ايران ووكلاؤها يهددون… واسرائيل تدمر وتقتل بالجنوب

وسط الهتافات المألوفة في 'يوم القدس الايراني' وعلى وقع التهديدات الثقيلة المستجدة بعد المجزرة الاسرائيلية بحق 'قيادة الممانعة' في بلاد الشام، ظلت إسرائيل 'واقفة على رجل واحدة' تنتظر 'الانتقام' الآتي بلا ريب، لكنها مع ذلك كانت قادرة على التحرك براحتها في أجواء لبنان موجهة ضربتين موجعتين أودتا بحياة 3 عناصر من حركة 'أمل' و4 من 'حزب الله'.

وكان لافتاً غياب سوريا عن احياء ذكرى 'يوم القدس'، بما اعتبر تحييد النظام السوري لنفسه عن الاصطفاف مع خصوم المجتمع الدولي الذي 'دمر سوريا'، بالاضافة إلى تعزيز حضوره العربي بعدم الظهور أنه يصطف مع المحور الايراني.

إلى ذلك، يبدو أن الضغط الدولي يحرم لبنان من المساعدات، بحيث علم 'لبنان الكبير' أن الدول المانحة لن تقرر صرف أي فلس للبنان خارج المساعدات العينية التي تقدمها حالياً، للمساعدة في تغطية خسائر الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب، والسبب سياسي بحسب مصادر حكومية، أشارت الى أن المشكلة تتفاقم، وإذا استمرّت هذه الحرب والمرجح أن تمتد أقله حتى الصيف المقبل فسيكون من الصعب الاستمرار في تغطية التكاليف لأن الحصار على لبنان بشتى الأوجه مستمر.

ووفق المعلومات فان أمد الحرب سيطول ولا حلول قريبة، حتى أن خط التواصل مع الموفد الأميركي أموس هوكشتاين شبه مقطوع وعند السؤال حول الأسباب، يجيب المعنيون: 'ناطرين غزة'.

نصر الله

وتحدث الأمين العام لـ 'حزب الله' حسن نصر الله بمناسبة 'يوم القدس العالمي'، ووصف الهجوم الاسرائيلي على البعثة الديبلوماسية الايرانية في دمشق قبل أيام بأنه حدثٌ 'مفصلي' منذ بدء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023، متوقعاً أن يكون 'له ما بعده'.

وقال: 'نستطيع أن نستنتج من كلام المرشد السيد علي خامنئي أن الرد الايراني على هذا الهجوم آتٍ لا محالة'. وأشار إلى أن 'كيان العدو بدأ باتخاذ تدابير خوفاً من الرد الايراني'.

ورد نصر الله في كلمته المتلفزة أيضاً على التهديدات المتكررة من سياسيين إسرائيليين بشن حرب شاملة على لبنان في حال وسع الحزب هجماته ضد إسرائيل، مؤكداً أن 'المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً ولا تخاف، وإنما أدارت معركتها حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية'.

وأعلن أن 'المقاومة في لبنان على أتم الاستعداد والجهوزية معنوياً ونفسياً وعسكرياً وبشرياً لأي حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان'. وحذر إسرائيل من أن 'حزب الله' لم يستخدم بعد 'سلاحه الأساسي'، من دون الكشف عن طبيعة هذا السلاح.

غارات إسرائيلية

وقبل كلمة نصر الله، شنت اسرائيل غارتين الأولى على بلدة عيتا الشعب أدت الى مقتل عنصرين من 'حزب الله' الذي نعاهما لاحقاً، وغارة ثانية على مركز لحركة 'أمل' في منطقة مرجعيون، أسفرت عن مقتل 3 عناصر للحركة، التي نعتهم لاحقاً.

ومساء، شنت اسرائيل غارة أخرى في منطقة ميس الجبل أفيد عن مقتل عنصرين لـ 'حزب الله' فيها.

وفي إعلان نادر، كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على منصة 'أكس': 'شنت طائرات حربية غارة على مبنى عسكري لحركة ‫أمل في مرجعيون في جنوب لبنان تواجد داخله عدد من المخربين التابعين للحركة'.

