اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
واصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف.
وزار الرئيس عون في اليوم الثاني، الثلاثاء، رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف في مقر رئاسة الحكومة البلغارية، وعقد معه اجتماعا حضره عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وسفيرة لبنان لدى بلغاريا رحاب ابوزين، والمستشارون: العميد اندريه رحال، جان عزيز والعميد الطيار زياد هيكل، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. وضم الجانب البلغاري وزير الخارجية جورج جورجييف، والسفير البلغاري في لبنان اياسن توموف، وعددا من معاوني رئيس الحكومة.
في مستهل اللقاء، رحب الرئيس جيليازكوف بالرئيس عون في بلغاريا، والتي تتزامن مع اقتراب مناسبة مرور 60 عاما على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وقال: «اننا نتابع التطورات في لبنان، والجهود التي تبذلها مع الحكومة للوصول إلى حلول للأوضاع الراهنة والتي لا بد ان تحمل حلولا سياسية بفضل رعايتك وقيادتك للبلد الصديق لبنان».
ورد الرئيس عون شاكرا رئيس الحكومة البلغارية على ترحيبه، مشددا على الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة. وقال: «هناك اتفاقات وقعت قبل سنوات، تحتاج إلى اعادة نظر أو تفعيل، نظرا للتطورات التي شهدها لبنان في السنوات الماضية». وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن يأخذ التعاون بين البلدين مداه، لاسيما في المجالات العسكرية والتربوية والثقافية والمعلوماتية، وما يتفرع عنها.
وأشار إلى ان لبنان يتطلع إلى عودة الطيران البلغاري إلى بيروت لتأمين التواصل بين العاصمتين اللبنانية والبلغارية بدلا من الاضطرار إلى استعمال خطوط غير مباشرة والتنقل من مكان إلى آخر، مقترحا ارسال لجنة بلغارية إلى بيروت للاطلاع على الاوضاع عن كثب، وتحديد الحاجات والاجراءات العملية لتحقيق ذلك.
وبالنسبة إلى المواضيع الاخرى، تقرر ان يلتقي وزيرا خارجية البلدين لوضع مذكرة تفاهم تتناول المواضيع كافة.
وتطرق البحث إلى الأوضاع في المنطقة، فأكد الرئيس عون «ان لبنان المستقر والآمن يريح الدول الأوروبية ويمنع الاختراقات التي يمكن ان تسبب إرباكات أمنية او اجتماعية». كما عرض رئيس الجمهورية الواقع الاقتصادي في لبنان والاصلاحات التي تعتمدها الحكومة اللبنانية في المجالات المصرفية والمالية والاجتماعية.
وعن الوضع في الجنوب، تحدث الرئيس عون عن استمرار إسرائيل في انتهاك الاتفاق الذي اعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الأعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وإبقاء احتلالها لأراض لبنانية وعدم اعادة الأسرى اللبنانيين. وأضاف رئيس الجمهورية ان لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة على الضغط على إسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نتيجة إيجابية.
وشرح الرئيس عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الأمني في البلاد وهو أفضل مما كان عليه في السابق.
وتم خلال اللقاء، التداول في سبل تطوير العلاقات بين الجانبين اللبناني والبلغاري، فأكد رئيس الحكومة على رغبة بلاده في العمل على اقامة افضل العلاقات بين لبنان وبلغاريا، مقترحا تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة، ولجان أخرى تعنى بالنقل والتربية والثقافة والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى عقد لقاءات مع رجال الاعمال بين البلدين، «بذلك نتوج مرور 60 عاما على العلاقات بين بلدينا في جهد مشترك نحو الأفضل، فضلا عن إقامة مشاريع اوروبية مشتركة».
ومن مقر رئاسة الحكومة، انتقل الرئيس عون إلى مقر رئاسة مجلس النواب حيث كانت في استقباله رئيسة المجلس رايا نازاريان، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس يورانكا فرداكوفا، والمسؤول عن الجلسات قسطنطين انجيلوي، والسفير البلغاري في لبنان.
ورحبت الرئيسة نازاريان بالرئيس عون، معتبرة ان زيارته إلى بلغاريا سوف تدفع بالعلاقات بين البلدين إلى الامام، وتعمق علاقات الصداقة بين الشعبين اللبناني والبلغاري. وأشارت إلى ان العلاقة بين مجلسي النواب اللبناني والبلغاري تعود إلى ما قبل العام 2000، «وانا مستعدة لإعادة تفعيلها ولقاء رئيس المجلس اللبناني نبيه بري، متمنية ان تنقل اليه دعوتي لزيارة صوفيا».
وأشارت الرئيسة نازاريان إلى وجود لجنة للصداقة البرلمانية اللبنانية- البلغارية عدد اعضائها 14 عضوا، ومن المفيد تفعيلها لما يعود بالفائدة على التعاون بين المجلسين. وأعربت رئيسة مجلس النواب البلغاري عن تقديرها للدور الذي يلعبه الرئيس عون في سبيل تحسين الاوضاع في لبنان، متمنية التوفيق في تنظيم الانتخابات النيابية المقبلة بطريقة شفافة وعادلة لما فيه مصلحة اللبنانيين.
وتحدثت فرداكوفا، فأكدت تأييد مجلس النواب البلغاري للجهود التي يبذلها الرئيس عون من اجل اعادة الاستقرار إلى لبنان والاسهام في احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط، لافتة إلى ان بلغاريا سوف تظل تسهم، من خلال عضويتها في الاتحاد الاوروبي، في دعم السلطات اللبنانية والشراكة معها في مجالات عدة، لاسيما مجالات التكنولوجيا والابتكارات والذكاء الاصطناعي.
وشكر الرئيس عون رئيسة المجلس على استقبالها، لافتا إلى ان بين لبنان وبلغاريا تاريخا طويلا من التعاون، مع التأكيد على وجود رغبة في تعزيز العلاقات بينهما في مختلف المجالات. وأكد الرئيس عون ان التنسيق قائم بين لبنان ودول الاتحاد الاوروبي، ولابد من تطوير الاتفاقات الموقعة بين لبنان وبلغاريا.
وتم خلال اللقاء، التداول في الأوضاع العامة في لبنان وسورية والمنطقة. وأشارت رئيسة المجلس إلى دعمها لإعادة الخط الجوي بين بيروت وصوفيا، معربة عن ترحيبها بالتعاون في مجال التحقيق مع مالك السفينة التي نقلت حمولة «نيترات الأمونيوم» إلى مرفأ بيروت والتي سببت الانفجار في 4 أغسطس 2020، وقالت انه في إمكان السلطات القضائية اللبنانية الاشتراك افتراضيا في التحقيق الجاري للحصول على المعلومات التي ترغب بها، وصولا إلى معرفة الحقيقة كاملة، وستتم تلبية طلبات القضاء اللبناني في هذا الصدد.
وشكر الرئيس عون رئيسة المجلس على ما أبدته حيال قضية مالك الباخرة إيغور غريتشوشكين، مشيرا إلى ان القضاء اللبناني راغب في استجوابه في محاولة لإجلاء الحقيقة حول هذه الجريمة التي هزت لبنان والعالم، وذلك بهدف معرفة المزيد من التفاصيل التي من شأنها ان توضح ملابسات نقل حمولة الباخرة إلى بيروت، وسبب بقائها في المرفأ.











































































