اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢١ أذار ٢٠٢٥
مؤيّد الضويحي (يُعرف أيضًا بلقب أبو نزار) هو شخصية محلية من مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، برز اسمه خلال سنوات الحرب السورية كأحد قادة المليشيات الموالية لإيران في المنطقة وتم القبض عليه من قبل الأمن العام بحسب إعلان رسمي يوم الخميس.
لا يُعرف الكثير عن حياته قبل اندلاع الصراع، إلا أن نفوذه تصاعد بعد سيطرة قوات النظام السوري وحلفائه على الميادين عام 2017، حيث استغل الفراغ الأمني وعلاقاته الجديدة مع الحرس الثوري الإيراني لتأسيس نفوذ عسكري واقتصادي خاص به.
من هو مؤيد الضويحي؟
افتتح الضويحي متجرًا لمواد التجميل في سوق الميادين، لكنه استخدمه كواجهة لنشاطات غير قانونية لاحقًا.
ومع مرور الوقت، أصبح الضويحي أحد أبرز قادة المليشيات في دير الزور، معتمدًا على دعم إيران للارتقاء من شخص مغمور إلى قائد ميليشيا يتمتع بسطوة أمنية واقتصادية في منطقته.
دوره في لواء السيدة زينب» وأنشطته
قاد مؤيّد الضويحي ميليشيا محلية تُعرف باسم «لواء السيدة زينب» (ولاحقًا «فوج السيدة زينب» بعد تغيير التسمية) والتي تنشط في مدينة الميادين وريفها.
تأسست هذه الميليشيا في فترة ما بعد طرد تنظيم داعش، ضمن استراتيجية إيران لتجنيد أبناء المنطقة في تشكيلات عسكرية تابعة لها.
وتمكن الضويحي عبر «لواء السيدة زينب» من تجنيد مئات الشبان من أبناء دير الزور، مما أكسبه نفوذًا واسعًا وامتيازات خاصة من قيادة الحرس الثوري الإيراني.
تولّت مجموعته مهام تأمين بعض المواقع في الميادين، والمشاركة في الحملات ضد فلول داعش في البادية السورية، إلى جانب دعم أنشطة إيران في نشر المذهب الشيعي في المنطقة.
وقد أرسل الضويحي عناصر من مقاتليه إلى منطقة السيدة زينب في ريف دمشق لحضور دورات عقائدية ودينية في الفقه الشيعي لمدة شهر، تنفيذًا لتوجيهات من الحرس الثوري.
تهريب وتجارة غير مشروعة
لم يقتصر نشاطه على الجانب العسكري والديني فحسب، بل انخرط أيضًا في الأعمال التجارية غير المشروعة في منطقته؛ حيث احتكر عمليات التهريب والتجارة في الميادين. وبحسب التقارير، كان الضويحي الشخص الوحيد المسموح له بتهريب البضائع (مثل الأحذية والملابس والمواد الغذائية) إلى المدينة، مستفيدًا من الحصانة والنفوذ الممنوح له.
كما تشير معلومات محلية إلى أنه حول متجره في الميادين إلى مستودع لبيع المخدرات (الكبتاغون)، مستغلًا نفوذه لمنع أجهزة الأمن السورية من تفتيش موقعه عدة مرات.
هذه الأنشطة عززت قوته المالية، لكنها أثارت استياء الأهالي بسبب ما سببته من ارتفاع كبير في الأسعار نتيجة احتكاره لإدخال السلع وفرضه إتاوات على التجار.
علاقته بإيران والفصائل المدعومة منها
حظي الضويحي بدعم إيراني مباشر، مما جعله أحد أهم وكلاء الحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا. . ميليشيا «فوج السيدة زينب» التي يقودها تتبع بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني ويتم توجيهها من مكتب في منطقة السيدة زينب بدمشق.
وبفضل ولائه ونجاحه في التجنيد، منحته إيران امتيازات استثنائية، منها الجنسية الإيرانية واسم حركي إيراني (لقب «الحاج جواد») الذي عُرف به داخل الأوساط الموالية لإيران.
كما منحه الحرس الثوري لقب «سلمان» مكافأةً على ولائه، وهو لقب يُخصص عادة للقادة الإيرانيين أو الأجانب (من أفغان وباكستانيين) في صفوف الميليشيات الشيعية، ما جعل الضويحي أول قيادي محلي ينال هذا التشريف.
ظهر الضويحي بشكل منتظم إلى جانب شخصيات إيرانية رفيعة في دير الزور، مثل حضوره اجتماعات مع قادة في الحرس الثوري (منهم من يُعرف بـ«الحاج حسين» مسؤول قطاع الشرق بدير الزور).
توثقت صلته أيضًا بميليشيات شيعية أجنبية، إذ وُصف بأنه يقود مجموعات محلية تابعة لميليشيا «زينبيون» الباكستانية في الميادين.
اتُهم الضويحي بالتورط في بيع أسلحة وذخائر من مستودعات ميليشياه بشكل غير مشروع، إضافة إلى بيع بطاقات أمنية وعسكرية تحمل اسم ميليشيا «الدفاع المحلي» لأشخاص مدنيين مطلوبين أمنياً مقابل مبالغ مالية كبيرة.
حتى الحرس الثوري الإيراني لاحقه
وُجهت للضويحي تهمة تهريب مطلوبين للنظام من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (شرق الفرات) نحو الميادين لقاء رشاوى.
هذه الاتهامات دفعت سابقًا جهازًا أمنيًا تابعًا للحرس الثوري (يُعرف محليًا باسم «الأمن العلوي») إلى التحقيق معه واعتقاله لفترة وجيزة في منتصف عام 2024.
وعلى الرغم من إفراج الحرس الثوري عنه آنذاك وإعادته إلى منصبه، فإن تكرار هذه المخالفات وتقارير استمرار الضويحي باستغلال نفوذه (خصوصًا في تجارة الكبتاغون وتهريب البضائع) جعلته هدفًا لعيون أجهزة أمن النظام السوري. يُضاف إلى ذلك اتهامه بمنح هويات لمنتسبين وهميين («التفييش») وتسجيل أسماء عناصر غير موجودين على الأرض للحصول على رواتبهم لحسابه الخاص، الأمر الذي اعتبرته سلطات النظام إخلالًا بالنظام العسكري وهدراً للمال والذخيرة.
كذلك، تشير تقارير مستقلة بينها موقع «عين الفرات» إلى تورط الضويحي في التعامل مع عناصر من تنظيم داعش سابقًا، عبر تمرير بعضهم وتأمين بطاقات لهم مقابل المال، ما يمثل خطراً أمنياً كبيراً.
بناءً على هذه المعطيات، يمكن القول إن اعتقاله جاء نتيجة تراكم ملفاته السوداء: من فساد مالي وإداري، إلى تهريب وتجارة ممنوعة، وحتى تجاوز خطوط حمراء تتعلق بالتنسيق مع مطلوبين أمنيًا. وربما رأت أجهزة النظام أن إبقاءه طليقًا رغم كل ذلك لم يعد ممكنًا، خاصة بعدما أصبح عبئًا حتى على داعميه الإيرانيين الذين بدأوا بالتحقيق في تجاوزاته منذ أواخر 2023.