اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
عاد الصبّار إلى الواجهة من جديد.
لأعوام طويلة، غابت هذه النبتة عن الحقول الجنوبية بعد أن قضت حشرة 'المنّ القطني' على آلاف الشجيرات، وسط فشل وزارة الزراعة في مكافحة هذه الآفة.
اختفى الصبّار، واندثرت 'أحواضه' التي لطالما شكّلت مورداً غذائياً وبيئياً وصحياً لأهالي الجنوب. لكن اليوم، ومع ارتفاع سعر 'الكوز' الواحد إلى 50 ألف ليرة لبنانية، عاد الأمل بزراعته مجدداً.
فالصبّار، الذي يُعرف بـ 'بترول الجنوب الأخضر'، بدأ يستعيد مكانته تدريجياً، وسط تحفيز المزارعين على العودة إليه.
عبا، بليدا، حولا، عربصاليم… وذكريات الصبّار
في بلدات مثل عبا، بليدا، حولا وعربصاليم، كان الصبّار ينتشر في كل حقل. لكن وفق التقديرات، تراجعت زراعته بنسبة 95 % بعد تفشي الحشرة القاتلة.
اليوم، تبدو الصورة أكثر تفاؤلاً، ليس فقط بسبب ارتفاع سعر الثمرة، بل أيضاً لدخولها في الصناعات الطبية والتجميلية، تماماً كما حصل مع الخروب.
صنف مدجّن ومبادرة مدعومة
يقول رئيس 'جمعية جبل عامل'، المهندس قاسم حسن، إن الجمعية وضعت في تصرّف الناس شتول صبّار مدجّنة لا تخترقها الحشرة، وتُباع بسعر مدعوم.
يضيف حسن: 'هذه خطة تحفيزية للمزارع. أولاً، لأن الصبّار مورد اقتصادي مهم؛ وثانياً، لأنه نبتة طبية وبيئية'.
ويشدّد على أن نبتة الصبّار، إلى جانب التين والخروب، هي الأنسب لمواجهة الجفاف، خاصة أن معدل الأمطار لم يتجاوز 45 إلى 50 % هذا العام.
التجربة المريرة باقية... لكن الأمل يعود
رغم ذلك، لا تزال التجربة المريرة حاضرة في أذهان كثيرين.
يقول محمد نعمة، مزارع من بلدة زوطر الشرقية: 'حاولنا سابقاً مكافحة المرض، لكننا فشلنا. وزارة الزراعة لم تقدّم أي دعم حقيقي، فتركنا وحدنا نواجه المصير'.
مع ذلك، يواصل نعمة زراعة الصبّار. يراه 'ذهباً أخضر'، مشيراً إلى أن كل جزء فيه قابل للاستخدام، من الثمرة إلى السائل الموجود داخل النبتة، والذي يُستخدم في الصناعات الطبية والتجميلية.
إنتاجية عالية ومقاومة للجفاف
الصبّار يُزرع عادة على أطراف الحقول (الربعة)، ولا يحتاج إلى ريّ، ما يجعله خياراً مثالياً في ظل تغيّر المناخ.
يقول حسن إن 'أهمية هذه النبتة تكمن في كونها إنتاجية، بيئية، طبية، وتدخل في أعلاف الحيوانات'.
لذلك، أطلقت الجمعية مبادرة لتشجيع زراعتها، من خلال خفض سعر الشتلة ورفع المساحات المزروعة بها.
السؤال الأهم هل يعود الصبّار ليملأ الحقول من جديد؟
وهل تستعيد هذه النبتة مكانتها كأحد أبرز موارد الجنوب الزراعية؟
كل ذلك يتوقف على دعم وزارة الزراعة، وتشجيع المزارعين على الاستثمار فيها، بدل تركهم لمصيرهم في مواجهة الآفات وحدهم.
الصبّار عاد… فهل يعود معه مجد الجنوب الأخضر؟