"قسام" لبنان الى أين؟

في 8 تشرين الأول الماضي، قرر 'حزب الله' الانخراط في عملية 'طوفان الأقصى'، وفتح جبهة 'إسناد' لغزة، انخرطت فيها كتائب وقوات إسلامية عدة كان أبرزها 'قوات الفجر' الجناح العسكري لـ'الجماعة الاسلامية' و'كتائب عز الدين القسام' (لبنان) الجناح العسكري لحركة 'حماس'.

'قسام' لبنان، منذ فتح جبهة 'الإسناد'، صعّدت يوماً بعد يوم عملياتها ضد العدو، وفي بداية المعركة، كانت هي من تضرب صواريخ لتصل الى مناطق خارج 'قواعد الاشتباك' بين اسرائيل و'حزب الله'.

وبالطبع، لا يمكن اغفال الاعلان عن تأسيس 'طلائع طوفان الأقصى'، ما أثار غضب شريحة ليست قليلة من اللبنانيين، وجدت نفسها أمام تكرار لسيناريو جديد – قديم 'حماس لاند'(فتح لاند).

أسئلة كثيرة تطرح حول عمليات 'حماس'، أو 'القسام' من الجنوب اللبناني نحو الأراضي المحتلة، فمن ناحية تخرق ما تبقى من السيادة اللبنانية، ومن ناحية أخرى، ما الذي تقدمه هذه العمليات من الجنوب؟ وما مدى فاعليتها؟

مصادر مطلعة ومقربة من حركة 'حماس' في لبنان، تشير في حديث مع موقع 'لبنان الكبير' الى أن الحركة تعاظم دورها ومكانتها في لبنان وبين اللبنانيين خلال السنوات الماضية، بدليل دخول منتسبين لبنانيين الى 'قسام' لبنان. وتستشهد باللبنانيين الذين سقطوا في الأشهر الماضية الى جانب نائب قائد 'كتائب القسام' في لبنان خليل خراز، وتركيان آخران، لافتة الى أن الحركة أصبحت تتجاوز في صفوفها وجود فلسطينيين وحسب، بل يتعدى الأمر الى لبنانيين وأتراك وسوريين.

وعن افادة الحركة أو جناحها العسكري من ذلك، تقول المصادر: 'وجود عناصر غير فلسطينية في الحركة يعطيها طابعاً أوسع، وهذا يدل على أن قضيتها غير محصورة بجنسية معينة، وأن الصراع والحرب معها ليست حرب إسرائيل مع الفلسطينيين فقط، فهي بحاجة الى هذا التوسع على جبهات عدة مع إسرائيل، إن كان في لبنان أو سوريا أو الأردن أو حتى في مصر'.

وتعتبر أن هذه النقطة إيجابية وأساسية في حربها العسكرية ضد إسرائيل، مشددة على 'المكاسب' التي تحققها الحركة من كل ذلك: 'التنوع في الجنسيات يعطيها عديداً يقاتلون في صفوفها أكثر، وفي لبنان ستستقطب السنة أكثر، فمن ناحية القضية الفلسطينية أساسية لديهم، الا أن غالبيتهم لا يمكن أن تقف الى جانب حزب الله وتدعمه، لذلك تختار الجماعة أو حماس، لكن العديد يفضلون حماس أكثر، بغض النظر عن أنها والجماعة شقيقتان، فالكثيرون ينفرون من الجماعة لأنها الفرع اللبناني من الاخوان المسلمين'.

وتؤكد المصادر أن التحالف مع 'حزب الله' والتنسيق معه يمنح الحركة دافع قوة من خلال مدها بالسلاح والذخيرة اللازمة. الا أنها من جهة أخرى تسأل: 'الى أين ستصل الحركة في لبنان بعد انتهاء حرب غزة؟'.

فعلى صعيد 'الخسارة' ترى المصادر أنها ستكون كبيرة، من ناحية استباحة الأراضي اللبنانية والانسجام أكثر وأكثر مع الحزب، سيعرضها لعزلة أكبر من شريحة لا يستهان بها من اللبنانيين.

وتضيف: 'في السنوات الماضية وجود حماس في لبنان لم يكن عسكرياً بهذا الحجم الذي ظهرت به مع بداية طوفان الأقصى، بل كانت تتجنب الظهور المسلح حتى في المخيمات، والآن اطلاقها الصواريخ وقيام عدد من أفرادها باشتباكات عند الحدود سيشكلان احراجاً كبيراً لحلفائها في الداخل اللبناني، هي والجماعة بعد العراضات المسلحة التي قامت بها خلال التشييع'.

وتعتبر أن 'البيئة السياسية في لبنان حساسة، مثل لوح الزجاج، الذي قد ينكسر في أي لحظة التقط بطريقة خاطئة، واللبنانيون مروا في القرن الماضي بحالة مشابهة مع منظمة التحرير الفلسطينية والنتيجة كانت كارثية'.

وتختم المصادر بالقول: 'بالتأكيد من يرى أن سلاح حزب الله غير شرعي، وينتهك سيادة الدولة، لن يرى سلاح حماس شرعياً، بل ستزداد النقمة، حتى بين السنة أنفسهم، فهم لطالما كانوا من الداعين الى البقاء خلف الدولة، وحصر السلاح بأيدي أجهزتها الأمنية'.