اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٤ شباط ٢٠٢٥
في اليوم العالمي لمنع التطرّف العنيف، أطلقت رئيسة مؤسسة الحريري، السيدة بهيّة الحريري، 'المنتدى الأول لمنع التطرّف العنيف' في لبنان، وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ترجمةً لحلمه بإنقاذ لبنان وأجياله.
حضر المنتدى، الذي انعقد في 'أكاديمية الدولة الوطنية' في حرم ثانوية رفيق الحريري: المنسّق الوطني لمنع التطرّف العنيف، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري روبينا أبو زينب، ملحق الأمن الداخلي في السفارة الفرنسية إريك أوتشيني، منسّق عام تيّار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، رئيس تجمّع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار ماجد حمتو، مدير التعليم في وكالة الأونروا في الجنوب محمد طه، ورؤساء وممثّلو عددٍ من مؤسسات المجتمع المدني والأهلي، وهيئات تربوية وشبابية، وفريق عمل برامج ومراكز ومدارس وأسرة المؤسسة في صيدا وبيروت.
بهيّة الحريري
افتُتِح المنتدى بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة ترحيب وإطلاق المنتدى ألقتها السيدة بهيّة الحريري، فقالت: التّسامح، والحوار، والعدالة، والتّعليم، والثقافة... والعمل، والإنتاج، والإنماء المتوازن، وتكافؤ الفرص، والتّحديث، والتّجدّد، والابتكار، والإنصاف، والمصالحة، وحماية الأجيال، كلّها قضايا وموضوعات رافقت مسيرة الإنسان في كافّة مراحل تقدّمه وتطوّره.'
وأضافت: في كلّ حقبةٍ من الحقبات التي كانت تتعثّر فيها منظومة القيم، كانت تسود الحروب، ويلجأ الإنسان إلى العنف الذي ينطلق من رفض الآخر وتدمير كلّ الإنجازات. هكذا كانت الأمور بعد كلّ الحروب، منذ بدء الخليقة حتى الآن، ومع الحروب العالمية التي جاءت نتيجة التّطوّر الصناعي، والدّخول في مرحلة العالمية والعالم الواحد، بعد أن اقتربت الشّعوب من بعضها، وأصبح التّنقّل والهجرة من بديهيّات الحياة، وتعرّفت الشّعوب على بعضها... وبدأت الدول الكبرى بعد الحروب العالمية تفكّر في كيفية بناء نظام عالمي يقوم على منظومة قيم حاكمة وقادرة على إحداث التّوازن، مما يمنع وقوع الحروب من جديد. هذه المحاولات حقّقت الكثير من الاستقرار، لكنها لم تحقّق كلّ ما هو مطلوب بالنسبة للإنسان في القرية الكونية الجديدة، التي تحتاج إلى مراجعاتٍ واستشراف المخاطر التي تهدّد الأمن والسّلام في كلّ مكان.'
وتابعت الحريري: إنّ اليوم العالمي لمنع التطرّف العنيف في 12 شباط يأتي عشية الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي حمل هموم الأجيال وسعى إلى إخراجهم من ويلات العنف، والاقتتال، والدّمار الوطني، والعمراني، والاجتماعي، والتربوي، والثّقافي، وجسّد تجربة وطنية استثنائية في بناء جسور المحبّة، والتلاقي، والحوار بين المناطق، والمكوّنات، والأجيال، واستطاع أن يجعلنا نعيش في لبنان الحلم الذي لطالما حلمنا به، وكنّا نعتقد أنّه من سابع المستحيلات.'
وختمت الحريري: نلتقي اليوم لإطلاق المنتدى الأوّل لمنع التّطرّف العنيف، الذي سيُعقد في لبنان في 12 شباط من كلّ عام، وإنّه ليشرّفني أن أُطلِق هذه المبادرة الوطنية العالمية من مدينة صيدا الحبيبة، التي انطلق منها حلم رفيق الحريري بإنقاذ كلّ لبنان وكلّ أجيال لبنان.'
أبو زينب
ألقت الدكتورة روبينا أبو زينب كلمتها قائلة: 'نجتمع اليوم في 12 شباط لإحياء اليوم العالمي لمنع التطرّف العنيف، الذي يتزامن مع الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كرّس جهوده لإنقاذ الأجيال من دوّامة العنف والصراعات.'
وأضافت: 'الاستراتيجية الوطنية التي أقرّها مجلس الوزراء عام 2018 أكّدت أنّ الدولة هي المانع الأول للتطرّف العنيف، من خلال تقوية المؤسسات، وإرساء العدالة الاجتماعية، وتعزيز الثقة بين المواطنين ودولتهم.' مشيرةً إلى أنّ مؤسسة الحريري، انسجامًا مع رؤيتها بأن 'الحروب تقع أولًا في عقول البشر، وفي عقولهم تُبنى حصون السلام'، ساهمت في إعداد الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرّف العنيف، ليكون لبنان أول بلد في المنطقة يضع خطة وطنية في هذا المجال.
وأكّدت أبو زينب على الدور المحوري للتعليم في تعزيز التفكير النقدي، وترسيخ قيم التفاهم والتسامح، ومنح الشباب أدوات التعبير البنّاء بعيدًا عن العنف. كما أعلنت عن التأسيس لإطلاق الشبكة المحلية للإنذار المبكر في منع التطرّف العنيف بالشراكة مع بلدية صيدا ومؤسسات أهلية وصحية وقضائية وأمنية.
وختمت بالإعلان عن سلسلة أنشطة وبرامج لتعزيز الاستراتيجية الوطنية من خلال أكاديمية الدولة الوطنية، مشدّدةً على أنّ بناء مجتمع خالٍ من التطرّف العنيف مسؤولية جماعية، ولا يتحقق إلا بالتعاون والتنسيق لترسيخ قيم الاعتدال والتسامح وبناء لبنان أكثر أمانًا واستقرارًا.
أعمال المنتدى
وتخلّل المنتدى جلستان:
*الجلسة الأولى : كانت تحت عنوان 'ظروف وآليات منع التطرف العنيف'، وتضمّنت عرض (فيديو) حول الإستراتيجية الوطنية وخطة العمل الوطنية لمنع التطرف العنيف، وعرضاً حول دور مؤسسة الحريري في منع التطرف العنيف قدمه الأستاذ محمد إسماعيل، وعرضاً ثالثاً حول واقع القطاعات في لبنان وتطوّر المؤشرات القطاعية خلال العامين المنصرمين قدمه المهندس كريم سلامة.
* الجلسة الثانية: كانت عبارة عن جلسة حوارية تحت عنوان 'نظام الإنذار المبكر ومنع التطرف العنيف'، أدارتها الدكتورة أبو زينب، وشاركت فيها كم من:
- نورما واكيم، التي تحدّثت عن نظام الإنذار المبكر، والآلية والأدوات التي يعتمد عليها لتحقيق أهدافه في كشف المؤشرات الأولية للتطرف العنيف والتحضيرات لإنشاء شبكة لنظام الإنذار المبكر على المستوى المحلي في صيدا
- لما سرور، التي تحدّثت عن الدور الذي يؤديه قطاع التعليم والجهات الفاعلة فيه في منع التطرف العنيف، وكيف يمكنهم المساهمة بفعالية في تنفيذ آلية الإنذار المبكر
- رشا شكر، والتي قدّمت أمثلة وتجارب عملية توضح مجالات المشاركة الفاعلة للشباب والشابات في منع التطرف العنيف، ومساهمة هذه المشاركة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف.