اخبار لبنان
موقع كل يوم -ليبانون ديبايت
نشر بتاريخ: ٨ نيسان ٢٠٢٤
14 نيسان هو موعد إنتخاب نقيب للمهندسين ومعه خمسة أعضاء، وتعتبر هذه النقابة الأكبر من حيث عدد المنتسبين وواحدة من المعاقل النخبويّة التي طالما زعزعت 'استابلشمنت' الأحزاب التقليدية من خلال إيصال مهندسين مستقلّين نقابيين.
ولا شك أن تجربة 'النقابة تنتفض' كانت إحدى تلك المحطات التي أعطت زخم وطني وأسّست لتغيير آتٍ ما لبث أن إصطدم بحائط النظام الحالي بعد الانتخابات النيابية التي أعادت نفس الطبقة السياسية بكل مكوناتها رغم الانهيار الإقتصادي الذي وقع.
هذه السنة، المعركة في نقابة المهندسين تدور بين مرَشَحَين مُسمّيين على الأحزاب ومستقلّين، المرشح الأول هو فادي حنا، الذي يعتبر من أقرب المقرّبين من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وأحد مقاوليه الذين بدأت حياتهم في 'البزنس' عقب حرب تموز بعد أن رسا عليه الجزء الأكبر من تلزيمات إعادة إعمار الضاحية في إختصاص معين، كإحدى الخطوات العملية لترجمة التقارب بين حزب الله وباسيل بعد اتفاق مار مخايل.
ويعوّل حنا انتخابياً بشكل أساسي على أصوات حزب الله التجييريّة، كما يتّكل على حوار قائم حالياً بين التيار الوطني الحر وحركة 'أمل' و'الإشتراكي' بمحاولة لإدخالهم في اللائحة من أجل حصد أصوات مناصريهم، على أمل تسجيل فوز يحتاج إليه باسيل في السياسة خاصة بعد غياب أو إخفاق في معارك مجالس النقابات خلال السنوات الماضية.
في الطرف الحزبي الآخر، تطلّ القوات اللبنانية كداعمة أساسية لبيار جعارة بالإضافة إلى تأييد تيار 'المستقبل' له، وذلك على قاعدة مقايضة أصوات مهندسين تيار 'المستقبل' في بيروت لصالح جعارة 'القواتي' مقابل تصويت مهندسين 'القوات' في الشمال لصالح مرسي المصري 'المستقبلي' المرشح لمركز نقيب الشمال، لكن تعاني هذه اللائحة من شحّ للأصوات، وظهر في انتخابات الفرع الأول، حيث سقط المرشح المدعوم من 'القوات' إيلي كرم بفارق أصوات كبير مقارنة مع المرشحين الفائزين. لذلك، يعوّل جعارة اليوم على المهندسين المستقلّين وهو يلبس عبائة المستقل ويشدّد في جميع إطلالته الإعلامية على إستقلاليته لجذب الأصوات له.
في الضفّة الاخرى، نلاحظ ترشيح عدة شخصيات مستقلّة منهم جوزف مشيلح، نيكولا شيخاني، روي داغر (مدعوم من مجموعات أقصى اليسار وقريبة من ٨ آذار).
إلّا أنه لا شك أن أبرز المرشحين والأوفر حظاً للفوز بين المستقلّين، حسب الاستطلاعات، هو نائب النقيب الحالي جوزف مشيلح، والسبب يعود لوجود مشيلح الفاعل في العمل النقابي منذ العام 2000 حيث كان يخوض معاركه كمرشح مستقل ومنفرد في بعض الأحيان للمحافظة على استقلاليته، آخرها كانت الانتخابات السابقة حيث فاز بمركز نائب نقيب على لائحة النقابة تنتفض، وأيضًا لدى مشيلح علاقات واسعة مع عدد كبير من المهندسين بإعتباره أستاذ جامعي درّس في عدّة جامعات لسنوات عديدة كما يحظى بإحترام جميع الأطراف.
بذلك، قد يكون مشيلح هو المرشح الأوفر حظاً يوم الأحد في حال شهدت النقابة إقبالاً كثيفاً للمهندسين الغير تابعين للأحزاب.