اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣١ أيار ٢٠٢٥
تفاصيل مثيرة.. هذا ما تفعله طائرات إسرائيل فوق لبنان
لا يكاد يمرّ يوم على سكان القرى الحدودية جنوب لبنان دون أن يشاهدوا طائرة مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق رؤوسهم، ترصدهم وتتابع تحركاتهم بتفاصيل دقيقة، في مشهد بات مألوفاً ومقلقاً في آنٍ واحد، يعكس واقع الخروقات الإسرائيلية المستمرة للأجواء اللبنانية.
في بلدة راميا الحدودية، يصف محمد صالح، أحد أبناء البلدة، شعوره حينما كانت طائرة درون تراقبه أثناء عمله داخل مقبرة البلدة. يقول: 'تحلق الطائرة على ارتفاع لا يتجاوز المترين، وتتابع وجوهنا وكل ما نقوم به، ثم تعود إلى موقعها قبل أن تعود من جديد بعد ساعة لتواصل المراقبة'. ويضيف بأسى: 'نشعر أننا مكشوفون بالكامل في بلدنا، وهذا أمر مقلق جداً'.
المشهد ذاته يتكرّر في ميس الجبل، حيث يروي إبراهيم عيسى كيف لاحقته إحدى المسيّرات حينما غيّر سيارته أثناء توجهه إلى مزرعته. 'تابعتني الطائرة حتى وصلت، ثم غادرت بعد أن انكشفت أمامها'، يقول عيسى، مضيفاً أن الأمر يتكرّر حتى في تفاصيل الحياة اليومية البسيطة، كخروجه لتفقد الأبقار أو فتح نافذة في منزله.
ورغم القلق المتزايد، يشير السكان إلى أنهم باتوا يتعايشون قسراً مع هذا الواقع، وإن لم يخفوا انزعاجهم من انتهاك خصوصيتهم بشكل مستمر. فالمسيّرات، كما يصفها الأهالي، لا تفارق السماء، وتلاحقهم في كل تحرك، داخل المنازل وخارجها، لدرجة تجعل التفكير في أي خطوة مسبوقة بتوجس: 'نحسب حساب الكاميرا في كل حركة'.
من جانبه، يؤكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والمختص في الاتصالات محمد عطوي، أن للمسيّرات الإسرائيلية قدرات استخبارية متطورة، إذ تحمل أجهزة استشعار وكاميرات عالية الدقة، قادرة على نقل صور مباشرة إلى غرف العمليات في الداخل الإسرائيلي. ويضيف: 'يُجري الإسرائيليون مقارنة بين الصور الملتقطة ومخزون معلوماتي ضخم لديهم، يتضمن خرائط ومواقع وأشخاص، ليبنوا على أساسه قراراتهم الأمنية والعسكرية'.
ويحذر عطوي من أن الخطر لا يقتصر على الطائرات المسيّرة فقط، بل يشمل أيضاً الأقمار الصناعية وأجهزة التنصت الثابتة التي تُزرع في الأودية والممرات، وتُموّه بشكل يصعب كشفه، مشيراً إلى أن 'الاتصالات والإنترنت في الجنوب اللبناني مراقبة بشكل شبه كامل'.
في ظل هذا الواقع، تبقى الأجواء اللبنانية مسرحاً مفتوحاً للطائرات المسيّرة، فيما يطالب المواطنون بتدخل دولي فعّال يضع حداً لهذه الانتهاكات المستمرة لسيادة لبنان وكرامة شعبه.