طلاب البلدات الحدودية.. عين على الكتاب وأخرى ترصد الطائرات المغيرة

بيروت - أحمد عز الدين

ضياع العام الدراسي على عشرات الآلاف من طلاب القرى الحدودية والمناطق المتاخمة لها يحجبه صوت الغارات المتواصلة، وهدير الطائرات التي لا تفارق سماء معظم مناطق الجنوب،

فالمعارك التي دخلت شهرها السادس فرضت على المدارس والأهالي القفز فوق حاجز الخوف ومعاودة الدراسة التي توقفت لأيام أو أسابيع عند اندلاع الحرب في مطلع أكتوبر الماضي، لكن مدارس قرى المواجهة ما زالت مقفلة وبعضها مدمر والتلاميذ تهجروا على مختلف المناطق.

ثانوية كفرا الرسمية احدى المدارس القريبة من الحدود تواصل الدراسة بطلابها مع من نزح من الحدود رغم الغارات التي تستهدف البلدة، وإحدى الغارات سقطت على بعد مئات الامتار من المبنى خلال الدوام الرسمي، ويقول مديرها د.فؤاد ابراهيم مدرستنا الوحيدة بإدارتها والهيئة التعليمية لم تتوقف يوما، وأطلقت منذ الثامن من أكتوبر شعار بالعلم نقاوم وقبل أيام حصلت على شهادة تقدير للمتفوقين من طلابهم، وقد زاد عددهم هذا العام 145 تلميذا إضافة إلى من نزح إليها.

ويشرح وضع المدارس في أقصى الجنوب فيصنفها على ثلاثة مستويات:

قرى على خط النار مقفلة كليا أو مدمرة.

القرى القريبة من خط التماس في أقضية بنت جبيل وصور ومرجعيون وحاصبيا، بعضها يعمل بشكل جزئي والبعض الآخر كليا.

أما القرى الأبعد عن المواجهات فتعمل بشكل طبيعي، ويشير إبراهيم إلى أن تلامذة القرى الحدودية توزعوا على المدارس الرسمية على طول مناطق الجنوب وصولا إلى العاصمة بيروت، إضافة إلى 10 مراكز تدريس في مقرات الأمم المتحدة، وهناك تلامذة حرموا من التعليم كليا لأن أهلهم لم يتمكنوا من النزوح بسبب الأوضاع الاقتصادية والمدارس في قراهم مقفلة، فيما التعلم عن بُعد معطل بغياب الكهرباء والانترنت.

ويطرح مدير الثانوية والنقابي البارز فؤاد ابراهيم الكثير من الهواجس حول مصير العام الدراسي، خصوصا لمن ينتظرهم امتحانات للحصول على الشهادة الرسمية ويعيشون وضعا نفسيا صعبا تحت وطأة الغارات وأصوات سيارات الإسعاف، وان الكثير من الطلاب النازحين وجدوا صعوبة في الاندماج في المدارس التي لجأوا اليها لجهة المنهج التعليمي أو الزملاء الجدد.

ويضيف: نعيش واقعا تربويا صعبا ومعقدا لا تكفي معه المساعدات، بل يحتاج إلى خطة وطنية شاملة لتحضير الطلاب نفسيا. ويقول كان من المقرر أن يزور مدرستنا وفد من وزارة التربية وبعد سقوط غارة قريبة ألغى الزيارة، فيما الطلاب يتوافدون بكل همة ونشاط، مشيرا إلى أن المدرسة في ظل الإدارة الحالية تتطور بشكل كبير، حيث أصبحت الثانية على مستوى المحافظة والعاشرة على مستوى الوطن.

ويقول: نظمنا عدة دورات سريعة للتلاميذ حول كيفية التصرف عند الغارات أو خرق جدار الصوت، وفي استطلاع أجريناه أصر 76% من الأهالي على الدراسة حضوريا وليس عن بُعد.