اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٥
بنشاطٍ وزخمٍ واضحَين انطلقت بلديّة جبيل المُنتخبة حديثًا بعملها، لتحقيقِ ما وعدت بهِ ابناءَها والراغبين بزيارةِ المدينة، وهُم كثرٌ طبعا. وأولى القرارات كانت إجراءاتٍ مشدّدة على طول شاطئ جبيل، بالتوازي مع بدء موسم الصيف، لتنظيم وضبطِ الكثيرِ من المشاهد غير المحبّبة التي سادت في السابق والحفاظ على صورةِ جبيل كوجهةٍ سياحيّة راقية. فما القصّة؟ وما هي هذه الإجراءات المستحدثة؟
تحت عنوان خطوط حمر على الخط الازرق، أعلنت البلدية عن سلسلةٍ من الممنوعات على الشاطئ، منها السباحة بعد الثامنة ليلا وإدخال الحيوانات والنرجيلة، داعيةً كل من يرغب بارتياد الشاطئ ان يلتزم باللّباس المخصّص للسباحة فقط لا غير. كما شددت على منع إدخال المشروبات الروحيّة والشماسي والكراسي والطاولات، والمأكولات التي تحتاج إلى الطهي، منبّهة روادّ الشاطئ إلى ضرورة توضيب نفاياتهم الشخصية ورميها في المستوعبات والامتناع عن تركِها على الشاطئ.
توضحُ عضو بلدية جبيل إليز مرهج أن جبيل تملكُ اكبرَ شطوطٍ وأكثرها مجانية على مساحة لبنان كله، وان سلسلة الإجراءات المتخذة هدفها إرساء أمن رواد الشاطئ وسلامتهم، كما لمواكبة الحضارة التي تتميّز بها المدينة وحتى تستقبل زوّارها بأجمل حلّة وأنظفها، مشيرة في هذا الإطار إلى أن منعَ إدخال الحيوانات مثلا، جاء على خلفية عددٍ من الحوادث التي وقعت في السابق، فليس كل الحيوانات أليفًا. وتشدد هنا على أن الشاطئ هو من مسؤولية البلدية وأيّ تقصيرٍ أو حادثٍ، ستكون هي المسؤولة عنه والمُلامة الاولى، ومن هنا المنطلق جاءت هذه الإجراءات.
أما في ما يتعلّق بالمأكولات، فتوضح مرهج في حديث لموقع MTV الالكتروني، أن السندويشات الباردة والشيبس والشوكولا ليست ممنوعة، إنما إقامة الـPICNIC على الشاطئ، وكل ما من شأنه أن يشكل خطرا على الموجودين هناك كالمشاوي والمنقل والكحول، مؤكدة في الوقت عينه أن استئجار الكراسي والحاجات المطلوبة من أجل تأمين الراحة على الشاطئ سيكون متاحًا وبأسعارٍ مدروسة ومنظمة، بحيث تكون بمقدور الجميع.
وللتأكد من تطبيق كل ما سبق ذكره، ستنتشر شرطة البلدية على طول الشاطئ الجبيليّ، إضافةً إلى رجال أمن إضافيين وعُمّال الإنقاذ البحري أو ما يُعرف بالـmaitre nageur، لتأمين سلامة الجميع، ولن يسلم المخالفون من غراماتٍ وضعتها البلدية حتى تكون دافعًا إضافيا لالتزام الإجراءات.
جبيل ما رح تنام، عبارةٌ تختصر فيها مرهج ما يتمّ التحضير له في مدينة الحرف لاستقطاب الجميع من مختلف الاعمار هذا الصيف، وتضيف: الموسم واعدٌ وسيكون زاخرا بالمشاريع والمهرجانات التي ستمتدّ طوال الصيف، والبداية ستكون مع نشاطٍ مميز ومتنوّع يبدأ اليوم في الحديقة العامة ويستمرّ حتى الاحد، لذلك ندعو كل اللبنانيين إلى جعل جبيل وجهةً أساسية لهم.
نسألها عن قلعة جبيل التي تحوي كنوزا من التاريخ والتي تعاني من الإهمال، رغم ان بإمكانها أن تكون مقصدا أساسيا للوافدين ليس فقط إلى جبيل إنما إلى لبنان عموما، فتكشف عن برنامجٍ وضعتهُ البلدية لإحياء القلعة وتفعيل مكانتها سياحيا، مع إجراء بعض التعديلات اللوجستية مثل تمديد أوقات الزيارة وربما إقامة بعض المهرجانات داخلها.
لا تحتاج جبيل إلى الكثير من الدعاية، فالجغرافيا والتاريخ والثقافة إرثٌ عظيم تحمله المدينة بكلّ فخرٍ ورقيّ، ومن دون شك فإن كلّ ما يُحضّر لها سيزيدها بريقًا وتألّقا وانتعاشا، حتى تطلّ بالصورة الاجمل، فتكون يومًا عن يوم، قولا وفعلا... جبيل أحلى وأحلى.