وأضاف: '‏خلال الحرب قامت ‫حركة أمل بالعمل ضد إسرائيل وخططت أيضاً في هذه الايام تنفيذ هجوم آخر ضد إسرائيل'. وأرفق أدرعي منشوره بفيديو للضربة.

وكان الميدان شهد إصابة 7 مواطنين بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت ليل الخميس – الجمعة بلدة كفرحمام وأسفرت عن تدمير كامل لأحد المنازل، وإلحاق أضرار بمنازل أخرى مجاورة وشبكة الكهرباء، فيما أعلن 'حزب الله' أن عناصره استهدفوا ‏التجهيزات التجسسية في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة.

كما أعلن أنه بُعيد منتصف ليل الخميس – الجمعة، تم استهداف 'آلية ‏عسكرية عند بوابة موقع المطلة بصاروخ موجّه'، مؤكداً 'إصابتها مباشرة وتدميرها وإيقاع ‏طاقمها بين قتيلٍ وجريح'.

'الوضع يصعب تقويمه'

ويبدو أن التوترات الأخيرة دفعت إلى حذر في الملاحة السويسرية، بحيث قطعت الخطوط الجوية السويسرية رحلة بين زيوريخ وبيروت ليل الخميس – الجمعة بعدما اعتبر خبراؤها أن الوضع الأمني في لبنان 'يصعب تقويمه'.

وأوضحت الشركة التابعة لمجموعة 'لوفتهانزا' الألمانية لوكالة 'فرانس برس' أن طائرة الرحلة المتجهة إلى بيروت والتي تقل 138 راكباً تم تحويلها إلى فيينا.

وقال متحدث باسم الخطوط الجوية السويسرية للوكالة: 'نظراً الى التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط'، تقرر قطع الرحلة 'بعد أن توصل خبراؤنا إلى استنتاج مفاده أن الوضع في لبنان كان يصعب تقويمه الليلة الماضية'.

وأضاف أنه نظراً الى عدم حصولها على تصريح بالهبوط في زيوريخ، فقد عادت الطائرة في 'إجراء احترازي' إلى فيينا حتى تتمكن من 'تقويم الوضع بصورة صحيحة'.

إيران

إلى ذلك، شيعت إيران تزامناً مع ذكرى 'يوم القدس' الضباط الـ 7 الذين قتلوا في الغارة على القنصلية في دمشق. وقال قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي: 'لن يمر أي عمل عدواني من دون رد'.

وأظهر التلفزيون الحكومي متظاهرين يحملون صور القتلى ولافتات تحمل شعارات مثل 'الموت لإسرائيل' و'الموت لأميركا' ورايات 'حزب الله' إضافة إلى صور ضباط العمليات الخارجية في الحرس الثوري.

وتوجه المتظاهرون في العاصمة إلى جامعة طهران، حيث ألقى سلامي كلمته قبل صلاة الجمعة، وقال فيها متحدثاً من فوق منصة أظهرت لافتة كبيرة مكتوباً عليها باللغة العربية 'طوفان الأحرار': 'نحذركم من أن أي عمل عدواني ضد نظامنا المقدس لن يمر من دون رد… رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيوني'.

ونقلت وكالة 'تسنيم' التابعة للحرس الثوري عن القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي قوله تعليقاً على إمكان انتقام إيران من إسرائيل: 'اتخذ القرار وسيتم تنفيذه بالتأكيد'، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.

السعودية

في التحرك الديبلوماسي، أعلن مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل، أن المجموعة العربية تدعو الى اتخاذ قرار تحت الفصل السابع، يضمن امتثال إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة.

وأشار الواصل في كلمة أمام مجلس الأمن الى أن حادثة قتل موظفي الاغاثة التابعين لمنظمة 'المطبخ المركزي العالمي'، 'غير مستغربة من فاعلها'، مشدداً على أن المجموعة العربية تدعو الى تحقيق دولي في الحادثة. وأكد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.

وكان مجلس جامعة الدول العربية قد أصدر قراراً، يوم الأربعاء، يدعو مجلس الأمن الى اتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف الحرب في غزة، محذراً من أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.