×



klyoum.com
lebanon
لبنان  ١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
lebanon
لبنان  ١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار لبنان

»منوعات» الميادين»

الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة

الميادين
times

نشر بتاريخ:  السبت ٦ نيسان ٢٠٢٤ - ١٧:٤٨

الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة

الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة

اخبار لبنان

موقع كل يوم -

الميادين


نشر بتاريخ:  ٦ نيسان ٢٠٢٤ 

الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة

بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، أُجبر 12.5 مليون شخص في أفريقيا على ركوب 'سفن العبيد' المتجهة إلى الأميركيتين؛ فدخل 10.7 مليون شخص في حياة العبودية. ونتيجة للظروف القاسية التي تعرضوا لها متن السفن، مات 1.8 مليون على طول الطريق.

من 'وايت ليون' إلى 'كلوتيلدا' سفن تجارة الرقيق عبر الأطلسي، تاريخ قاتم من استعباد البشر، الذين حُملوا من القارة السوداء إلى العالم الجديد. حقبة امتدت لتصبغ بأوزارها 4 قرون، دخل فيها الضمير الإنساني في سبات عميق، وبعد مضي أكثر من قرنين على حظر تلك الخطيئة، لا زالت البشرية تئن من وطأة تَرِكة ثقيلة تفوح من أعطافها كراهية لم تتبدد، وبقايا عنصرية مقيتة للعرق الأسمر.

ويروي متحف التاريخ في مدينة 'هامبتون' الأميركية، قصة الأفارقة العشرين الأوائل الذين تم استعبادهم ونقلهم إلى فرجينيا في أواخر آب/أغسطس 1619، ورحلة الألف ميل البحري الرهيبة التي قضوها على متن سفينة 'وايت ليون'، وحياة الشقاء والاضطهاد التي عاشوها بعد ذلك في المزارع والحقول.

وتذكر التفاصيل التي قدمها المتحف، كيف قام البرتغال بشنّ هجوم على مملكة ندونغو 'أنغولا حالياً' غرب أفريقيا، وأسروا المئات من سكانها، انتزعوهم من حياتهم وبيئتهم، وأبحروا بهم على متن السفينة الإسبانية 'سان خوان باوتيستا' باتجاه المكسيك، لكن الرحلة لم تمر بسلام، فقد تعرضت 'سان خوان باوتيستا' أثناء الطريق لهجوم السفينة البريطانية 'وايت ليون'، التي استولى طاقمها على عشرين من الرقيق، وانطلقوا بهم إلى شواطئ فرجينيا، وباعوهم هناك مقابل بعض المؤن.

الرقيق نظام أساسي في المجتمع

وبين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، سيق 12.5 مليون شخص من أفريقيا إلى حياة العبودية، على متن سفن تجارة الرقيق المتجهة إلى الأميركتين، وقد صمد منهم نحو 10.7 مليون أثناء عبور الأطلسي، بينما لقي 1.8 مليون منهم حتفه، نتيجة لحياة البؤس والظروف القاسية التي واجههوها طوال الرحلة، من الجوع والعطش والعنف والتقييد بالسلاسل والأغلال.

إنّ تلخيص تاريخ تجارة الرقيق بمجموعة من الأرقام، لا يمكن أن يعطي انطباعاً عميقاً عن البعد الإنساني للمأساة، وفداحة الثمن الذي دفعه ملايين البشر، الذين تلقّوا حكماً مؤبداً بالأعمال الشاقة من دون ذنب اقترفوه، والمثير حقاً للاستغراب، القبول الواسع الذي نالته تلك الخطيئة، والإقرار الشائع بفكرة التفوق العرقي، وتسويغ استعباد الإنسان، حتى غدت تجارة الرقيق رائجة، وباتت العبودية أحد النظم الأساسية المعمول بها في المجتمع الأميركي، وأصبح الرقيق أساس الاقتصاد، واليد العاملة التي اعتمدت عليها البلاد في نهضتها وتقدمها.

وجاء قانون فرجينيا الذي صدر عام 1662 ليرسخ تلك الخطيئة، فبموجب القانون، كان المولود الجديد يتبع وضع أمه في الحرية والعبودية، ما يعني أن النساء الأفريقيات المستعبدات أنجبن أجيالاً بعد ذلك تعرضوا للاستعباد مدى الحياة، وأصبح العبيد مع هذا الوضع، طبقة يتم تمييزها على أساس العرق، وتم إخراجها من عداد البشر، فهم وسلالتهم مجرد سلعة يتم شراؤها وبيعها وتوريثها واستغلالها.

وبالرغم من أن الكونغرس أقر قانون وقف استيراد الرقيق، الذي بدأ العمل به رسمياً اعتباراً من مطلع عام 1808، وكان المخالفين للقانون معرضين لعقوبة قد تصل إلى الإعدام، إلا أن تجارة الرقيق غير القانونية بقيت مزدهرة لعقود أخرى، حيث لم يتم إلغاء الرق نهائياً حتى عام 1865، وظل الطلب المتزايد على عمالة العبيد من أصحاب المزارع في الجنوب، لا سيما القطن والتبغ والأرز، محفزاً رئيسياً لاستمرار تلك التجارة غير المشروعة.

