اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
في الأيام الأخيرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ واسعٍ منشورات تحذر من 'تفشٍّ خطير' لفيروس الروتا في لبنان، خصوصًا بين الأطفال، ما أثار حالةً من الذعر لدى الأهالي، ودفع العديد منهم إلى التوجه نحو المستشفيات مع تزايد حالات الإسهال الحاد، والتقيؤ، وارتفاع الحرارة لدى الصغار.
وإزاء هذا القلق، أكدت وزارة الصحة اللبنانية وأطباء متخصصين أن الوضع لا يستدعي الهلع، مشيرين إلى أن الإصابات المسجّلة لا تزال ضمن المعدلات الموسمية الطبيعية لانتشار الفيروس.
'الصحة' تطمئن: الوضع تحت السيطرة
وفي توضيح رسمي، قالت الدكتورة عاتقة بري، رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة، في حديث لموقع 'سكاي نيوز عربية' إنّه 'منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية شهر يونيو/حزيران، لم تُسجّل تغييرات كبيرة في عدد الإصابات بفيروس الروتا، وفقًا لبيانات المختبرات والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية'.
وأوضحت: 'عدد الحالات التي ثبتت إصابتها بالفيروس بلغ نحو 11 ألفًا، أي بنسبة 22%، ما يعادل نحو 3000 إصابة فقط'. وأضافت أن هذه النسبة لا تُعد مرتفعةً، بل هي متوقعة ومماثلة لما يتم تسجيله عادةً في مثل هذا الوقت من العام، حين يبلغ المعدل الموسمي للإصابات حوالي 15 في المئة'.
وبيّنت أن 'فيروس الروتا في لبنان يُظهر خلال موسمين: موسم شتوي يبدأ في أوائل الربيع، وموسم صيفي في مثل هذه الفترة من السنة. وعن حالات الاستشفاء، فأشارت إلى أن المعدلات لا تزال ضمن النطاق الطبيعي، وغالبية الإصابات تُسجَّل لدى الأطفال دون سن الخامسة'.
وشدّدت على أنه 'لا داعي للقلق، إذ إن نسبة الإصابات في فصل الشتاء هذا العام بلغت 25%، بينما النسبة الحالية في الصيف لا تتجاوز 15%، وإن كانت مرشحةً للارتفاع قليلًا لاحقًا، إلا أنها تبقى ضمن المعدلات المعتادة'.
وأضافت: 'فيروس الروتا غالبًا ما يتزامن مع أنواع أخرى من الالتهابات الحادّة التي تصيب الأطفال. من هنا، تبرز أهمية شرب المياه المأمونة، وغسل الخضار جيدًا، وتوعية الأطفال بضرورة غسل اليدين بشكل مكثّف، والحرص على النظافة الشخصية والغذائية داخل المنازل'.
وأكدت في ختام حديثها أن 'الوزارة لا تنفي وجود فيروس الروتا، لكنّها لا تعتبر الوضع مقلقًا أو خارجًا عن المألوف، إذ لا مؤشرات على تفشٍّ وبائي'.
'لا خطر حقيقي'
بدوره، طمأن رئيس لجنة الصحة العامة السابق، الطبيب الدكتور عاصم عراجي، المواطنين، مشيرًا إلى أن فيروس الروتا “معروف ويُصيب الأطفال بشكلٍ أساسي، ونادرًا ما يصيب الكبار'.
وأوضح عراجي في حديثٍ لموقع 'سكاي نيوز عربية' أن الفيروس يُسبب إسهالًا شديدًا وحرارةً وتهيجًا في الإمعاء، لكن 'معظم الحالات لا تستدعي دخول المستشفى'.
وتابع: 'إذا كان الطفل صغيرًا ويعاني من جفاف، فقد يُنقل إلى المستشفى للعلاج الوريدي، أما إذا كان قادرًا على الشرب، فيُكتفى بإعطائه السوائل والمحاليل التعويضية في المنزل. أهم ما في الأمر هو تعويض السوائل المفقودة'.
ونوّه إلى أن الفيروس لا يُعالج بالمضادّات الحيوية لأنه ليس بكتيريًا، بل فيروسيًا، ولا يُعطى دواء مباشر ضده، إلًا في حال ظهور التهابات بكتيرية ثانوية.
وأشار إلى أن طرق انتقاله تتمثّل بالطعام والماء الملوّث، لذا من الضروري الانتباه لنظافة الطعام والشراب وغسل الخضار جيدًا.
وحول الوضع هذا العام، قال: 'الفيروس ينتشر كل عام، لكن الإصابات هذه السنة كانت منتشرة ربما بسبب شحّ المياه أو قلّة الأمطار ما أدى إلى تلوّث بعض مصادر المياه. ومع ذلك، لا داعي للهلع، فالوضع ليس مخيفًا ولا خارجًا عن السيطرة'.
إرشادات من 'الصحة' للوقاية من الإسهال
في سياق متصل، اعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان، انه “في إطار جهودها المستمرّة لحماية صحة المواطنين وتوعيتهم، ولمّا كانت الإسهالات الحادة تعد من الأمراض التي قد تهدد حياة المرضى لا سيما الاطفال وكبار السن، ومع حلول فصل الصيف الذي يتزايد فيه خطر الاصابة بهذه الأمراض، يهم وزارة الصحة أن توضح ما يلي:
– تعدّ الإسهالات الحادّة من الأمراض التي تستوجب الانتباه، لما قد تسببه من جفافٍ خطيرٍ قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن.
– لم يُسجّل برنامج الترصد الوبائي في الوزارة أي ارتفاع غير متوقّع في حالات الإسهال الحاد مؤخرًا، مقارنةً بالفترة نفسها من السنوات السابقة.
– يمكن الوقاية من معظم حالات الاسهال الحاد من خلال النظافة الشخصية، وضمان سلامة المياه والأطعمة.
وهنا أهم الاجراءات الوقائية:
– غسل اليدين بالماء والصابون:
قبل تحضير الطعام وتناوله.
بعد استخدام الحمّام أو تغيير حفاضات الأطفال.
بعد الاحتكاك بالحيوانات.
بعد التخلص من النفايات.
– استخدام مياه نظيفة:
شرب المياه المأمونة (المعبأة أو المغلية أو المفلترة).
تجنّب استخدام المياه غير المعالجة في الطهي أو الشرب.
– نظافة الأغذية:
غسل الفواكه والخضراوات جيدًا باستخدام مياه نظيفة.
طهو الطعام جيدًا خاصة اللحوم والبيض.
عدم تناول الطعام المكشوف أو غير المبرد بشكل صحيح.
– الرعاية الصحية:
مراجعة الطبيب فورًا في حال استمرار الاسهال، أو ظهور أعراض أخرى مثل الحرارة المرتفعة، التقيؤ، أو علامات الجفاف (مثل جفاف الفم، ندرة البول، خمول غير معتاد) خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
استخدام محلول الإماهة الفموية (مصل الشرب) عند اللزوم.
– العناية بالأطفال:
تنظيف وتعقيم زجاجات الحليب والأواني.
تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام.
– النظافة البيئية:
الحفاظ على نظافة المراحيض.
التخلص الآمن من النفايات ومياه الصرف الصحي.
كما تذكّر مصلحة الطب الوقائي بكيفية تحضير محلول الإماهة الفموية (مصل الشرب) في المنزل عند الحاجة، وذلك عبر إضافة ست (6) ملاعق صغيرة من السكر ونصف (2/1) ملعقة صغيرة من الملح إلى ليتر واحد من مياه الشرب الآمنة.