثقتها الكاملة بالرئيس عون وتقديرها له، وقناعتها بأنه يعمل جاهدا لكي يحفظ بلده وأرضه وسيادته.
ومما يضاعف من هذه الثقة، هو أن العماد جوزاف عون ومنذ دخوله الى قصر بعبدا رئيسا للجمهورية، حرص على أن يكون المحضن الجامع لكل اللبنانيين والحكم بينهم، فضلا عن وقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف التي يمكن قياس قربها أو بعدها عن رئيس البلاد بقدر ما تتعاون معه لتحقيق الأهداف اللبنانية التي تحدث عنها في خطاب القسم، وقد ترجم الرئيس عون ذلك في إدارة الملفات السياسية، وفي مواجهة التحديات، وصولا الى دعوته الى إعتماد التفاوض الذي يعتبر خيارا إستراتيجيا لوقف الحرب الاسرائيلية المستمرة على لبنان.
يبدو واضحا أن قيام الرئيس عون بتعرية من “يبخون السم” قد أحدث إرباكا غير مسبوق لدى بعض المتضررين فلجأوا الى الافتراء والتهجم عليه في مواضيع عدة بعضها يُسجل له، مثل تكليفه الجيش اللبناني التصدي للعدو الاسرائيلي في حال توغل مجددا في الأراضي اللبنانية المحررة، فضلا عن محاولاتهم النيل من الجهود التي يبذلها في الخارج لتشكيل شبكة أمان تحمي لبنان واللبنانيين الذين باتوا على قناعة أن سلوك الرئيس عون يصب في تحقيق المصلحة الوطنية العليا، وأن ما دون ذلك من إستهدافات هو مجرد “زوبعة في فنجان”.











































































