اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
عزّز لبنان جهوده لإبعاد خطر الحرب بتسمية السفير السابق سيمون كرم رئيساً لوفده في لجنة 'الميكانيزم'، وسط ترحيب لبناني ودولي بهذه الخطوة. ويعوّل المسؤولون على هذه الخطوة لتوسيع النافذة الدبلوماسية، وخفض منسوب التوتر، ومنع أيّ اندفاعة إسرائيلية نحو حرب واسعة، رغم محاولة إسرائيل التقليل من أهميتها عبر استمرار التصعيد العسكري. فقد شنّت طائراتها، قبيل انعقاد مجلس الوزراء أمس، غارات على قرى محرونة وبرعشيت والمجادل وجباع، بعد توجيه إنذارات لسكان مبانٍ لإخلائها.
فالتحليق المكثّف للمسيّرات فوق بيروت، والإنذارات الجديدة في الجنوب، بالتوازي مع الحديث عن 'أجواء إيجابية'، يوحي بأنّ إسرائيل ترغب في تكريس الواقع الميداني القائم ومنع التفاوض من التحول إلى أداة لخفض التصعيد.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ'اللواء' أن مجلس الوزراء لم يخرج عن المسار المتوقع له بالنسبة الى طرح موضوع تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة الميكانيزم والانعكاسات الايجابية لهذا القرار والذي تحدث عنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على تفاؤل واضح، في حين لم يسجل وزراء الثنائي الشيعي أية ملاحظات.
وفي هذا السياق، كشف مصدر سياسي رفيع لـ 'نداء الوطن' أن مهام الوفد اللبناني في اللجنة التقنية العسكرية للبنان 'الميكانيزم' تنحصر في بحث الترتيبات الأمنية، بما يشمل: وقف الأعمال العدائية، إعادة الأسرى، الانسحاب الإسرائيلي، تصحيح النقاط المتنازع بشأنها على طول الخط الأزرق.
تصعيد برسالة مزدوجة
وفي مقابل المسار التفاوضي، تصعيد إسرائيلي وضع الجنوب (جباع، محرونة، مجادل، وبرعشيت وأطراف بلدتي يارون ورميش…) تحت وابل جديد من الغارات، في رسالة مزدوجة تقول إن إسرائيل تريد طبع طاولة التفاوض بطابع الميدان وتمعن في الفصل بين مسار المفاوضات وبين ملف تسليم سلاح 'حزب الله'، الذي تعتبره 'حاجة وضرورة' لا يمكن تجاوزها في أي تسوية مقبلة. ولذلك تستمر في الغارات لتقول للدولة اللبنانية إنّ عودة التفاوض لا تعني وقف استهداف البنى العسكرية لـ 'الحزب' داخل القرى. وهذا ما أشار إليه في الأمس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي قال إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات على مواقع في جنوب لبنان يقول أنها مستودعات أسلحة تابعة لـ 'حزب الله'. وأوضح أدرعي أن المستودعات تقع داخل مناطق سكنية مدنية، معتبرًا أن ذلك يُعدّ مثالًا على استخدام الأبنية المدنية لأغراض عسكرية'. وأشار إلى أنّ الجيش اتّخذ، قبل تنفيذ الغارات، خطوات تهدف إلى تجنّب إصابة المدنيين.
إطاحة بالأجواء الإيجابية
وحسب المراقبين، فإنّ القصف الإسرائيلي أمس أطاح بالأجواء الايجابية التي أثارها تعيين السفير السابق سيمون كرم عضوا مدنيا دبلوماسيا في لجنة الميكانيزم، وما صدر عن نتائج اجتماع اللجنة بحضوره مع المندوبة الاميركية مورغان أورتاغوس ومندوب مدني سياسي اسرائيلي، وذلك عبر قصف جوي واسع بعد تحذيرات لأربع قرى جنوبية وخروقات مدفعية وجوية واسعة.
فيما استمرّ الترحيب الاميركي بإنضمام كرم الى اللجنة. وأفيد أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل. وكل ذلك وسط تسريب معلومات عن عدم رضا حزب لله عن تعيين السفير كرم في اللجنة ولا عن التفاوض السياسي، لكن الموقف الرسمي للحزب سيعلنه اليوم الشيخ نعيم قاسم.











































































