اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٩ أب ٢٠٢٥
اشار العلامة السيّد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، الى 'الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة على لبنان عبر الغارات الّتي شهدناها بالأمس والّتي استهدفت الجنوب والبقاع أو عبر التّوغلات الّتي تطاول القرى المتاخمة للشّريط الحدوديّ لتفجير ما تبقّى من منازل ولمنع أيّ مظاهر للحياة في داخلها، والّتي تأتي في إطار ما يهدف إليه العدوّ وهو تفريغها من أهلها الّذين يتمسّكون بالعودة إليها أو البقاء فيها تمهيدًا لتنفيذ مشروعه الهادف إلى خلق منطقة عازلة بذريعة حماية مستوطناته، أو عبر المسيّرات الّتي تجوب المناطق اللّبنانيّة من دون أن يصدر أيّ موقف من الدّولة اللّبنانيّة أو من اللّجنة المكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النّار'.
ولفت الى أن 'في هذا الوقت جاءت زيارة المبعوث الأميركيّ التي كان يراهن عليها الكثيرون بأنّه سيحمل إلى لبنان رسالة إيجابيّة من الكيان الصّهيونيّ بتنفيذ التزاماته مقابل الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة اللّبنانيّة بعد إقرار حصريّة السلاح بيد الدّولة وسحب سلاح المقاومة. لكنّ الزيارة أكّدت أنّ لا نيّة لدى الإدارة الأميركيّة للضّغط على الكيان الصّهيونيّ، وأنّ المطالب الأميركيّة ليست سوى صدى لمطالب هذا الكيان ولحساب أمنه بعيدًا عن أمن لبنان. فهي تريد للبنان أن يفقد عنصرًا أساسيًّا من قوّته بسحب سلاح المقاومة الذي أربك العدوّ وهدّد عمقه، وأن تنقل المعركة إلى الداخل لتكون بين الجيش والمقاومة أو بين اللّبنانيّين بفعل الانقسام'.
واعتبر ان 'لقد أصبح واضحًا أنّ ما جاء به المبعوث الأميركيّ بُني على أساس أنّ لبنان بلد مهزوم يُملى عليه ولا يحقّ له النقاش، وعليه أن ينتظر ما يُعطى له. وقد تصرّف المبعوث مع اللبنانيّين لا كمبعوث دبلوماسيّ بل كسلطة وصاية تريد فرض هيمنتها على مواقع القرار'.
وجدد دعوة الحكومة اللّبنانيّة إلى أن 'يكون موقفها نابعًا من حرصها على سيادة الوطن وكرامته وحرّيّته، وأن تكون أمينة على التّضحيات التي بُذلت. وعلى الجميع أن يعرف أنّ لبنان ليس ضعيفًا إلى درجة تقديم التّنازلات المذلّة، فتاريخه يشهد أنّه لم يقبل يومًا أن يعطي إعطاء الذّليل. صحيح أنّ هذا الخيار مكلف، لكنّ الأوطان تُصان بهذا المنطق'.
كما جدد الدعوة إلى 'اعتماد لغة الحوار والتواصل للوصول إلى صيغة تضمن حماية البلد من الأخطار وتحفظ سيادته، ونثق أنّ اللبنانيّين رغم خلافاتهم لن يسمحوا بفتنة بينهم، وقد وعوا أهوالها ومخاطرها. ونؤكّد ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية وحمايتها من أي فتنة، وسنبقى حريصين عليها'.