هاشمية: أنا متطرف بالإعتدال وأعمل بتوجيهات الحريري

أكد رئيس جمعيتي 'بيروت للتنمية الاجتماعية' و'إمكان' أحمد هاشمية أن لا طموح لديه لأي منصب أو مركز، مشيرا الى تفعيل المشاريع في كل المناطق يتم بتوجيهات الرئيس سعد الحريري. وكشف عن مشروعين للجمعيتين، الأول افتتاح ٦ مستوصفات في المناطق اللبنانية وضمنها بيروت للرعاية الصحية بعد عيد الفطر، والثاني التحضير لافتتاح استهلاكية في بيروت بالتنسيق مع وزارة الزراعة.

كلام هاشمية جاء في مقابلة عبر اذاعة 'الشرق' مع الاعلامي يقظان تقي ضمن برنامج 'الماغازين السياسي'، تناول فيه أبرز المشاريع التي يعمل عليها، والنشاط التي يقوم بها مع فريق عمل الجمعيتين.

وقال هاشمية: 'الرئيس سعد الحريري علّق عمله السياسي لكنه لم يعلّق العمل لخدمة اللبنانيين والوقوف بجانبهم وهذا عملنا عبر الجمعيتين'، مضيفاً: 'المشاريع التي تقام هي لكل المناطق اللبنانية، خاصة أن الاعتدال أساس مدرستنا'.

ورداً على سؤال، لفت الى ان 'تمويل الجمعيتين ذاتي... والله يطول بعمر الرئيس سعد الحريري'.

وقال: 'كان من المفترض ان تكون برامجنا قائمة على تنمية القدرات البشرية واقامة المشاريع طويلة الامد، بالاضافة الى برامج تواكب الحداثة في العالم، لكن في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية التي فرضت نفسها على اللبنانيين، جعلتنا نسعى الى برامج مرتبطة بتأمين الحد الادنى من مقومات الحياة لدى اللبنانيين، من الغذاء الى الصحة، التربية لكن المؤكد لا يوجد جهة باستطاعتها ان تحل مكان الدولة، وعندما علق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي كان نقاشنا معه حول المرحلة التي ستلي هذا التعليق، والخطوة المقبلة التي سنقوم بها، لذلك أكد الرئيس الحريري في رده ضرورة البقاء الى جانب الأهالي ومساندتهم والاهتمام بشؤونهم بعيداً عن العمل السياسي التقليدي، وان نستمر بخدمة الناس وهذا ما يحصل، وفي هذه الفترة كُثفت برامجنا وارتفع منسوب خدمتنا'.

وذكّر هاشمية بان جمعية 'بيروت للتنمية الاجتماعية' أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1998، وتوقفت في العام 2005، وبعد تعليق العمل السياسي للرئيس سعد الحريري، تم احياء هذه الجمعية من اجل العمل ضمن المؤسسات الاجتماعية، وتم التركيز على العمل الاجتماعي على مساحة الوطن ككل في الجمعيتين 'بيروت للتنمية الاجتماعية' و'امكان'، مشيراً الى ان 'هذه الاخيرة انطلقت ومركزها الاساسي في طريق الجديدة، لكنها ممتدة على كل المناطق اللبنانية، وفي بدايتنا حصلنا على شهادة الـ ISO، كما قمنا بشراكة مع مركز الملك سلمان للاغاثة وتطور بعد ذلك وقمنا بشراكة مع مؤسسة خليفة'.

وكشف هاشمية انه 'سيجري افتتاح 6 مستوصفات للرعاية الصحية في مناطق منوعة، ومنها بيروت حكماً بعد عيد الفطر، وعملنا قائم بالتنسيق مع وزارة الصحة، وهي مستوصفات لدعم الانسان وتأمين مقومات الصمود، ولدينا مراكز في بلدان من اجل التواصل مع المؤسسات المانحة، ونبني شراكات مع الخارج، لكن اليوم نؤكد أن تمويلنا ذاتي ولم نأخذ حتى اليوم دولارا واحداً من احد، فشراكتنا مع الدول والمنظمات هي على الأهداف وخصوصاً هدفنا القائم على مساعدة الانسان'.

وعن مبادرة بطاقة التأمين الصحية للمشايخ في لبنان، قال هاشمية: 'بعد بطاقات التأمين للعلماء والمشايخ في بيروت وجهاز دار الفتوى، انطلقنا بالتحضير لصندوق تعاضد صحي بالتنسيق مع سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان للعلماء والمشايخ وأئمة المساجد في مناطق عدة، وقريباً في كل لبنان، وكل ذلك بتوجيهات الرئيس سعد الحريري ونتمنى له السلامة والصحة'.

وكشف عن 'إتمام المرحلة التحضيرية الاولى بهدف افتتاح استهلاكية في بيروت لتكون ملجأ الهروب من ارتفاع الاسعار وستكون الاستهلاكية بأسعار رمزية وننسق مع وزارة الزراعة في هذا الشأن وستكون الاولى في بيروت وبعدها في مناطق أخرى، لكننا نواجه بعض العقبات ونعمل على تذليلها'.

