اخبار لبنان
موقع كل يوم -القوات اللبنانية
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٣
تسجل في الفترة الأخيرة ظاهرة مؤلمة تتمثل بالعثور على أطفال حديثي الولادة في مكبات للنفايات، أو إلى جانب الطرقات، أو تحت الجسور، أو بالقرب من دور رعاية للأيتام وغيرها. وبقدر ما تشكل هذه الظاهرة من حرقة، بقدر ما تؤشر إلى المندرجات التي بلغتها الأوضاع الاجتماعية في لبنان.
اختصاصيون في الشؤون الأسرية والعائلية، استطلع موقع القوات اللبنانية آراءهم بما يحصل على هذا الصعيد، يجمعون على أن 'هذه الظاهرة المؤلمة جداً، تعطي إشارات مخيفة عن مستوى الحالة المعيشية التي تعانيها بعض العائلات من الطبقات المعدومة والفقيرة، بحيث باتت غير قادرة على تأمين معيشة طفل جديد في العائلة'.
الخطير في المسألة ما كشفه البعض من هؤلاء، على تواصل مع الوزارات والمؤسسات العامة المعنية بمتابعة الأوضاع السكانية والاجتماعية، بأن 'الدولة شبه غائبة عن القيام بواجباتها، وتتعاطى مع القضية من منظار روتيني بيروقراطي يقارب حدَّ الاستخفاف والاستهتار'.
'التحجج بالوضع الحالي والأزمة المالية والنقدية التي يعيشها لبنان وعجز الدولة، لا يبرِّر لها عدم الاستنفار للاهتمام أكثر بالطبقات الفقيرة'، وفق الاختصاصيين، الذين يشيرون، إلى أن 'لا ثقة بالدولة الحالية، فمؤسسات دولية عدة تقدِّم مساعدات كثيرة ومستعدة للانخراط أكثر في مساعدة الطبقات المحتاجة، لكن عدم جدية الوزارات المعنية يجعل تلك المساعدات تضيع في غياهب الفساد أو تذهب إلى غير مستحقيها'.
لا ينفي الاختصاصيون، أن 'بعض الحالات التي نشاهدها، قد تكون عائدة لأسباب اجتماعية محلية، أو ناتجة عن علاقات غير شرعية في مجتمعات ضيقة محافظة. لكن لطالما عُرف عن المجتمع اللبناني عامةً تمسُّكه بالعائلة وبالأطفال ورعايتهم وحمايتهم، بحيث يفني الأهل أعمارهم بتوفير أفضل معيشة لهم على حساب متطلباتهم ورغباتهم الخاصة'.
يضيفون، 'كم منا يعرف أهالي باعوا أراضيهم ومحلاتهم وسياراتهم لتأمين معيشة لائقة لأطفالهم، ولوضعهم في أفضل المدارس وعدم حرمانهم من أي شيء؟ وعلى الرغم من الأزمة المالية والمعيشية الخانقة المتفاقمة منذ نحو 4 سنوات، لا تزال مجموعة القيم العائلية اللبنانية صامدة، ولطالما قيل إن ما ساعد اللبنانيين على الصمود في وجه الأزمة هو تضامن وتماسك العائلة اللبنانية'.
بناء على ذلك، 'إن ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة المفجعة في مكبات النفايات، لا يمكن اختصارها بمسائل اجتماعية وحالات ربما تحصل في بعض المجتمعات، بل هي مؤشر على المنحدر الخطر الذي وصلت إليه الأوضاع المعيشية. بالتالي، على المعنيين التنبه لخطورة ما يحصل، فالجوع قاتل ولا يرحم، قبل أن يداهمنا الانفجار الاجتماعي الكبير'، بحسب الاختصاصيين ذاتهم.