اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
بيروت تغرق بالنفايات من جديد… وتهديد بإقفال 'الكوستابرافا'!
من جديد، تعود قصة النفايات لتشوّه المشهد الجميل الذي يحاول القطاع السياحي رسمه عن لبنان لجذب السياح والمغتربين، فانتشرت النفايات في شوارع بيروت وبعض ضواحيها، بالتزامن مع تهديد بلدية الشويفات بإقفال مطمر الكوستابرافا.
وأصدرت بلدية مدينة الشويفات بيانًا انتقدت فيه المماطلة والتسويف من السلطات المتعاقبة منذ 9 سنوات في تنفيذ 'خطة النفايات المرحلية لبيروت وجبل لبنان'، حيث لم تحصّل البلدية أيًّا من التعهدات التي أقرتها الحكومة في قرارها المذكور، وخصوصًا لجهة الحوافز المالية والخدماتية للمدينة، وأكدت البلدية رفضها القاطع لهذا الواقع، مهددة بالتصعيد وإقفال مطمر الكوستابرافا.
ويُوضح رئيس اللجنة الإعلامية في بلدية الشويفات هشام الريشاني، في حديث صحافي، أن هناك الكثير من المشكلات، والمشكلة الأولى هي أن الدولة لم تدفع مستحقات شركات الجمع والكنس.
أما المشاكل مع البلدية فتبدأ مع القرار الصادر سنة 2016، الذي سمح بتمديد فتح المكب لمدة 4 سنوات، على أن تجد الدولة حلًا مستدامًا لأزمة النفايات، لا سيما أن مكب الكوستابرافا مخصص لنفايات أربع بلديات وجزء من بيروت
وبسبب عدم التزام الدولة في هذه المناطق، وإضافة نفايات مناطق أخرى إلى المكب، اضطر المطمر لإقفال أبوابه في العام 2018، ولكن أُعيد فتحه لأربع سنوات وتوسعته بانتظار حل مستدام. ولكن في مقررات جلسة مجلس الوزراء العام الماضي، اتُّخذ القرار مجددًا بتوسعة المطمر، ليعودوا، وتحت حجة رمي الردميات من الضاحية الجنوبية، إلى محاولة توسعة المطمر.
ويُذكر أنه في العام 2016، قرر مجلس الوزراء منح كل بلدية محيطة بالمطمر 8 ملايين دولار سنويًا، و8 ملايين دولار كمشاريع إنمائية للمنطقة، كتعويض عن الضرر البيئي والصحي الموجود، وتفاجأت البلديات بأنه تم الدفع على أساس سعر صرف 15 ألف ليرة، فيما تُسعّر الدولة كل شيء على 89,500 ليرة.
ويلفت إلى أنه بالنسبة إلى المشاريع الإنمائية، فمنذ عام 2016 حتى اليوم، لا يوجد أي مشروع إنمائي نُفّذ في بلدية الشويفات. لا يوجد حتى مرسوم واحد يخص المشاريع الإنمائية فيها
كما يُوضح أن الكميات التي تُنقل إلى مطمر الكوستابرافا يوميًا تتخطى 1300 طن، وأحيانًا تصل إلى 2000 طن يوميًا. ومفرزة العمروسية، التي من المفروض أن تُفرز النفايات قبل إرسالها إلى الكوستابرافا، توقفت عن العمل منذ سنة 2019، ولا تزال متوقفة. النفايات تُرسل كما هي، إلى الكوستابرافا من دون أي فرز أو معالجة. أما معمل التسبيخ، الذي كان من المفترض إنشاؤه ضمن موقع الكوستابرافا خلال سنتين، فلم يُنفذ. ويكشف أن أراضي الكوستابرافا، التي من المفترض أن تكون ملك بلدية الشويفات، لم يُتخذ القرار بشأنها بعد
لهذا السبب، وفق الريشاني، تم اتخاذ قرار بضرورة إقفال مطمر الكوستابرافا، مشيرًا إلى ما يُشاع بأن الدولة لا تنوي دفع المستحقات، وتريد تحميل البلديات كامل المسؤولية.
ويقول: 'نحن لدينا تواصل مباشر، ونفهم أن الأمور لم تعد تحتمل، وندرس خطوات إقفال مطمر الكوستابرافا، لكننا لن نقوم بها بشكل فوضوي. القرار سيُتخذ وفق توقيت محدد ومدروس. ولم يعد هناك من مهل مفتوحة مثل السابق'.
وفي هذا السياق، ورغم عدم صدور أي موقف رسمي عن وزارة المالية بشأن عدم دفع المستحقات، إلا أن الشركات المكلّفة رفع النفايات يبدو أنها توقفت عن العمل، لا سيما في بيروت، حيث كتب النائب نبيل بدر على حسابه على منصة 'إكس' منشورًا قال فيه:
'أن تستقبل بيروت عيد الأضحى المبارك، ويستقبله معها أبناؤها وزوّارها العرب بمشهدٍ مُخزٍ من أكوام النفايات وروائح الخزي المنتشرة… فهذا عار لا يُحتمل!
بيروت التي كانت منارة العرب، تُهان اليوم أمام أعين الجميع، بلا خجل، بلا مساءلة، وبلا أدنى مسؤولية.
على من بيدهم القرار أن يتحرّكوا فورًا.
بيروت ليست مزبلة… ولن نرضى أن تُحوَّل إلى واحدة'.
وأرفق المنشور بصورة للنفايات في شوارع بيروت