رياضتنا والبيئة

الحركة الرياضية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بطبيعة الوطن، فهذه الظاهرة الثقافية الإجتماعية الإقتصادية، "سلوك تربوي" إستقطب إهتمام شعوب العالم في زمن إتساع وسرعة الإنتشار الإعلامي مّا أنتج الإدراك والوعي لدى الأفراد عن أهمية إنعكاساتها التربوية في تمدّن المجتمعات.

المنظومة الرياضية تكون صحيّة حين نربطها بالمواطنة وتنمية القيَم، مع الحفاظ على المناخ والطبيعة، لأن في ذلك ضرورة وطنية للإرتقاء إلى بيئة رياضية صالحة ونظيفة.

الدول المتقدمة، إستحدثت في بعض قُراها ومُدنها، ملاعب ومجمّعات وحدائق للترويح عن أطفالها وشبابها وشيوخها، لكسب صحتهم، والتزمت تعليم التربية المدنية والبدنية في مدارسها ومعاهدها، بغية بناء مجتمع رياضي مدني صحّي ومثقّف.

صحيح ان التفكير هو مهارة يمكن تعلّمها وتعليمها، ويمكن الإبداع فيه من خلال التدريب والممارسة، فالتكامل بين المهارات الفنية والرياضية وغيرها من المهارات الإجتماعية والمدنية التي نمارسها في حياتنا اليومية هي قمّة النجاح والتمدن.

غالبية رياضيينا، يعيشون في بيئة إجتماعية حضارية، ويتمتّعون بثقافة علميّة عالية أو متواضعة، حياتهم اليومية هادئة لا مشاكل معقّدة فيها، وهناك مساعدون حاضرون في جمعيات الخدمات الإجتماعية والبيئية والمدنية، درَسوا قانون اللعبة المحبّبة لديهم، متمكّنون من مهاراتهم الفنية. نراهم في الملاعب والصالات الرياضية متميّزون عن الذين لا التزامات وخدمات إنسانية وطبيعية لديهم.

فكرة مساعدة الآخرين، هي تربية إجتماعية، والمحافظة على البيئة والطبيعة هي تربية أخلاقية مدنية.

معركة داحس والغبراء تمر يومياً في معظم ساحات جامعاتنا ومدارسنا وفي صالات أنديتنا الرياضية، وردميات الزلازل تتراكم في تلك الساحات بعد كلمناسبة ولقاء أو حفلة أو مهرجان، فهل هذا يجوز؟ هل العقل السليم في الجسم السليم، أو الجسم السليم في العقل السليم؟

قلنا سابقا، إذا كان المجتمع الرياضي موبوء باللأكاذيب والتدجيل فمصيره الفشل والتخلف. وأي بلد، طبيعته مشوّهة بالعمران العشوائي ونفاياته خارج المستوعبات والهواء الذي يتنفسه الرياضيون ملوّث، لا حياة صحيّة فيه.

اليوم، أين مجتمعنا الشبابي الرياضي من كل هذا؟ وما الذي يربطه بالبيئة الإجتماعية والبيئة الطبيعية؟

فليتذكر هذا المجتمع، إنه قبل تنظيم بطولة دولية، يصار إلى الكشف الميداني الفني والبيئي والخدماتي على البلد المضيف قبل موافقة الإتحادات الدولية بقبول منحه شرف تنظيم الدورة أو اللعب على ارضه في مباريات دولية؟.

وكم من المبالغ التي تصرف في حينه نتيجة التصرّف غير المسؤول في منشئاتنا وملاعبنا وهذا ما حصل مع انديتنا في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي؟

وكم من الهتافات السيئة التي تُطلق بين الحين والآخر من جماهير الملاعب، وكَم من الأحراج يتمّ إحراقها والجبال يتم تشويهها وهواؤنا النقي يعملون على إفساده؟ فكل هذا يشوّه صورتنا الحضارية والبيئية والتربوية في العالم.

للمحافظة على صورة بلدنا بيضاء ناصعة كثلج صنين ورأسنا مرفوع كشموخ أرزتنا الخالدة، تعالوا يا إخوتي في الإنسانية والرياضة، نعمل سوياً على تكريس قيمنا الإجتماعية المميّزة وجمْع عائلتنا الرياضية الواسعة الإنتشار في قالب المحبّة والتسامح ونكران الذات وممارسة الديمقراطية في العمل والمحافظة على طبيعتنا الجميلة كما وهبها لنا الله، ليبقى بلدنا بلد الإشعاع والنور والجَمال الى الأبد. عبدو جدعون