اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
فيروس 'مقلق' يضرب بقوة في لبنان… هل من داع للهلع؟
في ظلّ الانهيار الصحي المتفاقم، ومع التراجع المستمر في مستوى الخدمات العامة من مياه نظيفة، مراقبة غذائية، ورعاية طبية، برز خلال الأيام الماضية انتشارٌ مقلق لفيروس “الروتا”، لا سيما بين الأطفال، ما أثار موجة من القلق والخوف في أوساط الأهالي، وسط تسجيل إصابات متعدّدة، استدعت إدخال عدد من الحالات إلى المستشفيات لتلقّي العلاج، في ظاهرة تُسجّل للمرة الأولى بهذا الزخم.
في هذا الإطار، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية السابق، الدكتور عاصم عراجي، في حديث صحافي'، أنّ لبنان يشهد حاليًا انتشارًا واسعًا وغير مسبوق لفيروس 'الروتا'.
أسباب الانتشار
وأشار عراجي إلى أن تفاقم هذه الأزمة يعود إلى مجموعة من العوامل البيئية والصحية الخطيرة، أبرزها:
تلوّث المياه المستخدمة للشرب أو الريّ.
تناول الخضار غير المغسولة جيدًا.
استهلاك اللحوم النيئة أو غير المطهية بالشكل الصحيح.
وأوضح أنّ الفيروس يصيب جميع الفئات العمرية، لكنّ الخطر الأكبر يطال الأطفال، الذين يُظهرون أعراضًا أكثر حدة وتدهورًا سريعًا، خاصة في حال فقدان كميات كبيرة من السوائل.
الأعراض والمضاعفات
تتمثّل الأعراض الأساسية للإصابة بفيروس الروتا في:
إسهال شديد ومستمر.
ارتفاع في حرارة الجسم.
شعور بالغثيان والتقيؤ.
آلام حادة في البطن.
جفاف شديد ناتج عن فقدان السوائل.
ونبّه عراجي إلى أنّ إهمال هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها الجفاف الحاد، الذي قد يتسبّب في خلل بوظائف الكلى، ما يتطلب إدخال المريض إلى المستشفى بشكل طارئ.
متى يجب زيارة الطبيب؟
شدد عراجي على ضرورة مراقبة الطفل بدقة، والتوجّه إلى الطبيب فورًا في الحالات التالية:
الإسهال الدموي أو التقيؤ المتواصل لأكثر من 3 ساعات.
ارتفاع حرارة الجسم إلى أكثر من 39.5 درجات مئوية.
ظهور علامات الجفاف مثل جفاف الفم، غياب الدموع أثناء البكاء، نقص التبول، أو النعاس الشديد.
طرق العدوى والوقاية
من أبرز خصائص فيروس الروتا سهولة انتقاله من شخص إلى آخر، خصوصًا عبر اليدين والأسطح الملوّثة. وأكّد عراجي أنّ العدوى قد تنتقل من خلال لمس المصاب لأسطح دون غسل اليدين، ومن ثمّ ملامسة أشخاص آخرين لها. لذا، تُعدّ الوقاية الأساسية مرتبطة بالنظافة الشخصية، خصوصًا غسل اليدين جيدًا بالصابون بعد استخدام المرحاض أو تغيير حفاضات الأطفال.
العلاج
لا يوجد علاج نوعي مباشر للفيروس، بل يُعتمد على:
الراحة.
تعويض السوائل المفقودة.
استخدام خافضات الحرارة مثل 'البنادول'.
وشدّد عراجي على أن التركيز الأساسي يجب أن يكون على منع حدوث الجفاف، الذي يُعدّ العامل الأخطر في حالات الإصابة.
أما عن مدّة الإصابة، فعادةً ما تزول أعراض فيروس الروتا تلقائيًا خلال فترة تتراوح بين 3 و8 أيام، إلا أن الخطورة تكمن في مرحلة الجفاف، التي قد تتفاقم سريعًا لدى الأطفال إذا لم يُعالج الوضع منذ بدايته