كلوتيلدا.. رهان الاستعباد

وتروي بعض قصص تجارة الرقيق ما وصل إليه المجتمع الأميركي من استهتار بقيمة الحياة البشرية لأولئك الذين تم استعبادهم، إن قصة 'كلوتيلدا'، آخر سفينة عبيد تصل إلى شواطئ الولايات المتحدة، والتي رست في مدينة موبيل بولاية ألاباما في تموز/يوليو 1860، بعد خمسة عقود من إلغاء تجارة الرقيق الأميركية، تكشف عن الوضع المتردي في تلك الآونة.

البداية كانت بِرهان لا يتعدى قيمته 1000 دولار، قام به تيموثي ميهير، أحد الملاك الأثرياء، الذي راهن على إمكانية التملص من الحظر بنجاح، وتفاخر بقدرته على استيراد سفينة محملة بالبضائع البشرية تحت أعين السلطات من دون القبض عليه، وبالفعل لقد استطاع الفوز وكسب الرهان، ولم يُعاقب على جريمته قط.

وكانت 'مملكة داهومي' (جمهورية بنين الحالية) غربي أفريقيا، تمتلك من حروبها مع جيرانها آلاف الأسرى، الذين عرضتهم للبيع، فقام القبطان وليام فوستر الذي استأجره ميهير للمهمة، بعد فحص الأسرى بطريقة مهينة، بشراء 110 أسرى، بـ 100 دولار للفرد الواحد، وحملهم في رحلة إلى المجهول، وكان معظم الرقيق من المراهقين والأطفال، لقد كان عنصر الشباب محور اهتمامهم، فهم أقدر على العمل وإنجاب الأطفال لسنوات طويلة.

وعبر رحلة مخيفة محفوفة بالمخاطر في عباب المحيط الأطلسي استغرقت 45 يوماً، كان العبيد مكدسين في مكان غير صالح للاستخدام البشري، عراة مكبلين في قاع السفينة في ظلام دامس، غير قادرين على الوقوف لانخفاض السقف، حيث القذارة رهيبة والرائحة لا تطاق، فضلاً عن قسوة المعاملة وقلة الماء وسوء الطعام، وفي ظل تلك الظروف لم يستطع بعضهم النجاة، فكان مصير جثته القذف إلى قاع المحيط.

وتحت جنح الظلام تسللت 'كلوتيلدا' إلى خليج موبيل، لتفرغ حمولتها البشرية، وعلى أمل أن تختفي للأبد، وتأخذ معها أدلة الجريمة النكراء، قام ميهير وأعوانه بإضرام النار في السفينة، التي تداعت وهبطت إلى مثواها الأخير، واختفت في أعماق مياه نهر موبيل، بينما سيق العبيد عراة إلى المستنقعات، لإخفائهم عن أعين السلطات، إلى حين يتم بيعهم.

وكانت أسعار العبيد قد ارتفعت بشكل كبير في أعقاب قانون الحظر، حتى أن ميهر باع العبد الواحد بألف دولار أو ما يزيد، وقد كان العديد ممن على متن السفينة يمتلك مهنا محترمة مثل الفلاحة والتجارة والصناعات الحديدية، لقد كانوا ضحية الحروب وتجار الرقيق، لم يكونوا كما يشاع مجرد أفراد من قبائل متوحشة.

وفي غضون يوم واحد، ذاع ذكر سفينة الرقيق غير المشروعة في المدينة بأكملها، وكتبت الصحف المحلية الخبر، ووصل إلى مسامع السلطات الرسمية، فأرسلت ضابطا للتحقيق في الأمر، وفي نهاية المطاف أُسدل الستار على القصة، إذ خرج التحقيق بعدم وجود أدلة تدين ميهر.

وفي كتابها المؤثر 'الناجون من كلوتيلدا: القصص المفقودة لآخر أسرى تجارة الرقيق الأميركية'، ذكرت المؤرخة البريطانية هانا دوركين، أن ظروف أولئك الذين كانوا على متن 'كلوتيلدا' كانت موثقة بشكل فريد من نوعه، وأكدت أن المواد الأرشيفية المتعلقة بالسفينة والناجين منها بشكل جماعي تمثل السجل الأكثر تفصيلا بين سفن تجارة العبيد، وهي القصة الوحيدة من بينها، التي يمكن روايتها بشكل شامل من وجهة نظر المستعبَدين.

أفريكا تاون

كانت حادثة 'كلوتيلدا' على أعتاب الحرب الأهلية الأميركية، التي اندلعت عقب عدة شهور فقط من رسو السفينة ببضاعتها في موبيل، ومع نهاية الحرب، تم تحرير كافة العبيد الذين جاؤوا على متن السفينة، وأصبح المحررون الذين قضوا خمس سنوات في العبودية، موضع اهتمام المؤرخين والباحثين، الذين أجروا معهم مقابلات، روى فيها المحررون ذكرياتهم في أفريقيا، وكشفوا عن تجربتهم القاسية أثناء عبور الأطلسي، وحياة التمييز العنصري والإذلال الذي تجرعوه.

