اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
رسالة الى الموظف :مواقف يومية تبدو عاديةً.. لكنها تكشف صراعاً داخلياً لم تحسمه بعد
هل فكرت يوماً لماذا تتعبك أبسط المواقف؟ لماذا تتردد في قرار تافه أو تنزعج من تعليق عابر؟ قد تظن أن الأمر عابر، لكنه في الحقيقة بقايا صراع لم تحسمه مع نفسك. صراع لا يصرخ، بل يهمس في ردود أفعالك، في صمتك الطويل، في تبريراتك السريعة.
لماذا تراجع الإيميل عشر مرات؟
صراعك هنا ليس مع الرسالة، بل مع نفسك. أنت لا تُحرّر بريداً إلكترونياً، بل تخوض محاكمة داخلية: هل هذه الكلمة قوية بما يكفي؟ هل سيفهمني المدير؟ هل أبدو محترفاً؟ هذه المراجعة المفرطة تكشف خوفاً داخلياً من التقييم، وكأن كل جملة قد تُستخدم ضدك. في بيئة العمل، هذا السلوك يستهلك طاقتك الذهنية ويمنعك من الإنجاز السلس، لأنك مشغول بالظهور لا بالفعل.
لماذا ترفض المساعدة؟
العمل الجماعي ليس نقطة ضعف، لكنك تراه كذلك. أنت لا ترفض المساعدة لأنك قوي، بل لأنك تشعر بأنك مجبر على أن تكون كذلك دوماً. في داخلك عقدة تقول: لا أحد يدعمني، لذا عليّ أن أتحمل كل شيء. هذا الصراع يجعلك تُكابر، تتعب، وربما تحترق دون أن تطلب كوب ماء. في بيئة العمل، هذه النزعة تؤدي إلى إنهاك مزمن، وتضعك في دوامة من الإنجاز القهري على حساب صحتك النفسية والجسدية.
لماذا تصمت عن كل شكوى؟
الخوف من الحديث لا يعني دائماً أن الموضوع بسيط.. أحياناً هو شعور دفين بأنك لن تُسمع، أو أنك لا تملك الحق في المطالبة. ربما تربيت على الصمت، أو مررت بتجربة خذلان جعلتك تعتقد أن المواجهة تضرّ أكثر مما تنفع. في العمل، هذا الصراع يظهر على هيئة استسلام صامت: تؤجل، تماطل، تتجاهل حتى لا تُفتح جبهة جديدة. لكن الحقيقة؟ الجبهة داخل رأسك، وهي لا تُغلق أبداً ما دمت تتهرب.