اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
كتب ناصر قنديل في 'البناء'
بينما ينشغل اللبنانيون والفلسطينيون بنقاش كيفية التعامل مع الضغوط الأميركية التي ترافقها نيران إسرائيلية منسقة مع أميركا لنزع سلاح المقاومة، تنصرف أميركا وكيان الاحتلال لنقاش من نوع آخر، هو النجاح في تنفيذ مشروع نموذجي شرق غزة صالح للتعميم على شريط حدودي يجري اقتطاعه في لبنان، ويصبح الحصول على شرعية تحويله منطقة عازلة موضوع المفاوضات، وكذلك تعميمه على الجانب السوري في مفاوضات عبثية مرهقة ترافقها اعتدءات مستمرة حتى يحين أوان طرح المشروع على الطاولة.
ليس أمراً عادياً أن يمضي كبار المسؤولين الأميركيين نصف الأسبوع في المنطقة ونصفه الثاني في بلدهم، وبخلاف الاعتقاد السائد أنهم يتابعون تنفيذ اتفاق غزة وتثبيت وقف إطلاق النار كما يقولون بينما الغارات الإسرائيلية لا تتوقف على غزة، يجري الانشغال في ترتيبات من نوع آخر، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال بعض عناوينها مشيرة إلى الدور المحوري الذي يلعبه صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر في هذه الترتيبات، التي تدور حول إدارة 200 كلم مربع من غزة هي المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، والتي قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إنها المنطقة التي سوف تتمّ فيها عملية إعادة الإعمار وفق مخططات جاهزة، أعدّتها شركة كوشنر “أفينيتي بارتنرز”، ويشترك مع كوشنر فيها متمولون أميركيون مهتمون بالاستثمار في حاضنة عقارية غير خاضعة لأي قانون وأي نظام ضريبيّ، وتعامل من قبل كيان الاحتلال بصفتها منطقة اقتصادية حرة، مقابل تقاسم أميركي إسرائيلي للسيادة عليها.
الخطة كما نشرت بعض عناوينها وول ستريت جورنال تقول إن هذه المنطقة خالية من السكان وقال نائب الرئيس الأميركي إنها تضم فقط 100 ألف من أصل مليونين وربع مليون فلسطيني يقيمون في غزة، والهدف هو الإيحاء بأن عملية إعادة الإعمار تهدف لجذب سكان غزة المحرومين من السكن إليها، بينما في الواقع تسعى الخطة لاستعمال الأموال العربية المخصّصة لإعادة الإعمار، لأعمال البنية التحتية الضخمة في هذه المدينة العالمية التي يحلم بها ترامب وصهره بصفتها صفقة القرن الحقيقية، بحيث تتضمّن المنطقة نافذة بحريّة شمالاً بعرض 10 كلم كافية لتحقيق حلم ترامب بالريفييرا، ومشاريع سياحية عملاقة وأبراج سكنية فاخرة ضخمة، بينما تكون غزة الثانية تحت سيطرة قوات دوليّة وشرطة فلسطينيّة ترعاها مصر، ولا مانع من أن يبقى فيها سلاح بيد حركة حماس، لكنه غير قادر على تهديد أمن سنغافورة الجديدة، التي سوف يديرها ستيف ويتكوف.
بين لبنان وسورية المهمة في عهدة سمسار عقاريّ آخر يعمل مع كوشنر، هو توماس برّاك، والمطلوب جبل الشيخ ومن حوله مناطق فارغة من السكان تصل حتى البحر، لها وظيفة أمنية للمراقبة وفرض السيطرة، لكنها استثمار عقاريّ مذهل بكلفة صفر، حيث يفترض أن يكون جبل الشيخ والبحر مصدر القيمة المضافة لهذه المنطقة كمشروع سياحيّ جاذب تقام حوله حاضنات اقتصادية وعقارية ومشاريع سكنية ذات رفاهية عالية، حيث تتضمّن خرائط كوشنر بناء مشاريع سكن شخصيّ للمشاهير من منازل ذكية، مزودة بمهابط حوامات وطائرات درون وإجراءات أمن عالية التقنية، ومحاطة بالغابات والمساحات الخضراء، وتتمتع بموارد المياه العذبة وعلى مسافة كيلومترات منها منتجع مثالي للتزلج في جبل الشيخ، ومنتجعات من الجهة الأخرى تقع على أجمل شاطئ رملي في العالم.
إنضاج القرار الفلسطيني واللبناني والسوري يجري تحت النار والتحريض على سلاح المقاومة إلى حد صناعة الانقسام ولا مانع من أن يتحوّل إلى اقتتال، وحيث تجري المفاوضات سوف تكون بلا معنى، حتى يصبح التسليم بالتنازل عن المنطقة الحدودية الذهبية جاهزاً، ومن يريد معرفة ما يخطط للبنان وسورية يكفيه التدقيق والبحث عما بدأ تنفيذه شرق غزة.











































