وأعلن انه يوجد 'مشروع نتحدث فيه مع جامعة الدول العربية، ونناقشه مع وزير الزراعة عباس الحاج حسن ويرتبط بتنشيط الثروة السمكية. واستضافت جمعية 'امكان' وفدا من جامعة الدول العربية، جال على كل المناطق اللبنانية، لمعرفة اين يمكننا انشاء مزارع سمكية، وقدموا لنا تقريرا بذلك، وهم مستعدون لارسال مدربين لتدريب الناس'.

وشدد هاشمية على 'أننا جمعية انمائية ليس لدينا مشكلات مع اي طرف وفي الازمات قلب واحد ويد واحدة'.

وبالنسبة للمساعدات اليومية التي تقدمها الجمعيتان قال هاشمية: 'السلة الغذائية التي نقوم بها هي من عادتنا السنوية خلال شهر رمضان، بالاضافة الى الافطارات لدور الايتام وافطاراتنا الشعبية، فضلا عن المساعدات المادية'.

وحول وجود جمعيات تستفيد على حساب الناس، أشار هاشمية الى ان 'بيروت، مع الأسف، تدفع أثمان الأزمة التي حصلت من خلال وجود أشخاص يستغلون فقر ووجع الناس من أجل الوصول الى طموحات وأهداف شخصية او سياسية، ونقلنا رسالة لهؤلاء الاشخاص أن بيروت أكبر من طموحاتهم الصغيرة وكراسيهم وان اللبنانيين لديهم كرامة وما بينشروا وما بينباعوا، ورسالتنا في الخطاب الاخير واضحة: وحدتنا من تقوي بيروت ولبنان'.

أضاف: 'أقولها بصراحة ليس لدي اي طموح سياسي او سعي لمناصب او كراسي، وهذا يساعدني على العمل الاجتماعي بشفافية ومصداقية ولا أريد الا رضى الله وخدمة الاخر'.

وتابع رداً على سؤال: 'نعم انا لبناني سعودي واؤمن ايضاً بسياسة المملكة العربية السعودية ورؤية سمو الأمير محمد بن سلمان ٢٠٣٠ التي نقلت المملكة إلى مرحلة متقدمة وأرى أنها ستصل لبنان لأنه جزء من الرؤية، وستصل لكن عند انتهاء الأزمة لدينا، وخطة 2030 ستنتهي قبل تاريخها المحدد بسبب نشاط الامير محمد والفريق المحيط به'.

ونفى هاشمية وجود اي خلاف مع الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، وقال: 'كل ما قيل عن خلاف بيني وبين احمد الحريري هو حكي فاضي وعملي اجتماعي ولا علاقة لعملي بالسياسة، وكلنا نعمل بتوجيهات من الرئيس الحريري'.

‏سُئل هاشمية عن المساعدة التي قدمها لسكان الكرنتينا والمناطق المجاورة للمرفأ بعد الإنفجار، فقال: 'استطعنا ترميم 2362 وحدة سكانية في الكرنتينا، من دون اي مساعدة أو دعم مادي من أي طرف، تمويلنا ذاتي كما ورممنا منازل في الاشرفية، ووضعنا محطات لتأمين المواد الغذائية للأهالي، وكانت التكلفة عالية، واستعنا بمهندسين موجودين في شركة اوجيه و'جينكو تعاونوا معهم'.

وإذ أكد على 'أننا لا نميز بين مواطن وآخر أو منطقة وأخرى' وصف نفسه بـ' متطرف في الاعتدال'.

وتطرق هاشمية الى انفجار خزان المازوت في طريق الجديدة وقال: 'في تلك الفترة قمنا بترميم المنطقة وبإستئجار شقق مفروشة ووضعنا السكان فيها ريثما ينتهي الترميم. وبمبادرة من السيد جهاد العرب قام بتجهيز وترميم الاساسات'.

ولفت الى ان 'فريق بيروت 'للتنمية الاجتماعية' و'امكان' كبير جداً، والعدد الاكبر من المتطوعين بحيث لدينا ما يقارب 600 متطوع اختاروا لبنان ومدرسة خدمة الناس، ونساعد شبابنا للبقاء في البلد خصوصاً في هذه الازمة'.

وعن خطة الطوارئ في حال نشوب الحرب، أوضح هاشمية 'اننا وضعنا خطة طوارئ موازية للدولة من اجل مساعدتها كجمعية، نتيجة عجزها عن تلبية كل الاحتياجات، وشهدنا تجاوبا واسعا من جميع الأطراف والانتماءات السياسية في بيروت، وهذه الخطة يتخللها موضوع تأمين الامن الغذائي، الدواء والاستشفاء، ايواء اللاجئين من مختلف المناطق، في حال حصول الحرب الشاملة، ونحن جاهزون للمساعدة'.