اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
إلى المواطن اللبناني…
إلى ذاك الذي عاش كل أشكال الذلّ وتعايش معها، ذاك الذي سُرِق ونهُب وجاع وتألّم، ثم اختار أن يصمت.
نكتب إليك اليوم، لا لنعاتبك، بل لنضع المرآة أمام وجهك.. وجهك الذي اعتاد الانكسار، حتى صار الانكسار عادة.
نكتب إليك لأننا خائفون عليك منك.
نكتب إليك لأنك، رغم كل ما فُعِل بك، ما زلت تبتسم للجلاد وتصفّق للقاتل وتلوم الظروف.
أيها المواطن، كم مرّة سرقوك؟ كم مرّة داسوا على كرامتك؟ كم مرّة استغلوك، خدعوك، كذبوا عليك، فصفّقت لهم؟
كم سلعة ارتفع سعرها ولم تحتجّ؟ كم حق سُلب منك ولم تنتفض؟ كم مأساة هزّت بلدك ولم تهزّك؟
أتعلم ما هو الأخطر من الظالم؟ المظلوم الذي لا يصرخ.
الظالم يستمدّ سلطته من خوفك، من ضعفك، من سكوتك، من تطبيعك مع العجز.
هذه الكلمات ليست شماتة، بل محاولة أخيرة لإيقاظ ما تبقّى من كرامة في وطنٍ يُباد على البطيء، وأنت تشاهد بصمت.
إنها صرخة بوجه التخاذل، وسؤال كبير نضعه أمامك:
إلى متى؟
لقد سرقنا رصيدك يلّي كان بالدولار، وحوّلناه لليرة على الـ1500 ل.ل.
بـ1 تموز 2022، رجّعناه دولار على سعر المنصّة، وخسرناك، لأنك شعب 'لا بتهش ولا بتنش'.
غلّينا الخبز، وسكتّت.
غلّينا البنزين، وسكتّت.
وطّينا معاشك، وسكتّت.
غلّينا الغاز والمازوت، وسكتّت.
بطّلنا نجيب دوا مدعوم، وسكتّت.
خلّيناك تدفع كاش قبل ما تفوت عالمستشفى، وسكتّت.
قطعنا الكهربا، وغلّينا الاشتراك، وسكتّت.
غلّينا اشتراك المياه بأضعاف خيالية، وما عم توصلك المي، وبرضو سكتّت.
عملنا قسط المدارس والجامعات بالدولار، وسكتّت.
غلّينا الأكل، اللحمة، الخضار… ويمكن فكّرت تحكي، بس ما حكيت.
وقفنا الباسبورات، وسكتّت.
تذاكر الطيران تضاعفت، وسكتّت.
بانفجار المرفأ المشؤوم… حكيت، بس مش كفاية، وكأنك ما حكيت.
سرقنا رصيدك بالبنك، وسكتّت.
غلّينا رسوم الموبايل، الهاتف الأرضي، والإنترنت، وسكتّت.
صار في كتير إهانات بحقك… وبرضو ما حكيت.
عزيزي المواطن اللبناني،
أنت 'خرِج' نسرقك،
أنت بتستاهل نسرقك،
أنت شعب مخدّر، مبنّج، غايب عن الوعي…