سخط كبير واستنكار واسع للمجزرة في «النبطية» ولبنان يقدم شكوى عاجلة لمجلس الأمن

بيروت - منصور شعبان - داود رمال

أثارت المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل التي اودت بحياة أحد عشر شخصا وخلفت عددا كبيرا من الجرحى نساء وأطفالا في النبطية والصوانة بجنوب لبنان، سخطا كبيرا واستنكارا واسعا، وهي الأكبر منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من اكتوبر 2023، وواكبتها تهديدات إسرائيلية جديدة على لسان عضو حكومة الحرب بيني غانتس الذي قال إن الرد على قصف حزب الله لصفد سيكون قويا ووشيكا، وحمله والدولة اللبنانية التي تسمح بإطلاق الصواريخ من أراضيها، المسؤولية.

وبانتظار الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله اليوم، استمر التصعيد متواصلا، نهار أمس، بالقصف والغارات التي لم تعد تكتفي بالمناطق المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة. وأدان رئيس مجلس النواب نبيه بري المجزرة، قائلا في بيان إنها: «ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد، وإن دلت على شيء فإنما تدل على الطبيعة العدوانية والعنصرية لهذا العدو الذي لم يعد خافيا أنه على نقيض في أدائه ونهجه مع كل ما هو إنساني، وأن بنك أهدافه المعلن والخفي هم المدنيون وكل مقومات الحياة في وطننا ومنطقتنا». وتابع: «إن الدماء التي أزهقت.. هي برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، لا لتدين وتستنكر إنما لتتحرك بشكل عاجل وفوري لوقف آلة القتل الاسرائيلية وكبح جماح قادة كيان الاحتلال الذين يأخذون المنطقة نحو حرب لا تحمد عقباها». بدوره، أدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين».

وقال: «إزاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي».

موقف بري وميقاتي أعقبا وصف وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الوضع في لبنان بأنه «خطير لكنه لم يبلغ نقطة اللاعودة».

وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى أن القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» رصدت تحولا في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية و«حزب الله» شمل استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق. وكتب رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل على منصة «إكس»: «كل الحجج الإسرائيلية لاستهداف المدنيين مرفوضة ومدانة وفاتورة نظرية (إسناد غزة) و(إلهاء اسرائيل) لا يجوز ان يسددها اللبنانيون الأبرياء. يدفع أهل الجنوب يوميا من دمهم وأرواحهم وأرزاقهم ثمن حرب يفرضها عليهم حزب الله بقرار أحادي. بالأمس كان دور النبطية التي سقط فيها أطفال وأمهات شهداء نقدم كل التعازي لأهاليهم».

بدوره، قال رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، على حسابه عبر منصة «إكس»: «قتل المدنيين العزل والعائلات في بيوتها عادة العدو ومجزرة النبطية تدمي القلب». وأضاف «فهل تهز الضمير؟». وقال اللواء عباس ابراهيم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «أحد عشر قمرا عدد المدنيين الأبرياء الذين امتدت إليهم يد الوحشية الإسرائيلية والإجرام الصهيوني أمس، والعدد ليس نهائيا فتحت الأنقاض ما قد يضاعف الأقمار في سمائنا».

إلى ذلك، أعلن «حزب الله» عن استهدافه، أمس، التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم بمزارع شبعا. وتم انتشال جثة مسؤول الملف الفلسطيني في «حزب الله» الشهيد علي محمد الدبس من تحت الركام في النبطية. يذكر أن مسيرة اسرائيلية حصدت عددا كبيرا من أفراد عائلة حسين برجاوي الذي كان قد دعا ابنته وصهره وطفليهما على العشاء في منزله. وعثرت فرق الاسعاف على جثث الرجل وابنتيه أماني وزينب وشقيقته فاطمة وحفيده محمود عامر ابن زينب، وزوجته وابنة شقيقته، فيما انتشل المسعفون حسين علي عامر البالغ ثلاث سنوات حفيد حسين برجاوي، وهو على قيد الحياة.