اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٧ أب ٢٠٢٥
في ظل طفرة الحديث عن السيادة وحصر السلاح في بلد تحكمه التناقضات والصراعات الدولية التي تصفي حساباتها على ارضه، يبقى الاتكال على حكمة وعقلانية رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للتحرك بين نقاط الفتنة الغزيرة، يستحضرني في الذكرى الـ 55 لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية في 17 آب 1970، من خلال ابحاثي عن سياسة بيت فرنجية، كيف اختار الرئيس فرنجية مصلحة لبنان رغم الثمن الكبير الذي أريد لبنان ان يدفعه بسبب المواقف المشتركة لمعظم قادته الكبار.
في 14 تشرين الثاني 1974، ورغم كل ما شهده لبنان من تمادي منظمة التحرير الفلسطينية وداعميها في انتهاك السيادة اللبنانية الا ان الرئيس سليمان فرنجية الماروني لم يتردد بالتوجه الى نيويورك حاملاً الملف الفلسطيني الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد تكليفه من قبل جامعة الدول العربية في مؤتمر القمة الذي انعقد في الرباط لتمثيل كل الدول العربية في الأمم المتحدة.
فالرئيس فرنجية الرئيس الماروني الوحيد لدولة عربية، كان أمام خيارين: إذا رفض يُسجّل على لبنان ان رئيسه رفض التكليف للتحدث باسم جميع العرب عن أقدس قضية، مما سيرتب على لبنان تداعيات سلبية على الوضع داخل لبنان مثل ما حصل بعد امره للجيش اللبناني قصف المخيمات الفلسطينية سنة 1973 الذي ادى الى تهديدات عربية بسحب الاستثمارات والودائع واغلاق الحدود اللبنانية السورية ما أدى الى اهتزاز الوضع الاقتصادي. وإذا وافق على الحضور سيكون لبنان امام ضغوط دولية كبيرة.
فاختار الرئيس فرنجية الدفاع عن القضية الفلسطينية، فكان اول رد اميركي بقيام الكلاب البوليسية الأميركية بتفتيش حقائب الوفد الرئاسي الذي يضم رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، بحجة الشك بوجود ممنوعات، الأمر الذي رد عليه الرئيس اللبناني برفض دعوة الرئيس الأميركي آنذاك جيرالد فورد لزيارة البيت الأبيض. وأبلغ حامل الدعوة بأنه لن يدّنس رجله بزيارة الأرض الأميركية طالما هو موجود على أرضٍ دولية.
لكن للأسف طُعن بعد اقل من سنة من الفلسطينيين ومناصريهم اللبنانيين والعرب، ودفع الثمن بخلق أميركا والدول الغربية اسباب للحرب الأهلية في لبنان.
لكن الرئيس سليمان فرنجية فعل قناعته انطلاقا من شعاره الذي اطلقه سنة 1969 'وطني دائما على حق'.
وهذا ما نتمناه من المسؤولين الحاليين ان يُبقوا الوطن دائما على حق واغلاق كل ابواب خرق السيادة، ابواب الفتنة.