اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتبت منال زعيتر في 'اللواء':
لم تمرّ زيارة المستشارة السياسية للرئيس الفرنسي آن كلير لو جاندر الى لبنان دون لقاء حزب الله… صحيح ان الحزب لم يحمّل اللقاء أكثر مما يحتمل بل وضعه في إطار اللقاء العادي أو الاستطلاعي، إلّا ان الأهمية تبقى في اللقاء بحد ذاته وإصرار الفرنسيين على التواصل مع الحزب في ظل محاولات حصاره دوليا وأميركيا… وفي حين نفى الحزب أن تكون في جعبة لو جاندر أي مبادرة فرنسية، حصلت «اللواء» على معلومات من مصادر موثوقة تؤكد ان الفرنسيين يؤيدون المبادرة المصرية، وان هذه المبادرة لم تسقط بخلاف كل ما تم تداوله سابقا، وان المصريين يعتزمون العودة مجدّدا الى لبنان سواء لتقديم مبادرة شاملة ومتكاملة أو لاستكمال ما طرح من نقاشات وأفكار، عبر جولة مباحثات جديدة… وفي موازاة تأكيد المصادر على ان التواصل بين الحزب والمصريين مستمر قبل وبعد المبادرة، أشارت في المقابل، الى عدم حصول أي تواصل بخصوص المبادرة تحديدا بعد زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الى بيروت أواخر تشرين الأول الماضي.
ويأتي تعمّد المصادر الكشف عن إعادة تعويم المبادرة المصرية أو لنقل استمرارها، بالتزامن مع كشف معلومات مهمة جدا حول عدم انسجام موقف المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط توم برّاك مع موقف الإدارة الأميركية، والذي قال فيه ان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع سيساعد واشنطن في القضاء على حزب الله، أكثر من ذلك، كشفت المصادر انه لا يوجد أي مؤشرات أو ما يبرّر بالأحرى أي تصعيد بين لبنان وسوريا.
وفي ظل كل هذه المعطيات، هناك ثابتة يصرُّ حزب الله على تظهيرها بأبهى حاللها، وهي العلاقة المتينة جدا التي تجمعه برئيس الجمهورية جوزاف عون، والتي يقول عنها انها تجسّد حرصهما المتبادل على حفظ السيادة.
انطلاقا مما تقدّم، يبدو حزب الله واثقا من ان ما يقال في العلن هو مجرد حملة تهويل وممارسة للمزيد من الضغوطات بطرق مباشرة وغير مباشرة لدفع لبنان لتقديم المزيد من التنازلات بعد موافقة الحكومة على القرارين الشهيرين بسحب سلاحه.
وبالعودة الى تفاصيل اللقاء الذي جمع لو جاندر مع مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، فقد أكدت المصادر المطّلعة ان اللقاء كان مناسبة لجولة أفق شاملة ونقاش في كافة المواضيع لا سيما استمرار العدوان، وقالت المصادر ان الحزب طالب الفرنسيين بالقيام بدورهم كجهة ضامنة لاتفاق وقف اطلاق النار بوقف العدوان وانسحاب العدو واستعادة الأسرى، في حين أعادت لو جاندر التأكيد أمام الحزب على الموقف الفرنسي من سلاحه وإظهار الاهتمام الدولي بحل هذه المسألة.
ولعلّ أهم نقطة في لقاء الطرفين باستثناء اللقاء بحد ذاته، كان إصرار حزب الله على التأكيد للفرنسيين ومن خلفهم المجتمع الدولي على إجراء الانتخابات النيابية في وقتها وفق القانون النافذ الذي تم الإجماع عليه سابقا، وعلى حد تعبير المصادر، فان حزب الله سبق وقدّم تنازلات لأطراف لبنانية حين وافق على هذا القانون حرصا على الإجماع الوطني، ولكن هناك جهات تحاول اليوم الانقلاب على هذا الاتفاق وتسعى الى الخروج عن الإجماع الوطني.
وكما يبدو، فان الفرنسيين، كانوا متفهّمين لموقف الحزب ان لم نقل أثنوا عليه، تماما كما فعل المصريون حين سمعوا الموقف ذاته وتحديدا لجهة إصرار الحزب على الوقوف خلف الدولة والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، كما لم ينظروا بسلبية الى الكتاب المفتوح الذي وجّهه حزب الله الى الرؤساء الثلاثة والذي كان عمليا هو ردّ على جزء من مبادرتهم.
انطلاقا مما تقدّم، فان ما يمارس من ضغوطات على لبنان هو مجرد تهويل، فيما كل المؤشرات لا تشي بحرب واسعة وفق المصادر ذاتها… أما ما يتعلق بالضغوطات على بيئة المقاومة وتحديدا بخصوص مؤسسة «القرض الحسن»، فهذا الأمر لا يمكن أن يمرّ وسيكون له تداعيات خطيرة على حد تأكيد المصادر، التي اعتبرت ان أي قرارات تستهدف هذه المؤسسة سيواجهها الناس الذين وجدوا فيها ملاذا آمنا بعد الأزمة الاقتصادية وبعد أن خسروا ودائعهم وفقدوا أموالهم… نقطة على أول السطر.











































































