اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١١ أيلول ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن مكافحة المخدرات أولوية في عمل الأجهزة الأمنية لأن الضرر الذي تسببه لا يمسّ الأشخاص المدمنين فحسب، بل المجتمع اللبناني ككل نظرا للانعكاسات التي يسببها الإدمان على العائلات والافراد صحياً ونفسياً وإنسانياً.
وشدّد الرئيس عون على ضرورة تعاون المواطنين مع القوى الأمنية لكشف مروّجي المخدرات والمتاجرين فيها لرفع الخطر الذي يشكّله هؤلاء، وعلى الأجهزة القضائية أن تكون حازمة في الأحكام التي تصدرها للقضاء على هذه الآفة وحماية الإنسان في لبنان.
كلام الرئيس عون جاء في خلال ترؤسه اجتماعا أمس في قصر بعبدا ضم وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، وقائد الشرطة القضائية العميد زياد قائدبيه، ورئيس قسم المباحث الجنائية العامة العميد جيرار نصر، ورئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العقيد أيمن مشموشي.
وتم خلال الاجتماع اطلاع رئيس الجمهورية على الجهود التي تبذلها الشرطة القضائية لمكافحة الاتجار بالمخدرات في الأراضي اللبنانية، وضبط عمليات التهريب الى الخارج، لا سيما العملية الأخيرة التي أحبطتها الشرطة القضائية، فهنّأ رئيس الجمهورية الضباط الحاضرين على ما حققوه من إنجاز أمني مميّز.
وبعد الاجتماع قال الوزير الحجار للصحافيين: «نوّه الرئيس عون خلال الاجتماع بعمل مكتب مكافحة المخدرات وعمل الشرطة القضائية. ونقول لهم: «الله يعطيهم العافية»، ونشدّ على أيديهم على الجهد الكبير والانجازات المهمة التي حققوها في مجال مكافحة تهريب المخدرات وضبط كميات كبيرة منها كانت معدّة للتوزيع في الداخل اللبناني، أو لتهريبها الى الخارج.
وقد أعلنت منذ أيام قليلة عن ضبط كمية من الكوكايين من قبل مكتب مكافحة المخدرات كانت ستوزع في لبنان، وسمعتم أيضاً عن ضبط كمية من الكبتاغون في منطقة بخعون. وفي الحقيقة لقد جرى في هذا الإطار التنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية التي زوّدت الجانب اللبناني بمعلومات عن ضبط شحنة من الكبتاغون داخل المملكة، تحتوي على ستة ملايين حبة كبتاغون كانت متوجهة الى دولة الكويت عبر المملكة وتم استثمار هذه المعلومات من قبل مكتب مكافحة المخدرات في لبنان. وبسرعة قياسية توصلنا الى معرفة مصدر هذه الشحنة وتوقيف شخصين معنيين بالموضوع ومن ثم تم توقيف شخص ثالث، وجميعهم كانوا على علاقة بإحضار مادة الكبتاغون ووضعها في مستودعات في بلدة بخعون الشمالية، التي تعتبر بلدة آمنة ولدى أولادها حضور كبير في مؤسسات الدولة. ولكن هناك دائما، وفي مختلف المناطق، بعض الخارجين عن القانون يسعون الى الاتجار والعمل في تجارة هذه الممنوعات السامة. وقد داهم مكتب مكافحة المخدرات هذا المستودع وضبط حوالي 8 ملايين حبة كبتاغون تفوق قيمتها 90 مليون دولار. وتم توقيف 3 أشخاص متورطين في هذه العملية ومن الممكن أن يكون هناك المزيد ولا زالت التحقيقات مستمرة».
وكشف الوزير حجار عن «ان التحضيرات كانت جارية لشحن هذه الكمية الى دول الخليج. ولذلك نحن ننوّه بجهود الأجهزة المستمرة، التي تعمل بتوجيهات رئيس الجمهورية الذي شدد على ضرورة مكافحة المخدرات في خطاب القسم والتزم بهذا الأمر بكل جديّة، وكذلك تم التأكيد عليه في البيان الوزاري. وان شاء الله نحن مستمرون بمكافحة المخدرات وكل أنواع الممنوعات ونأمل في الأيام القادمة أن تتجه هذه الآفة نحو الاندثار، ولن نسمح لهذه الممنوعات أن تفتك بمجتمعنا، ولا بمجتمعات الدول الشقيقة خصوصا دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية».
واستقبل الرئيس عون المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندس وعرض معه عمل المديرية العامة على الأراضي اللبنانية.
ثم استقبل المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت، وعرض معها الأوضاع الراهنة وعمل المنظمات الدولية في لبنان، ومرحلة ما بعد التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، اليونيفيل.
