اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
يتحوّل التركيز السياسي والدبلوماسي اعتبارًا من اليوم إلى نيويورك، بعد مغادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون والوفد المرافق بيروت متوجّهين إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الدورة العادية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتُعد هذه الزيارة الأولى للرئيس عون إلى نيويورك منذ تسلّمه مهامه في قصر بعبدا مطلع العام الجاري.
وقد سبق وصوله لقاء جمع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقر المنظمة الدولية، حيث جدّد الأخير دعم الأمم المتحدة لموقف الحكومة اللبنانية بشأن بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
وفي السياق، لفتت أوساط بعبدا عبر 'الأنباء الالكترونية' إلى أنّ الكلمة التي سيلقيها الرئيس عون في الأمم المتحدة قد لا تختلف كثيراً عن الخطاب الذي ألقاه في الدوحة قبل أيام أثناء مشاركته في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية. وهو سيركز حتماً على تصعيد القصف الإسرائيلي غير المبرر ضد لبنان وتحديداً في الجنوب الذي يشهد حرباً حقيقية وينذر بالأسوأ. إذ لم تبقَ قرية أو مدينة في محافظتي الجنوب والنبطية إلا وكانت هدفاً مباشراً لإسرائيل ما أدى إلى سقوط قتلى وعدد كبير من الجرحى. إضافة إلى الخسائر الجسيمة في الممتلكات وأرزاق المواطنين.
وكشفت أوساط بعبدا عن مجموعة لقاءات سيعقدها الرئيس عون لهذه الغاية مع عدد من رؤساء العالم إما من خلال المشاركة في أعمال الجمعية العامة، أو من خلال اللقاء المرتقب للدول المشاركة في اجتماع القمة المزمع عقدها في نيويورك بدعوى من فرنسا والسعودية لإعادة إحياء مبادرة حل الدولتين، التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز في القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2001. ومن المتوقع أن يطلب عون من الدول المشاركة في عملية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وممارسة المزيد من الضغوط لوقف خروقاتها على لبنان.
وسيكون للبنان حصة كبيرة في أسبوع نيويورك، لا سيما وأن لقاءات عدة ستجمع عون بقادة العالم على هامش اجتماع الأمم المتحدة.
كما أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ'اللواء' أنه إذا كان الحدث يتمحور حول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وما يرافقها من لقاءات ولا سيما بشأن حل الدولتين بمبادرة سعودية وفرنسية، إلا أنّ مشاركة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فيها ستجعل الملف اللبناني يأخذ حيِّزاً من الاهتمام انطلاقاً من الخطاب الذي يلقيه ويسلط الضوء فيه على المقاربة الرسمية لمجموعة قضايا خارجية ومحلية تستدعي المتابعة الدولية.
ورأت المصادر أنّ عودة لبنان على الخارطة الدولية هي إنجاز بحد ذاته، وقالت أنّ الرئيس عون سيتحدث عن الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة وخرق آلية وقف إطلاق النار واحترام لبنان للقرارات الدولية وتفاصيل أخرى.
وعشية سفره اليوم إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض الرئيس عون مجمل هذه الملفات مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خصوصاً التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الخروقات الإسرائيلية في بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات.
وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الخروقات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات.
ويبقى الوضع في لبنان محط أنظار المراقبين في ظل التصعيد العسكري والضغوط السياسية، مما يتطلب تنسيق جهود الدولة مع مؤسساتها الأمنية والعسكرية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.