اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٦ شباط ٢٠٢٤
بيروت - منصور شعبان - داود رمال - أحمد عزالدين:
مع تصاعد المخاوف من توسع دائرة الاعتداءات الإسرائيلية، رغم الدعوات الدولية لاحتوائها، تقدم لبنان بشكوى لمجلس الأمن بتوجيه من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وإيعاز وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بو حبيب إلى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة، لإدانة اسرائيل على هجمات الأربعاء الماضي الأكثر دموية منذ إطلاق حربها على قطاع غزة في اكتوبر الماضي.
وتضمن نص الشكوى شرحا مفصلا لوقائع مجزرة النبطية والصوانة، لافتا إلى ان ذلك مخالف للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب موصوفة يعرض كل من شارك فيها بشكل مباشر وغير مباشر للمسؤولية الدولية. كما يعتبر انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ومواطنيه ولكافة قرارات الأمم المتحدة التي تفرض على إسرائيل وقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية وإنهاء احتلالها لأراضيه ومنها القرار 1701 (2006).
وفي نص الشكوى: ما يدعو للقلق أن يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية وتنشط التحركات الديبلوماسية من اجل التهدئة، على ضوء تأكيد لبنان على رفضه للحرب وتقديمه خارطة طريق لتحقيق الأمن المستدام في جنوب لبنان، مما يدفعنا إلى حث المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل للجم اعتداءاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية.
يحدث ذلك مع وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب في ميونيخ لتمثيل لبنان في مؤتمر الأمن الدولي السنوي، وسط إشارات تلقياها من «حزب الله» بأنه ليس الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ على صفد.
وفي المؤتمر ذاته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس «العالم أن يضغط على إيران وحزب الله للانسحاب من جنوب لبنان»، محذرا من أنه «إذا لم يتم إيجاد حل ديبلوماسي فسنضطر لإبعاد حزب الله عن حدودنا».
وترفع تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلية منسوب مخاوف اللبنانيين معطوفة على ابلاغ وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة»، وقوله: «يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان أخر».
ورد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، وقال «إن لدينا قدرة صاروخية دقيقة تجعل يدنا تصل من كريات شمونة حتى إيلات.»
واعتبر أن الهجوم على النبطية والصوانة «تطور يجب التوقف عنده ونعتقد أن ما حصل أمر متعمد، ولو كان يريد استهداف المقاومين كان باستطاعته تجنب قتل المدنيين».
وأضاف في كلمة له لمناسبة ذكرى «القادة»: نحن في قلب معركة حقيقية في جبهة تمتد أكثر من 100 كلم، وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة.
واعلن أن «الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم»، مؤكدا أن «هذا الأمر لا يمكن أن يترك»، موضحا أن «ثمن دماء المدنيين سيكون دماء لا مواقع واجهزة تجسس وآليات وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمس بمدنيينا وخصوصا بنسائنا واطفالنا»، مؤكدا ترك الأمر لـ «الميدان».
في الموازاة، بقيت الأضواء مسلطة على الحركة النشطة داخل «بيت الوسط» حيث يواصل الرئيس سعد الحريري استقبالاته ويمكن التوقف عند العبارات التي انتقاها النائب غسان سكاف بعد لقائه حيث قال: «ان 14 اكتوبر هي مناسبة وطنية لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هذا الاغتيال نقل رفيق الحريري من شخصية سنية إلى شخصية وطنية وكان اغتياله اغتيالا للوطن لا للشخص».
وقال: «منذ أكثر من سنتين قفز سعد الحريري من المركب السياسي وبقي آخرون على المركب يتقاتلون وبالتالي يهددون المركب بالغرق».
ودعا سكاف الحريري إلى «القفز مجددا إلى المركب لتصويب البوصلة وإيصال لبنان مع القوى السياسية الأخرى إلى بر الأمان».
ولفتت عبارة اكتفى بها الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان بعد لقاء الحريري بالقول: «ناطرينو يرجع».
كما تلقى الرئيس الحريري اتصالا هاتفيا من البطريرك الماروني بشارة الراعي استعرضا خلاله مختلف التطورات.
واستقبل الحريري أيضا قائد الجيش العماد جوزاف عون.
وكان من بين زوار الرئيس الحريري كذلك المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، ووفد من مخاتير بيروت.
إلى ذلك، عرض رئيس «حزب القوات اللبنانية» د. سمير جعجع مع السفير الروسي الكسندر روداكوف في معراب، للمستجدات السياسية اللبنانية، الإقليمية والدولية «بدءا من الحرب الروسية-الأوكرانية وصولا إلى ملف الانتخابات الرئاسية وحرب غزة وتداعياتها على لبنان، في ضوء تدهور الوضع الأمني في الجنوب الذي يسابق الجهود الدولية لتجنيب لبنان حربا مدمرة».
وشدد جعجع على «ضرورة تطبيق القرار 1701 بغية تجنيب لبنان خطر اندلاع حرب كبيرة على حدوده الجنوبية»، وأوضح «في سياق قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أنه من الأجدى توجيه مذكرة مشتركة من الجانبين اللبناني والسوري إلى الأمم المتحدة من أجل اعتبار هذه الأراضي لبنانية، وعندئذ يصبح واجبا على إسرائيل الانسحاب منها تطبيقا للقرار 425».
وسأل جعجع: «بماذا يساعد حزب الله الفلسطينيين في غزة؟ وهل يمكن أن يحدث فيها أكثر مما حدث إلى الآن؟ وما الذي أنتجته عملياته عبر الحدود سوى تعريض لبنان وشعبه للدمار والموت؟».