واستقبل الرئيس عون النائب الدكتور أحمد رستم الذي أكد بعد اللقاء دعم مواقف رئيس الجمهورية والحكومة والخطوات المتخذة لتعزيز وحدة الدولة وتأمين الأمن والاستقرار على كافة الأراضي اللبنانية.الى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية وفد جمعية المدققين الداخليين في لبنان برئاسة رئيسة الجمعية رنا سميح ناصيف التي تحدثت في مستهل اللقاء عن عمل الجمعية وهدف تأسيسها.
ورحّب الرئيس عون بالوفد منوّهاً بعمل الجمعية في هذه المرحلة الأساسية، خصوصاً أنها تعتبر بمثابة جهاز رقابي يؤدي دورا مهما في تحسين العمل الإداري ومكافحة الفساد ضمن معايير الشفافية والمصلحة العامة.
ولفت الى ان العمل جارٍ على الانتهاء من معالجة مشروع قانون الفجوة المالية الناتجة عن تراكم سنوات من سوء الإدارة والفساد المستشري في الإدارات العامة ما من شأنه أن يوزّع المسؤوليات ويحدد الخسائر.
وأشار الرئيس عون الى ان المؤشرات الاقتصادية جيدة ولدينا أدمغة وقدرات لبنانية هائلة، إلّا اننا لا نملك ترف الوقت، والأهم المحافظة على مصلحة البلد بعيداً عن المصلحة الشخصية والدخول في «الزواريب الضيقة» التي من شأنها التأثير بشكل مباشر على سمعة لبنان ومصلحته.
وفي قصر بعبدا رئيس منظمة «لا للمخدرات» غارو مارغوسيان يرافقه المستشار القانوني في المنظمة رولان عواد والمستشار الإعلامي ماريو طنوس الذين اطلعوا الرئيس عون على أهداف المنظمة وعملها في مكافحة آفة المخدرات.
والتقى رئيس الجمهورية عصر أمس، وفدا من «هيئة الإسعاف الشعبي» برئاسة عماد عكاوي الذي لفت الى «إن هيئة الإسعاف الشعبي، مؤسسة إنسانية إجتماعية إنطلقت منذ أكثر من خمسة وأربعين عاما، بمبادرة كبيرة من فقيدنا الكبير كمال شاتيلا، حين رفع شعاره الشهير في مواجهة الحرب اللبنانية عام 1978 «ليكن التنافس على المنافع لخدمة الناس بدل التقاصف بالمدافع»، فإنطلقت الهيئة من بيروت بعدد محدود من الأطباء والمتطوعين، لتنتشر في معظم المحافظات اللبنانية من العرقوب في الجنوب الى عرسال والفاكهة في البقاع الشمالي مرورا بإقليم الخروب وطرابلس وعكار ووادي خالد».
وردّ الرئيس عون، مرحّبا بالوفد ومشدّدا على «ان قمة العطاء تكون عندما يبغي الإنسان تقديم خدمات لصالح أخيه في الإنسانية من دون مقابل»، مشيرا الى «ان العيش بكرامة يقتضي أن تتأمّن الأمور الأساسية للمواطن بحيث لا يمدّ يده الى الآخرين، وليس تكديس الثروات. من هنا فإن الهيئات التي قامت بالعمل الإنساني، وهي من متطوعين بأكثريتها، حققت إنجازات كبرى جديرة بكل التقدير والتهنئة، وقدَّمت شهداء من بين متطوعيها. وهذا من أسمى درجات العطاء واللاأنانية، وقدسيتة تكمن في أنه نابع من قلب وعقل المتطوع، وهذا أيضا مدعاة فخر للبنان بأبنائه».
وقال: «من جهتنا، نحن نقوم بواجباتنا، والجيش منتشر في الجنوب، وأولاد الجنوب يعرفون هذا الأمر. وبإمكاناته المحدودة، يحقق الجيش إنجازات كبرى، ويقوم بتنفيذ خطته وسيواصل ذلك، وكل القوى الأمنية تقوم بواجباتها. ونتوقع أن نلحظ دفعا قضائيا جديدا عقب إستلام المدعين العامين مهامهم إثر إنتهاء العطلة القضائية، منتصف هذا الشهر. ذلك أن الأمن والقضاء يسيران معا».
وإذ أشار رئيس الجمهورية الى «الإنفتاح على لبنان من قبل الدول العربية والأجنبية»، فإنه أكد «ان حركة وفود هذه الدول بهدف مساعدة لبنان من خلال الإستثمارات ستظهر نتائجها مع الوقت».