وبعد التحرر، كافحوا لشق طريقهم في حياة جديدة بالكلية، غرباء في عالم ليس بعالمهم، ولا يملكون وسائل العيش فيه، وهذه ريدوشي، التي يعتقد أنها آخر من فارق الحياة من الناجين من 'كلوتيلدا'، تروي حياة الأشغال الشاقة والضرب المتكرر الذي تعرضت له أثناء سنوات الاستعباد، ثم كفاحها المرير بعد التحرر، لمواجهة الاستغلال الاقتصادي والعنصرية ومنع الحقوق السياسية، لقد اضطرت للبقاء في ممتلكات سيدها السابق، حيث لا مأوى آخر تلجأ إليه، فلم تستطع الهروب من الفقر، ولا التخلص من العبودية إلا إسمياً.

لقد حاول بعض الناجين، عقب انتهاء الحرب، جمع الأموال والعودة إلى أفريقيا، ولكن جهودهم لم تحقق نجاحاً يذكر، فقاموا بشراء قطع من الأراضي من سيدهم السابق تيموثي ميهير، وأنشؤوا مجتمعاً خاصاً بهم عُرف باسم مدينة أفريقيا ( أفريكا تاون)، ونصّبوا لهم زعيما.

وأخذ المجتمع الذي أسسوه شكل الهيكل الاجتماعي التقليدي الذي عرفوه في أفريقيا، وبنوا نظاما وفق التعاليم التي تعلموها عندما كانوا أطفالاً، لقد أنشؤوا منازل وزرعوا البساتين وربّوا الماشية ومارسوا الصيد، وأسسوا متاجر ومخازن وشركات وشيدوا كنائس ومدارس ودور سينما وحافظوا على تراثهم ولغاتهم الأصلية، ونقلوا ثقافتهم وتقاليدهم إلى أطفالهم.

ومع التأكيد على قدرتهم الاستثنائية على التحمل، لم يفقدوا هؤلاء الناجون قط إحساسهم العميق بالانتماء إلى أرض وشعب بعيدين، فبعد عقود من التحرر، أجرى 'بوكر واشنطن' مقابلة مع الناجي من كلوتيلدا، 'أوسيا كيبي'، عما إذا كان يأمل في العودة إلى وطنه يوماً ما. أجاب كيبي: ' إني أعود إلى أفريقيا كل ليلة في أحلامي'.

الصندوق الأسود لآخر الرحلات

أعاد اكتشاف حطام 'كلوتيلدا' عام 2018 فتح ملف القضية من جديد، لقد تم الكشف عن الدليل الذي ظل مخفياً، وأثار ذلك ضجة في أوساط المهتمين من المؤرخين ودعاة حقوق الإنسان، وأبرزت الصحف والمجلات الموضوع في عناوينها ومقالاتها.

وتحت عنوان 'سفينة الرقيق الأخيرة' ألّف 'بن رينز'، المراسل المحلي، الذي كان أول من اكتشف الحطام كتاباً، نشره عام 2022، وهو العام نفسه الذي شهد إصدار الفيلم الوثائقي 'السلالة' (Descendant)، لقد تم استحضار التاريخ المشترك للأميركيين من أصول أفريقية، الذين أُجبروا على مواجهة حياة البؤس والعنف، والكفاح لتخطى صدمة اختلال ميزان العدالة الإنساني، التي نُقلت إليهم جيلاً بعد جيل، وصراع نسل الناجين مع تاريخ عائلاتهم المؤلم.

وفي حين، جلبت 'كلوتيلدا' الشؤم للمختطفين في زمن جبروتها، كان حطامها فأل السعد لنسلهم وأحفادهم، فـ 'أفريكا تاون' التي بدأت تتهاوى تحت وطأة النزوح الجماعي والفقر والمشاكل البيئية، شهدت إقبالاً سياحياً ملحوظاً وانتعاشاً على إثر اكتشاف الحطام، وافتُتح متحف بيت التراث الأفريقي وسفينة كلوتيلدا، الذي يخلد ذكرى الناجين، ويحكي إحدى قصص الجشع البشري والعنصرية.

الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة
الميادين
شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها. تبث القناة 24/24 ساعة مقدمة اكثر من عشر نشرات اخبارية ونحو 17 برنامجا منوعا . كما ينتشر مراسلوها في عواصم القرار والكثير من دول العالم و المنطقة من موسكو الى واشنطن و لندن و طهران و باكستان وافغانستان واوروبا والبلاد العربية كافة .
الميادين

أخر اخبار لبنان:

الأردن يدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلتي مساعدات في طريقهما إلى غزة

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1644 days old | 4,264,206 Lebanon News Articles | 749 Articles in May 2024 | 749 Articles Today | from 69 News Sources ~~ last update: 24 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة - lb
الاتجار بالبشر أو تسويغ استعباد الإنسان.. قصص الناجين من سفينة الرقيق الأخيرة

منذ ٠ ثانية


اخبار لبنان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل