اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
تتحضر بلدة دير الزهراني قضاء النبطية لخوض الاستحقاق البلدي نهار السبت المقبل بمعركة حامية نسبياً، فأجواء البلدة الانتخابية توحي بأن التنافس شديد السخونة فيها. التنافس هنا مختلف عن باقي قرى النبطية، فالتحالف بين «أمل» و»حزب الله» سقط بعد انسحاب «الحزب» من النزال الانتخابي، نتيجة الإخفاق في التوصل إلى تركيبة بلدية متجانسة ترضي طموحات البلدة .عادة ما تشهد دير الزهراني معارك بلدية، مع كل استحقاق بلدي نتيجة التعددية الحزبية المتوفرة فيها، النزال هذه المرة مختلف، فهو «نزال تنموي حاد» كما تقول مصادر متابعة، ولا تخفي المصادر نفسها أن «المعركة حادة وقد تجر نحو خلافات وربما إشكالات وتوترات في البلدة تحديداً من جهة حركة «أمل»، التي تخوض المعركة منفردة بلائحة غير مكتملة يترأسها رئيس البلدية الحالي أبو عرب، وهذا سبب التشرذم والتفكك في البلدة».
عادة ما كان يخوض الحزب الشيوعي والمستقلون المعركة البلدية في مواجهة ثنائي «أمل - حزب الله»، اللذين يخوضان الاستحقاق البلدي معاً في كل بلديات الجنوب، أما في دير الزهراني، فجاء انسحاب «حزب الله» من المعركة مفاجئاً نسبياً، «فهو وقف عند رغبة أبناء دير الزهراني في تغيير واقع البلدة المتعثر تنموياً وخدماتياً منذ زمن» كما تقول مصادر متابعة والتي ترى «أن هناك مساعي جادة بذلت لتحقيق تحالف وتوافق على صعيد البلدة، وكانت هناك مساعي للسير بابن الدير نجيب بدران رئيساً وتشكيل لائحة تجمع الكل فيها من «حركة» و»حزب» و»شيوعي» وأهالي الدير، غير أن تدخلات حركية حصلت وأسقطت الاتفاق وأبقت وبإصرار على الرئيس الحالي، ما أدى إلى فرط التحالفات وإعادة خلط أوراق المعركة».
من المتوقع أن تخوض دير الزهراني الاستحقاق البلدي بثلاث وربما بأربع لوائح من بينها لائحة مدعومة من «الحزب الشيوعي» والمستقلين، حيث تقول أوساط «الشيوعي» أنه مع «التوصل لاتفاق يرضي أبناء الدير ويجمع كل الاطياف ما يحقق إنماء فعلياً، غير أن تشبث بعض فروع حركة «أمل» بالرئيس الحالي يقطع كل الخيوط، ويضع دير الزهراني أمام نزال صعب وغير متكافئ من جهة الحركة نفسها التي طرحت ضمن لائحتها أسماء غير فاعلة بالإضافة إلى الرئيس».
ولائحة أخرى تضم العائلات الرافضة لواقع دير الزهراني. وثالثة، هي خليط من كل الأحزاب في البلدة في مواجهة اللائحة المدعومة من حركة «أمل». ووفق المصادر فإن «حظوظ هذه اللائحة ليست كبيرة وقد تسقط في مواجهة العائلات، وهذا قد يدفع لحصول إشكالات إما قبل الاستحقاق أو أثناء عمليات فرز الأصوات».
وأكثر تقول المصادر: «جرى التواصل مع القوى الأمنية والجيش اللبناتي لتأمين حماية البلدة»»، من دون أن تخفي رغبتها «بإبقاء باب التوافقات مفتوحاً لتجنيب الدير معركة محتدمة، وقد تكون أم المعارك».
لا يرغب أحد في بلدة دير الزهراني التي تعد مدخل منطقة النبطية، بإسقاط أحد وهز تركيبة البلدة المحسوبة بلديتها على حركة «أمل» وفق تقسيمة البلديات منذ2004، ما يريده الكل الإنماء وإبعاد من فشل في تحقيقه، فهم جربوا رئاسة المرشح الحالي على مدى أكثر من 18 سنة وأخفق في إنماء البلدة على كثير من الصعد، ما يطمح له الكل الإنماء وهو العنوان الذي يخوض به الجميع المعركة، تحت عناوين الإصلاحات التنموية في دير الزهراني.
حتى الساعة تسير دير الزهراني نحو معركة كبرى، معركة تتداخل فيها السياسة والإنماء والأحجام والأوزان، وإن كانت تدار تحت العنوان العريض «إنماء دير الزهراني أولوية».
ما يريده أبناء الدير الإنماء، ولو كان بالتوافق، فهل تتحرك الماكينات لتجنيب البلدة نزالاً قوياً؟ أم تبقى المعركة قائمة بشكلها الحالي؟